دراسات و مقالات

((( الحب رحمة …!! ))) الناثرة الجزائرية زهور ربيحي – 1976 م


السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

” للحبيب كتبت
أصابني عشق
من نظرة عينيك
غرقت
صهباء عمري
خمرة الخمر … ! . “
——— 
في كل ليلة
اشتهى نوره
قمر يهل … ! 
————- 
زهرة
بين السماء والأرض
تنمو فوق صخرة …
—–
لقد عرف أدبنا العربي ” الشعر و النثر ” في اطار ” اللفظ و المعني ” بكل أجناسه الأدبية و فنونه العربية الحديثة من مقال و قصة و مسرحية و خطابة و خواطر … و الشعر له مقاييس و معايير داخل الوزن و القافية و التعبير المحكم . 
أما النثر فكتابته سهل ممتنع يحتاج الي موهبة و حبكة ودراية أيضا حيث يختصر المسافات في مفردات معناها أكبر يلخص المفهوم و الادراك . 
و قد قدمنا حلقات من الأدب شعرا و نثرا لكل الفروع و اليوم نتوقف مع ” فن الخاطرة ” و التي ساهم بها بقدر كبير مبدعو شمال أفريقا في المغرب العربي الكبير ، و لا سيما الرائدات من النساء . 
و قد وقع بين يدي اصدار جديد للكاتبة الجزائرية ” زهور ربيحي ” ملفت للنظر ، تحت عنوان ” الحب رحمة !! ” و ما أحوجنا الي فحوي هذا العمل الذي يقدم رسالة للفن و المجتمع معا . 
و من ثم عبرت الكاتبة بصدق و خرجت من صمتها تغازل الواقع في تلقائية و إضاءة تبهر المتذوق بفرط حروفها الرومانسية الحالمة , والتي نفتقدها وسط عالم محكوم بالصراعات و العنصرية. 
و علي أية حال كانت عملية الابداع و التأثر بمشاعر الانسان المبدع من خلال الفن الجميل الذي هو نتاج الحياة مع تجارب ذاتية تأصيلية للنفس عندما تشرق بلا حدود و حواجز تعبر الفضاءات في نبض و همسات جمالية حقا هكذا تبدو أبجديتها المسحورة .

تقول المبدعة التي تهيم بالحب و الجمال الذي لا يغادر قاموسها و معجمها اللغوي تأملا و استعمالا :
علمني الحب….
يبعثرني حنيني إليك
أشتهيك لمحة ضوء
تزيل ضياع عتمتي
كلم جن الليل
ضاجعت عشق
أحلام الليل
أقيم طقوسي
ويغمرني القمر الرمادي
أغرق بسرادب الهذيان
جنون أشتهيك
أتشبث بيديك
أغفو بين يديك
ويطيب الحلم
لتروي عطشي روحي
نشــــــأتها : 
———–
زهرة
بين السماء والأرض
تنمو فوق صخرة …

ولدت الكاتبة الجزائرية العصامية ” زهور ربيحي ” في عام 1976 م م . بمدينة ” روسيكادا ” الرابضة بين ظلال البحر الأبيض المتوسط الذي يلهم القاطنين هنا عشقا و جمالا و ابداعا .
و تقيم بمدينة ” سكيكدة ” شرق العاصمة الجزائرية .
و تعمل مساعدة مدرب في التنمية البشرية البرمجة اللغوية العصبية مستويين 1’2 .
و مساعدة مكتب إعلام آلي المنجز الأدبي . 
و من كتاباتها :
————- 
= فقد صدر لها : ( خواطر الحب رحمة ) .
= تحت الطبع : ( نثريات الزهر ) .
عناوين تستوقف المتأمل حيث تنم عن شفافية وروح الجمال في حب يسافر مع الذات وسط عبقرية الزمان و المكان تحمل دلالات جمالية تأملية فلسفية تنطق بماهيات الأدب الانساني شكلا و مضمونا نحو الأفق المترامي . .

تقول زهور عن تجربتها في مجال فن كتابة الخاطرة الأدبية المستوحاة من واقعها مع تأملات خيالية خصبة توظفها لجمع أبجديتها من وحي البيئة و هموم و أفراح قضيا المجتمع معا . 
مجال كتابة الخاطرة . 
حيث تعتبر الكاتبة ( زهور ربيحي ) :
” أن الكتابة عبارة عن مخاض مع اختلاف المدة وقوة الألم ما بين شاعر و آخر، كل حسب مخزونه الإبداعي الفكري والثقافي و للتخفيف من حدة الألم أستعين بمشاهدة مناظر حالمة وسماع موسيقى رومانسية هادئة … 
أما بالنسبة لكتابتي للخواطر، فأغلبها مستوحاة من الواقع فلا أحتاج لما يسعف الخيال … 
و عن الكتابة كفن أصيل و رسالة الي الانسانية عن طريق الحب … 
تجزم زهور : إن الابداع جزء من حياتي من خلاله أعبر عن كل ما أشعر به كامرأة حرة تحب وطنها حبا لا مثيل له وتحب الخير للناس دون استثناء .

و ها هي هنا من مجتمعها الأنوثي تسجل تباريحها لعشق الرجل شقيق رحلتها مع الحياة في هذه المقطوعة تحت عنوان ( معزوفة الناي ) التي تبث شوقها و صبوتها نحو الأفق البعيد المترنح من الذات بمشاعرها الجمالية الراقية في حالة وجودة لا تتكرر فتقول :
قصيدة شعر
لك يارجل الحياة
وحالة لا تتكرر
عشقي
نقاء وقلبي صفاء
أنا في العشق
شفافة ومثقلة
بالحنين والأشواق
وأتلو قصائد عشق
بترتيل آيات الحب
أنسجت حروفي
وتباهت بك عبارتي
تفننت بك كلماتي
فتجلى القلم والوتر
وكان طيفك
في توهجي .

مختارات نثرية : 
————— 
نسافر مع الكاتبة زهور ربيحي عبر نهر الحب … نرتشف من النهر نخب العشق بعد النجاة من لحظات الاغراق ، و نتفيء بظلال الجمال نبحر بمركبنا نحو جزيرة العشق في اشتهاء نتوقف بتأملاتنا المنسية وسط ركام و ضجيج الحياة لا صوت يعلو فوق ملحمة الحب و السلام عنوان الانسان بعد نوبات من الوجع و الحيرة و الثوران نلتقط زاد الهوي في نغمات حالمة عند بحيرة يغازلها ليلا القمر بين دروب و تراتيل المغني الحزين … فتسهر مؤرقة من السهاد تشتكي حنين البعاد تنتظر موسم الحصاد وقطف زهور الأمل … : 
أغرق
في بحيرة عيناك
متوهجة
الروح تهفو
أراك
في الغسق
كالقمر المنير
تنير دمسي
يقدفني
تيار الهوى
بدروب
همسا يعتصرني
تدغدغ
قمة العشق
الهوى
ولا أسمع
إلا تراتيل
إشتياقي
أشتهيك
رحيقا وزنبقا
تبعثر
شذارت نبضا
قلبا عاشق
أنتظر
فجر لم يئن
بزوغه للأحداق
لتزرعني بين
أحضانك أملا

——- 
و كاتبتنا المتنوعة مع سطور الأدب الواقعي المفعم بالرومانسية لا تنفك عن عباءة العشق و المطر و النهر و الليل و الحب و القلب الوتر … مفردات تغزل منها فيض خواطرها فتحترق شوقا من أجل الوصول الي الحقيقة التي تؤرق مسيرتها مع الحياة في مزج متباين يؤكد نظرتها فتقول زهور :
تحت المطر…
على إيقاع نغم المطر
وإيقاع الوتر
تتبعثر حروفي
تخرس كلماتي
يغرد قلبي فيحترق
ليتساقط ويذوب
تربكني حلاوة اللحظة
لأبحر ببحر عشقك
رويدا
وترنو إلي
بنظرة عشق
فأذوب
بين أضلع الليل
بشهد الرضاب 
— 
و من ثم تستمر تمضي كالفراشة الجميلة بين حقول الزهور تعزف متوالياتها بين زخات المطر كسبيل للمقاومة من أجل قيم الجمال و ثوابت الحب المنسي و المقهور بين عتبات المادة الزائفة في تحسر صور تشرق من صفاء النفس التي تهيم بكل المعايير الفنية الصادقة و المؤثرة مع الأخر هكذا تنطلق من مخدعها الصامت الي محرابها الجديد تحكي موال الحب مع الريح و مني الشوق … :
ومضة الريح
مني الشوق
يهيج الذاكرة المنسية
في حدائق قلبي
يبكي الذبيح
يعبق السماء بضباب
شاحب
مطر رمادي ولغة الريح
وانا المترنخة
فوق
سبل المقاومة
وشعف الأماكن
وصوت الصفيح
صبحة انا اسمي
ايعقل أن تكون انت
صبيح
من الصبح اذكارنا
قلب المساء
غزل مريح . 

و نختم لها برائعتها في مديح سيد الخلق محمد مولد النور الرحمة صلي الله عليه و سلم حيث تغنت زهور بموكب ميلاده احتفاء مع الدنيا و قد تزينت كل الكائنات بشري لنا بقدومه ، وطوبي لنا بذكراه :
نبي الهدى…
الكون أضاء بمولده
والأرض تهادت
من فرح
وزهور الروض تبتسم
وتلهف قلبي للمصطفي
لأشم تراب
قد يلمسه نعله
لوعة عشقي للمصطفي
لنبي الهدى
شوق لرؤية النبي
بمديحي طاب الكلام
وحل لأحبتي النثر والشعر
لك ياحبيبي وقرة العين
من مكة أضأت الكون
وإنجلى الظلام بنورك
وتمايلت الدنيا فرحا
وتبدد بالهادي الظلام
هذه كانت تغريدة سريعة علي علم الكاتبة الجزائرية ” زهور ربيحي ” و من ثم نبارك وليدها الجديد تحت عنوان ” الحب رحمة ” و من ثم قد اختصرت رسالتها في فن كتابة الخاطرة ، و سط تجليات المفردات و الصور في همس لطيف يعالج المكنون في تلقائية و استثنائية ، بمثابة مفتاح قضايا المجتمع ، و لم لا وقد طرزتها بجواهر الحب في رحمة تستوعب الجميع ، نحو حالة السلام المفقود ، بعد دوامة من الصراعات المصاحبة بالفواجع ، فجاءت حروف أبجديتها شهد الملكات تقدمه وجبة شهية للباحثين عن الصفاء كرسالة الي الانسانية متوجة بالعشق الذي يزرع الأمل مع النفوس دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى