شعر

أنا إنسانةٌ عاديَّةٌ جدًّا

د.عبد المجيد أحمد المحمود

أنا إنسانةٌ عاديَّةٌ جدًّا

فلماذا تختارُ دومًا مفرداتٍ فوقَ

وعيِ مشاعري و شِعري؟!

لِمَ تُزهِقُ أرواحَ الحروفِ؟

تمتصُّ رحيقَها البريءَ

ثمَّ تُدندِنُ وشوشاتٍ غريبةً في سرِّي

لستُ أدري!

أنا كهذا الطَّريقِ..أدلُّ العابرينَ على الخطواتِ

أجتازُ بهم وهمَ القَفارِ

أحملُ في يديَّ قنديلَ أمنياتٍ

عابرًا لجَّةَ الليلِ البهيمِ إلى الفجرِ

أنا إنسانةٌ عاديَّةُ الملامحِ و المطامحِ

أبسطُ من زهرةٍ..يرمي بها

عاشقٌ يائِسٌ في لحظةِ القهْرِ

لمْ أَكُ ذاتَ يومٍ بأحلامٍ غريبةٍ

لمْ أسألِ الأقمارَ أنْ تدورَ في فَلَكِي

و لا النُّجومَ الواهناتِ أنِ اسري

لا أحدِّقُ في دفاترِ الذِّكرياتِ

كطفلٍ صادَهُ الفِطامُ على حينِ غرَّة
ٍ
فاستعذبَ الأحلامَ بثديٍ

كما النَّبع الزُّلال يجري

أنا إنسانةٌ فقط…

كَكُلِّ امرأةٍ تحلمُ أنْ يكونَ لها

بيتٌ من الفرحِ البسيطِ

و حضنٌ دافئٌ كالموجِ في تموُّزَ يُغْرِي

أُردِّدُ أغنياتِ الحياةِ

أُهدْهِدُ ألوانَ الصَّباحِ

و أرفعُ كفيَّ بالدُّعاءِ لكلِّ خيرِ

فلماذا تصوغُني كلماتٍ كمحرقةٍ منَ النِّفاقِ؟!

لماذا يُصرُّ حرفُكَ أنْ يبعثَ النِّيرانَ

في جنَّاتِ زهري؟!

أريدُكَ مثلي..بلا زَيْفٍ..بلا رياءٍ

مجرَّدًا كالنُّورِ..كالهواءِ

كالصَّمتِ حينَ يُثرثِرُ الآخرونَ

عن قصائِدِ الصَّبرِ

فلا تَغْتَلْ توهُّجَ حبِّنَا على الأوراقِ الواشياتِ

و لا تُطفئْ كلَّ الذي زرعناهُ

في القلبينِ من جَمْرِ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى