دراسات و مقالات

البلاغـــــة و المحسنات البديعية

السعيد عبد العاطي مبارك

أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابا
” أمير الشعراء أحمد شوقي ”
———–
وقال الشافعي : لسان العرب واسع لا يحيط به إلا نبي .
و ما أكثر بلغاء العرب !!
فرسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم قد أعطي ” جوامع الكلم الطيب ” .
.و كان الامام علي بن أبي طالب رضي الله من البلغاء كما تم جمع خطبه و أقواله في كتاب ” نهج البلاغة ”
كما اشتهر سحبان بالبلاغة :
سحبان بن زفر بن ألياس الوائلي (ت. 54 هـ/ 674 م)، خطيب مخضرم من وائل باهلة. أسلم في زمن النبي ولم يجتمع به. عاش مدة عند معاوية بن ابي سفيان بدمشق . وقيل انه عمر مائة وثمانين سنة. وكان اذا خطب يتؤكا على عصا ويسيل عرقاً، ولا يعيد كلمة ولايتوقف ولا يتنحنح ولا يبتدى في معنى دون ان يتمه فضرب به المثل، وقيل (أبلغ من سحبان وائل)واعتمد في خطبه على العبارات القصيرة المزدوجة، التي تضم حكما مقررة صالحة للشيوع، او أفكارا متقالبة.
و الخلاصة :
———–
تتفق بالمعنى وتختلف بالنطق فتكون الكلمة هي هي وإنما الخلاف في التشكيل أو طريقة النطق و لذا علوم العربية تساهم في التصحيح و البلاغة في الارتقاء بالاساليب معا .
فجمال لغتنا العربية و ابجدية صوتها لا يتوقف برهة مع تطور حركة الحياة قاطبة !! .
و من ثم تحتاج لغة الضاد الي مهارات جيدة في اتقانها ” كتابة و تحدث ” فصحي بشروطها السليمة الخالية من اللحن و من كل العيوب و الخلل تعبيرا و تصويرا و رسما و التحكم في مخارج الحروف و كل هذا في بساطة و تلقائية بعيدا عن التقعر و التعقيد اللفظي و النشاز .
و ما أحوجنا جميعا اليها كي نتقنها سهلة صحيحة بداية من :
معلم و قاض و خطيب ومحام و اعلامي و كاتب و فنان و مسرحي ومتحدث ، بل و في جميع دواوين ودوائر التخاطب و التعامل من خلال الحياة اليومية عشقا لها و تطبيق قواعدها و بلاغتها في يسر و سهولة مع الانفتاح الحضاري و مستحدثات العصر من أسماء و مسميات .
و من ثم نجد علاقة الكلام البليغ كالعلاقة بين ” اللفظ والمعنى” كالتحدث عن ” شفرتي مقص ” في التساوي حيث جمال المضمون المعبر عن الواقع في فهم و ادراك و تذوق فني رائع بديع .
أولاً : لفظ :
———
جاء في الصحاح؛ اولاً الدلالة العامة للمادة (لفظ) وهي ( الرمي من الفم): لفظت الشيء من فمي الفظه لفظاً، رميته ثم يعدّد الدلالة المخصصة اذ يكون الملفوظ من الفم كلاماً: لفظت بالكلام وتلفظت به اي تكلمت به، وبعدها يعين المفردة بانها « اللفظ جمعها الالفاظ»
اما ابن فارس في المقاييس فهويقول ان مادة لفظ تعني اولاً الدلالة علي الطرح المطلق، ثم هي يغلب عليها ان تكون من الفم ثم يخصص الفعل، فتقول: « لفظ الكلام يلفظ لفظاً» وبعدها يورد واحداً من المشتقات، وما يحتمله من دلالات «اللافظة
ثانياً : المعني .
—————
« فالمعنی هوالقصد الذي يبرز ويظهر في الشيء اذا بحث عنه» ثم بشرحه بعبارة اخری، يقال: هذا معني الكلام، ومعني الشعر اي الذي يبرز من مكنون ما تضمنه الفظ.
اما الازهري فيذكر نقلاً عن الليث، الذي يتصل بالخليل، اشتقاق عنوان كتاب من المعنی، ثم يورد دلالة العناية في المادة عنی: عناني هذا الامر يعنيني عناية ً فانا معنيّ به، وقد إعتنيت بامره، يقول عنی الليث: ومعنی كل شیء محنته وحالة التي يصير اليه امره وبعدها يقول اللأزهري: والمعني والتفسير والتاويل واحد.
هوالذي يستقر عليه القلب ويطمئن اليه عند ارادة اللفظ.
و هذا المعنی يختلف بين آحاد الناس، لانه يمكن القول باننا لانجد اثنين ياتيان بكلام يستقران عليه من الناحية المعنوية تماماً، بل نجد انَّ هناك فروق بين الشخصين ولوكانت يسيرةً. يقول ابوعلي الفارسي في هذا الصدد: ( المعنی هوالقصد الي ما يقصد اليه من القول، فجعل المعني القصد، لانه مصدر ولايوصف الله تعالی بأنه هوالمعنی اذا كان المقصود في الحقيقة حادث».
مع علوم اللغة العربية :
———————–
فقد عرفت اللغة العربية اللغة الشاعرة لغة الضاد لغة القرآن و الحديث علوما كثيرة منها :
وينقسم على ما صرَّح به علماء اللغة العربية إلى اثني عشر قسمًا، منها أصولٌ وهي العمدة في ذلك الاحتراز، ومنها فروع. :
” علم اللغة – علم النحو – علم الصرف – علم الاشتقاق – علم المعاني – علم البديع – علم البيان – علم العروض – علم القافية – علم الانشاء – علم قوانين الكتابة – علم المحاضرات و منه التواريخ ” .
شروط اللغة الخمسة:
————
قال الزَّرْكَشِيّ في البحر المحيط:
أحدها – ثبوت ذلك عن العرب بسند صحيح يوجب العمل.
والثاني – عدالةُ الناقلين كما تُعْتَبَرُ عدالتُهم في الشَّرعيات.
والثالث – أن يكون النقلُ عَمّن قولُه حجة في أصل اللغة كالعرب العاربة مثل قحطان ومعد وعدنان فأما إذا نقلوا عمَّن بعدهم بعد فَسَادِ لسانهم واختلاف المولدين فلاَ.
قال الزركشي: ووقع في كلام الزمخشري وغيره الاستشهادُ بشِعْر أبي تمام بل في الإيضاح للفارسي ووجه بأنَّ الاستشهاد بتقرير النّقَلة كلامَهم وأنه لم يخرج عن قوانين العرب.
وقال ابنُ جني يُسْتَشهد بشِعر المولَّدين في المعاني كما يُستَشْهد بشعر العرب في الألفاظ.
والربع – أن يكون الناقلُ قد سَمِعَ منهم حِسّاً وأما بغيره فلا.
والخامس – أن يسمع من الناقل حسا.
و يبقي مجال اللغة اوالبلاغة اوالنقد مفتوحا علي مصرعيه أمام محبي اللغة العربية ينهل منها كيف يشاء !!.
مع الأدب :
———
هو جمع الجيد من كلام العرب المنظوم والمنثور. قال ابن خلدون – – في ” المقدمة ” ص 553: ” فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة، من شعر عالي الطبقة، وسجع متساو في الإجادة، ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفرقة يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية، مع ذكر بعض من أيام العرب يفهم به ما يقع في أشعارهم منها، وكذلك ذكر المهم من الأنساب الشهيرة والأخبار العامة، والمقصود بذلك كله أن لا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفحه، لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهمه، فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه.
يُعرفُ علم البلاغة لغةً :
————————
بأنّه مصدرٌ مُشتقٌّ من الفعل الثلاثيّ (بلغ)، ومعناه الفصاحة في القول والكلام أثناء الحديث أو الكتابة.
البلاغة : هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته ،
نعم لكل مقام مقال للواقع شرط المطابقة و الفصاحة و البيان .
و كلمة ” بلاغة ” ، على وزن: فعالة، وفعالة هذا مصدر لـ (فعل) فعولة .
إذن: البلاغة سميت بلاغة قالوا:
لأنها تنبئ عن الوصول والانتهاء، إذ هي مأخوذة من: (بلغ) بضم العين إذا انتهى .
من جهة المعنى نقول: هي تنبئ يعني: تشير، تنبئ عن الوصول والانتهاء، ومنه البلوغ إذا كمل .
أما في الاصطلاح فقال: الناظم:
وجعلوا بلاغة الكلام … طباقه لمقتضى المقام
وجعلوا: تعريف صاحب الأصل أنه قال البلاغة: مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته، هذا حد بلاغة الكلام:
بلاغة الكلام أن يطابقا … لمقتضى الحال وقد توافقا
فصاحة ..
المقتضى فيقال: مقام التأكيد، ومقام التعريف، ومقام الحذف، ومقام الذكر. أما الحال فإنه يضاف إلى المقتضي -بالكسر- فيقال: حال الإنكار وحال خلو الذهن وحال الشك وحال الذكاء وغير ذلك.
و شبه أهل البلاغة يجب أن تكون المعاني أكثر من الألفاظ المستخدمة أو مثل طرفي ” المقص ” اللفظ و المعني في التساوي لا الاسهاب في المفردات علي حساب المعاني .
و لذا أعطي سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ” جوامع الكلم ” .
و نحرص في لغتنا العربية علي البيان و الفصاحة و البعد عن اللحن و سلامة النطقة و الكتابة مع الوضوح بعيدا عن التعقيد اللفظي و التقعر و التكرار و الركاكة و تدني أسلوب الخطابة و المقال .

و ابن المعتز له صولاته و جولاته مع علم البديع .
تتميّزُ اللّغة العربيّة بتنوّعِ الأساليب اللغويّة التي تُساهمُ في تطوّر مبنى الكلمات، والجُمل المُستخدَمة في كتابةِ النّصوص النثريّة والشعريّة، وغيرها من أنواع النّصوص الأُخرى، كما تُساعدُ الكاتبَ على اختيارِ الأسلوب المناسب لصياغةِ نصّه بطريقةٍ صحيحةٍ ومُميّزة، ممّا يُساهمُ في تحقيقِ التّأثير المطلوب على القُراءِ؛ إذ كلّما تمَّ ترتيبُ الأفكار بطريقةٍ صحيحة ومُنظمة ساهم ذلك في توصيلها للهدفِ المطلوبِ منها؛ لذلك عندما يتمُّ استخدامُ تنسيقٍ مُتزنٍ ومُرتبٍ للنص المكتوب بالاعتمادِ على أساليب اللّغة العربيّة في التّعبير عن الكلمات عندها ينجحُ النّصُ في توضيح الفكرة الرئيسيّة الخاصّة به، ويُطلقُ على الوسائل والطُّرق المُستخدَمة في الكتابة مُسمّى أساليب البلاغة .
يُقسمُ علمُ البلاغة في اللّغةِ العربيّة إلى ثلاثةِ أنواعٍ من العلوم، أو الأساليب البلاغيّة؛ وهي:
” علم المعانيّ، وعلم البيان، وعلم البديع ” .

علم المعاني :
======
هو العلم الذي يختصّ بالمعاني والتّراكيب، ويدلّ على الاستخدام المناسب للكلمات؛ ليعبّر عن الموقف بأفضل صورة مُمكنة، ولا يَنْظر هذا العلم إلى التّراكيب المُفرَدة أو الجُملِ الجُزئيّة فقط، بل يهتمُّ بدراسةِ النّصِ كاملاً؛ لأنّ التّعبير اللفظيّ يَتَحدّثُ عن حدثٍ مُعيّن؛ فإذا عرف القارئ معاني الكلمات عندها يتمكّنُ من معرفةِ أحوال الألفاظ، والتي تتطابقُ مع صور الكلام المُختلفة، وتساعدُ على معرفة معانيها بطريقةٍ واضحة، ويقسمُ علم المعانيّ إلى مجموعةٍ من الفروع، ومن أهمّها : ” الخبر والإنشاء؛”
إذ إنّ الكلام في اللّغة العربيّة إمّا أن يكونَ خبراً، أو إنشاءً
الخبر:
——
هو ما يتمُّ فيه الكلامُ عن جملةٍ ما، ولا يقصدُ به الإشارة إلى مُصطلحِ خبر المُبتدأ، فأغلب الكلمات في اللّغةِ العربيّة تحملُ أخباراً معها، ويستخدمُ أيضاً الخبر لنقلِ الكلام، والذي يدلُّ على صدقِ أو كذب النّاقل أو المُتكلم.
الإنشاء:
——
هو الكلامُ الذي يحمل فكرةً واحدة مع تنوّعِ المعانيّ الخاصّة بكلماته، ولا يصحُّ وصف قائله بالصّدق أو الكذب؛ لأنّه يعتمدُ على إنشاء الكلمات بالاعتمادِ على قولِ المتكلم.

علم البيان :
======
علم البيان هو العلم اللغويّ البلاغيّ الذي يبحثُ عن إيصالِ المعنى الواحد، أو الفكرة بأكثرِ من أسلوب
وأيضاً يُعرفُ علم البيان بأنّه أسلوبٌ لتوضيح دلالةِ الكلمات من خلال فهم معانيها في سياق النّص، ويُقسمُ علم البيان إلى أربعة أقسام، وهي :
التّشبيه:
——-
هو إنشاء علاقة تَشابهٍ بين أمرين لِوجود صفاتٍ مُشتركة بينهما؛ أيّ مُشاركةُ كلمةٍ لغيرها في المعنى، وللتشبيه أربعة أركان وهي: المُشبّه، والمُشبّه به، وأداة التّشبيه، ووجه الشّبه. مثال: البنتُ كالزّهرةِ في جمالها، المُشبّه هو البنت، والمُشبّه به هو الزّهرة، وأداة التّشبيه هي الكاف، ووجه الشّبه هو الجمال. وفي حالة التّشبيه يزيد أحد الطّرفين في وجه التّشبيه عن الآخر، ففي الجُملةِ السّابقة تزيد الزّهرة في جمالها عن البنت. للتّشبيه مجموعةٌ من الأنواع وهي:
تشبيهٌ تام:
هو التّشبيه الذي يحتوي في تركيبه على كلّ أركان التّشبيه، مثل: البنتُ كالزّهرة في جمالها. تشبيهٌ مُؤكّد: هو التّشبيه الذي حُذِف منه أداةُ التّشبيه، مثل: البنت زهرةٌ في جمالها.
تشبيهٌ مُجمل:
هو التّشبيه الذي حُذِف منه وجه الشّبه، مثل: البنت كالزّهرة.
تشبيهٌ بَليغ:
هو التّشبيه الذي حُذِف منه أداة التّشبيه ووجه الشّبه، مثال: البنت زهرة.
الاستعارة:
———–
هي تشبيهٌ حُذِف أحد طرفيه المُشبّه أو المُشبّه به، واللّذان يشترطُ وجودهما لِإتمام التّشبيه، وعند غياب أحدهما تظهر الاستعارة،
ومِن أهم أنواعها:
الاستعارة المَكنيّة:
هي التّركيب الذي حُذِف منه المُشبّه به وذُكِرَ المشبّه، مثال: طار الخبر في المدينة؛ ففي هذه الجملة حُذف المشبّه به، وهو الطّائر الّذي شبّهنا الخبر به. الاستعارة التحقيقيّة:
هي التّركيب الذي حُذِف منه المشبّه وكُتبَ المشبّه به، مثال: حارب الأسد بشجاعةٍ في المعركة، ففي هذه الجملة شبّهنا الإنسان بالأسد، ولكن لم يُذكر بل ذُكِرَ المشبّه به وهو الأسد. الكناية: هي الأسلوب الذي يُستخدم عندما اللفظ أو الكتابة معنىً ظاهراً لجملة ولكن يُراد به معنىً آخر، وأيضاً تعرفُ الكنايّة بأنها لفظٌ يرادُ فيه معناه المخفي، من خلال استخدام معنى ظاهرٍ له،
والكناية أنواع :
وهي: كناية عن صفة: هي التّركيبُ الذي يُقصدُ فيه معنىً آخر لصفةٍ ما، مثال: أطلقَ أخي قدميّه للرّيح، فهذه الجُملة لا تعنيّ ربط القدمين بالرّيح؛ بل هي كنايةٌ عن السّرعة في الرّكض. كناية عن موصوف: هي التّركيب الّذي يُستخدمُ فيه موصوفٌ عُرف بصفاته، وذاته، وعمله، مثال: أمةُ الضّاد، والمقصودُ بالمثال هنا وصفُ العرب بأنهم أمةٌ للّغة العربيّة. كناية عن نسبة: هي التّركيب الّذي يحتوي على صفةٍ، ولكنّها تنسب إلى شيءٍ مُتّصل بالموصوف، مثال: الكرمُ في بيتِ سعيد، وهنا تذكرُ الصّفة في الكرم، أمّا البيت فهو النسبة لسعيدٍ بأنّه كريم.
علم البديع علم البديع:
===========
هو العلم الذي يبحث في تحسين الكلام اللفظي أو المعنويّ، ويقسمُ إلى الفروع علي النحو التالي :
الجناس:
——-
هو تركيبٌ يحتوي على كلمتين تتشابهان في اللّفظ ولكن تختلفان في المعنى، ويقسمُ إلى نوعين؛ وهما:
الجناس التّام:
هو اتّفاقُ الألفاظ معاً؛ مثال: قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ)
فالسّاعة والسّاعة تتشابهان تماماً في اللّفظ ولكنْ تختلفان في المعنى.
الجناس الناقص:
هو وجود نقصٍ في اتفاقِ الألفاظ معاً؛ مثال:
قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)
فكلمتا تقهر وتنهر تتشابهان في اللّفظ ولكن لا تتطابقان تماماً.
الطّباق:
——-
هو التّركيب الذي يجمع بين متضادّين في المعنى، مثل: يَتسابقُ اللّيل والنّهار. المُقابلة: هو التّركيب الذي يجمع بين أكثرِ من لفظٍ ويقابله أكثر من لفظٍ مُضادٍّ له، مثل: اقرأ اليوم لتستفيد غداً.

خلاصة المحسنات البديعية :
————————–
المحسنات البديعية، وزيادة أقسامها، ونظمها في قصائد حتى بلغ عددها عند المتأخرىن مائة وستين نوعا. ويقسم علماء البلاغة المحسنات البديعية إلى قسمين: 1-محسنات معنوية مثل (الطباق والمقابله)2-محسنات لفظية مثل (الجناس والسجع).
المحسنات المعنوية :
هي التي يكون التحسين بها راجعا إلى المعنى، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضًا والمحسنات المعنوية كثيرة، من بينها:
• الطباق: وهو اما طباق سلبي وإما ايجابي الجمع بين الشيء وضده في الكلام، مثل قوله تعالى ﴿ وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ﴾ الكهف: 18.
• المقابلة: هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابـل ذلك على الترتيـب، مثـل قوله تعـالى: ﴿ فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ﴾ التوبة: 82
• التورية: هي أن يذكر لفظ له معنيان؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد، والثاني بعيد خفي هو المراد كقول الشاعر:
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق… ومن العجائب لفظهـا حر ومعناها رقـيـق
• حسن التعليل: هو أن ينكر القائل صراحة أو ضمنا علة الشيء المعروفة ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه.
• المشاكلة: هي أن يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الشيء.
• التوجية أو الإيهام: هو أن يؤتى بكلام يحتمل، على السواء، معنيين متباينين، أو متضادين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه.
• المبالغة:وهو وصف الشيء وصفا مستبعدا أو مستحيلا.
• التبليغ: وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقلا وعادة.
• الإغراق: وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقلا لا عادة.
• الغلو: وهو وصف الشيء بما هو مستحيل عقلا وعادة.
• الإقتباس.
• مراعاة النظير.
• المدح بما يشبه الذم وعكسه.

و في النهاية أتمني أن أكون قد وفقت في عرض ملخص عن البلاغة العربية و المحسنات البديعية في اختصار ميسر دون خلل أو نقص كوجبة شهية سريعة لكل من يبحث عن فنون البلاغة و مدي أهميتها في استخداماتنا و استعمالاتنا اليومية نطقا و كتابة فقد جمعت هذه المادة و حرصت علي الوفاق في ربطها و تسلسلها المنطقي كي يسهل علي المتلقي و المتذوق لفنون العربية الوقوف علي الخطوط العريضة للولوج الي لغة الضاد اللغة الشاعرة لغة القرآن الكريم كي تعم الفائدة المرجوة من و راء هذا القصد النبيل شكلا و مضمونا دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى