قصة

أرق

إيهاب بديوي.

لم يعد من الممكن تحمل هذا الصراع اليومي. بين استرحامات لا تنتهي من المرأة وعنف مستمر من الرجل تتسلل الأصوات كل ليلة من النوافذ الصغيرة المطلة على المنور الخلفي للعمارة العتيقة ذات الأدوار الخمسة. الليلة زادت جدا اصوات الصراع وارتفع الصراخ مرافقا له اصوات تحطم للزجاج والخشبيات. حتي هدأ كل شيء فجأة. وقر في قلب كل من يستمع إلى الصراع ان مكروها قد حدث للمرأة. بلا شك. العمارة ينعزل فيها السكان اختياريا. بين مسنين لا يخرجون من شققهم. وعاملون لا يتسع وقتهم للتواصل مع أحد. فتحت الابواب السبعة للشقق المسكونة في نفس الوقت تقريبا. تساؤلات هامسة عما حدث. ارتفعت قليلا حرارة الجو مع تجمع السكان أمام الشقة التي تحتل مساحة الشقتين في الدور الرابع. قبل ان يطرق اكبرهم عمرا علي الباب. فوجئوا به يفتح وتظهر من خلفه السيدة الثلاثينية بملابس شفافة وعيون غاضبة. صاحت فيهم بتعجب عن سبب تجمعهم أمام شقتها في هذه الساعة المتأخرة. ومن يكونوا أساسا. زوجها واولادها نائمون.
لم تكن كلماتها شافية لفضول احد. نظروا إلي بعضهم يتأملون ملامحهم ويحاول كل منهم ان يحفظ شكل جاره الأبدي. ثم عادوا إلي شققهم. وأحكموا إغلاق الحاجز الشفاف..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى