خواطر

إلى أخره … إلى أخره

محمد فخري جلبي

 

حين يشعر المواطن العربي بالضجر ولايملك ثمن تذكرة سياحية فماعليه سوى شتم رأس الدولة أو أحد رجالاته ، وماهي إلا ثوان معدودة يتم إلقاء القبض عليه من قبل وزارة السياحة ويتم إرساله برحلة بحرية جوية أرضية مدفوعة التكليف لمدى الحياة !!!
ولشدة سخرية الحياة الماكرة يطلب من ذويه تسلم الجثة ومنع إقامة مجلس عزاء ؟؟ وكأن الميت شجرة يابسة !!
نحب الحياة خارج أوطاننا
في المنفى
في المقهى
خارج الحدود
داخل المقبرة
في المنفى لأننا نشعر ولأول مرة بقيمتنا المغايرة لما كنا نظن …( فلسنا ضحايا ننتظر مبعوث الأخرة ) !!
في المقهى لأننا مختلفون بأحاسيسنا المبعثرة مختلفون بأصطفاف المخبرين حول شفاهنا الغائرة مختلفون بأنتماءاتنا بنزواتنا بشتائمنا .. ولكننا نتفق على كره أبن العاهرة
خارج الحدود نصير كخاطرة تولد وتسافر وتتزوج وتموت بلا قيد أو محاصرة
في المقبرة لأننا لانخشى ملائكة الحساب فيحدث بأننا تألمنا في أوطاننا حد اليقين بأن الجحيم ليس إلامحطة عابرة
الأن تمام الساعة السايعة مساءا في المتفى
لست حزينا أو سعيدا
لست عاشقا أو لاعاشقا
لست نادما أو غاضبا أو جائعا
لست أنا الأن أنا
ولست أدرك ماأريد إلى أخره إلى أخره
من المشاعر المشاكسة
ولكنني بالمقابل لست خائفا من حديثي في الباص أو في المقهى أو مع نفسي بنفسها الحائرة
فالحمدلله غادرت حدود أفرع الأمن الجائرة
لست على مايرام ولكنني بخير تماما
أكتب ماأشاء ضد من أشاء وقت أشاء
فليس في هوامش أوراقي كاميرات مراقبة
لست … إلى أخره إلى أخره

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى