قصة

أزمة منتصف الرّغبة

إيهاب بديوي

تململت في فراشها الغض تتأمل في احتمالات مرور الساعات التالية من ليلة بداية العام الباردة. خرجت أنفاسها لاهثة وهي تتخيل يديه تحيطانها وتفرشان على مشاعرها غطاءا حريريا يشعل النار الزرقاء في قلبها الأجوف ويثير غبارا عنيفا يعمي من يحاول اختراق المحظور بينهما. لا كلمات في قواميس اللغات تستطيع التعبير عن مكنونات حلمها المركب في تلك اللحظات. وضعت يدها على خدها تدغدغ مشاعرها. ثم لامست شفتيها تستعذب مذاق الشوق. تتبعت نبضة حائرة اتخذت طريقها عبر جسدها البض الظامئ لرشفات تعيد لكيانها المتألم قدرته على الإستقرار. أخذت نفسا عميقا على شكل تنهيدة طويلة تحبس بها رغباتها المتأججة. استوت على جبل يعصمها من نفسها الأمارة بالحب. واحتضنت ذكريات ابتسمت لها من بين ثنايا الفراش البارد. اينعت زهرة عمرها مبكرا. واقتطف بعض ازهارها صديق قديم. وارتشف من رحيقها حبيب لئيم. حتى وصلت إلى بحره العواصف فتمسكت بجزع امل مهتز وتحدت عواصف الدنيا المتزايدة وتحملت قوة اعاصيره المدمرة. لكنها الليلة لم تعد تحتمل. جمعت أنواءه وألقت بها من نافذة حياتها. وتحدت جسدها لكي يصمد في مواجهة فيضان الرغبة. هناك ألحان للزمن لا يسمعها إلا من يصمت ويهدا ويستكين ويستسلم لذاته. الصراع يزداد عنفا. والمقاومة تزداد وهنا. حتى نادى عليها عصفور قديم طالما عطفت على مشاعره وأطعمته من خاصة شهدها. تدثرت بحلم قديم. وقفزت في بحيرة شفافة ترى فيها اجزاءها المتناثرة في جنبات العمر كالبللور المكسور…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى