شعر

أيا سائلاً

حاتم متولي

بـِكَـــرٍّ وَفـَـــرٍّ قـَــدْ تــَرُوغُ الـثـَعـَالِـبُ
وإنـِّي على إِيـْـلاجـِـهـَا الـجُـحْرَ غَـالِبُ

وإنَّي هِـــزَبْـرٌ بــِالــشـَــــــدَائـِـدِ كـُلهِا
وغَــيـْـرِي إِذَا حـَـلَّ الـوَطِـيْسُ فَـهـَـارِبُ

وَمـَا عَهْدُ ( لـَيْلى ) حين تنقضُ عَهْدَهَا
بـِـقـَـاتـِـلِ نـَفـْـسي كـُلُّهُـــنَّ كَـوَاعـِــبُ

وَيَسْلى فــُـــؤَادِي إِنْ جَـفـَاني دلالـــها 
فَمـَـا أَطْـفَــئَـتْ نَـوْرَ الهِـلالِ الـمَـغَارِبُ

( وَمَــا كـُلُّ مـِـنْ يَهْوى يَعِفُّ إِذَا خَلا ) 
وَلـــكِــنِّ نـَـفْـسي إذْ خـَلَوْتُ تـُحَاسِبُ

وَأَعْلـَــمُ قـَــولَ الصِدْقِ مـَـنْ قَبْلِ نُطْقِهِ
ومـــا علم قـلبي بــالـريـــاء مقارب

وَإِنـِّي كــَمـَا الأطفال لوْ هــلَّ صبيةٌ
وإنـَّي كـَـمـَـا الــوُعـَّـاظُ إِنْ حَلَّ صَاحِبُ

وَلـِـي بـِـعـَـرِاقِ الــخـيرِ نـخــلٌ ودجـلةٌ 
وَلـِي بـِـرُبُــوْعِ الـشَّــامِ صـَحْبٌ وَرَاغـِـبُ

وفــى يـَـمَـنِ الإســعـــادِ خِــــلٌّ وَصُحبةٌ 
وقلــبـي لـبـيـتِ الـقـدسِ صبٌّ وطالبُ

ولا أســألُ الْجُــهَّالَ لــيْ أيَّ مـطـلــبٍ
تــرفَّـعـْتُ أَنْ يَـسْـتَـأذِنَ الـقَوْمَ حَاجِبُ

أسامح ظـُــلْـمَ الـنَـاسِ مـَا دُمْــتُ قـَادِرَاً
فـإنّي إلـِى مَـرْضـَـاتِ رَبـَّـي مـُطـَــالِبُ

ومـــا رحـــت مـشَّـاءً إِلى ذي نمِـــيمةٍ 
وما كنــت للأســـتار يـــوماً أراقـــــِبُ

ولا أشْـتَـكِي غـَــدْرَ الــزَمــَـانِ فـَــإِنـَّـهُ
لَحـُـــوْبٌ وَلا للِـدََّهْــر ِ مــِمَّنْ يـُعـَـاتِبُ

وَأَسْـتَــصـْغِـرُ الأوجـَـاعَ إِنْ هـِيَ زُوِّجَتْ
وَزِيـْـدَتْ لـَـنَا فَالصَـبْـرُ عـِنـْدِي يُـغَالِبُ

ومــا مــسَّ أطــراف الحشا غــير طيِّبٍ
وَإِنْ قـَــلَّ زُوَّادِي وَقَـــلَّ الأطـَــــايـِــبُ

أنا لأبٍ جـُــــــلُّ الـمَعـَالي بـِطـَبْعِهِ 
لطــيـــفُ السـجـايــا إنْ رأيتَ تصاحبُ

وأمُّــي كَـمـَـا (الـخَنـْسَاءُ) أَنَّى رَأَيْـتـَـهَـا
تـَزُوْدُ وَتُـعْــطِي إِنْ أَتـَـاهـَـا الـمُسَاغِبُ

وَتـَبـْـسُطُ للـنـاسِ الــــزُلالَ لــيــَشـْرَبُوا 
وتـــأبى وُرُوْدَاً إِنْ رَئـَـتـْـنـَـا الــمَشَارِبُ

وأشقى بــقــــولٍ للــســانِ قــَذفـِــتــَــهُ
وأبْــدِي عـَـلـِـيّ اللــومَ أنـِّي الـمُـخـَاطِبُ

وإنَّي كــما الــطــَائي كـــريمٌ وحـَـاتمٌ 
وإنـِّي فصيحُ القول للشــعـــــرِ كَاتِـــبُ

أيـــا سائلاً عـنّــَا فَتِـلـْـكَ خـِـصَــالـُـنَا 
وجـــاهـــل طبــعي حُــقَّ فيه التَجِاربُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى