دراسات و مقالات

أجراس النرجـس —الشاعرة السورية نرجــــس عمران

تغريدة الشــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

قدري …
أن أصبح بلا وطن
الوطن رحل إلى حيث المصير
وإليه خطاي تحث السبيل
أن يتبع السبيل
وأنتهي حيث أبدا
عناق الغياب
دربه حلم و تلاوة فاتحة
والف في ثواني
تختصر الاميال في ميل

” ختم المستحيل ”
——-
” لو قرأنا شـــــعرا و لم نشعر بعذوبته فلا الشاعر شاعر و لا القصيدة القصيدة بلغت الغاية منها !! . ” .
” نرجس عمران ”
(لك صغت/تراتيل الانتظار/عل قيامة الأمل)
” كفكف الدمع … فكل الأنتهار تنتهي الي البحر !! ”
نعم و من دوحة العشق و الحنين و الشوق و جمال دمشق نشم عبير الياسمين النرجسية الفواحة من أقحوان قصائدها … نتجول بين بستان دمشق عروس الشام و موال الأحلام و أغنية السلام ، كي نرسم ملامح الحب و الجمال و الوطن في أغنية تعطر فم الزمن ، في عبقرية وشجن ، كبرياء أنثي نزارية الألحان سوسنة تعزف فيوض فراديسها الأبية في عبقرية تنطق بروعة الضاد الشاعرة تسمو كالنسيم مع الأفق تسطر المجد في خلود .
فلم نجد وافيا بعد كل هذه الصراعات الا تراتيل الشاعر الذي يحمل الحلم و الوجع معا في قلبه حيث الأنين الذي يطوف معه ليل نهار يعكس مرآة الواقع و يستدعي الخيال الخصب الجميل من وادي النسيان السحيق !.
و من ثم كانت تغريد الشعر العربي و التي تزهو وتنطلق مع بصمات علي أوراق النرجس نعانق أشواق القصيدة بين عناقيد الياسمين التي تفوح من الغوطة الدمشقية بعبير التراث الخالد مع خريطة الابداع و الفنون الجميلة !!.
فكلماتها و صورها و ايقاعاتها كقوس قزح الذي يعزف علي أوتارها لحن المناجاة ليل نهار تستلهم من خلال تجربتها مداخل الحياة .
أثام العاشقين
عليَّ يا ليل
لا تقس
ليلاي مِلكي
وحضني لها
شطٌّ ومرسى
ما الحبُ للحبيب
الإ غمزةٌ وهمسة
ويصبحُ العبدُ ملكا
والصولجانُ عصا موسى
أنا في ردهةِ الوصلِ
انفضُ أشواقي
أخاطبُ اليقين
نشــــــــأـها :
————
ولدت الشاعرة السورية نرجس عمران في دمشق
و تخرجت في المعهد الصحي اختصاص ” صيدلة ”
و قد أصدرت عدة دواوين منها :
= أجراس النرجس .
= بصمات علي أوراق النرجس .
تقول شاعرة النرجس نرجس عمران في قصيدة بعنوان ” ختم المستحيل ” تعكس كبرياء نرجس ، و تصور فيها حالة الوطن المحفور في داخلها مع نبض القلب :

لا لن تتوه مني بعد أكثر
فقد انتهيت حبرا على دفتر
وغصة في حلق النبض
يتشدق بك المعصم
والقلب
والنظر
حتى صلبني القدر
بل أعدمني
في مقصلة الوجود
هباء حياة
أتناثر ذرات أفكار
أتلاشى
أتشظى
رصاصا من أمس جميل
كان لؤلؤا في محار
يهتك جسد اليوم
ولا يرحم منه حتى القليل
لأعود وأركنُ في زاوية الحياة
بقايا موت
تناشد الخلود
أرحل عني
أرهقني الشرود
والكل وجود وغير موجود
بأي ذنب أحاسب
إذا طلبت إلى حبي
أن ينعاني زماني
والمكان
وكلاهما على رحمتي
يشدان القيود
وبذات الوقت عيونهما
على برائتي شهود
و من ثم تختصر تجربتها الذاتية من خلال الشعر المتدفق باحاسيس النرجس حيث تشرق النفس بين ظلال الجمال و السحر و الخيال تعزف موالها بين أزاهير و أطيار دمشقية فتلخص لنا رؤيتها بين الواقع و الخيال و الفرح و الحزن في نشوي الكبرياء …
فتقول : ” الشعر لست أنا من أختاره الهام منه أو وحي، هو الذي اختارني فكتبته ولما زارني استضفته على الورق، أحاسيس تحسها ومشاعرنا التي تنساب في فيض بوح، نجد اننا امام فيضانها بحاجة الى سد من قلم وورق لنظمها وتهذيبها، ثقافتي العامة في الحياة أو حدود معارفي ومداركي تتيح لي أن أعبر عن خلجات نفسي بأي ممارسة أدبية فنية راقية وأحدها وأكثرها متاح هو الفعل الشعري جميل، أن يمتلك الكتابة ملكة الشعر في فطرته بل هي نعمة لأنه قادر على أن يسبك أحاسيسه شعراً ونثراً أو خاطرة أو …. فالبعض يحسون لكنهم يجيدون التعبير عنها “.
و ها هي تعزف مع همسات الروح فتقول النرجسية :
(في مزن العشق تتوضأ النبضات
وعلى دبيب الهمس
ينتظم الخفق
واعرش صوب ناصية المنى)
و لم لا فهي تطوف بنا مع رحلة أبجديتها التي تحمل مخزون و كنز التفاؤل مع الحياة حيث تعانق الصبا و الشباب مع بيئة مسكونة بوحي الالهام و الابداع و الفن المتفرد الرائع في دلال بداية من مفرداتها التي بمثابة ومضات أمل تحاكي الياسمين والنرجس والورد والزهر، بكل ما ترمز وتوحي اليه، وكل معاني الحب والعشق، بل تفوح بالرومانسية و الايحاءات و الاستعارات و المحسنات البديعية و الموروث الحضاري و الثقافي تراث دمشق الفيحاء بكل مدلول الكلمات التي تنم عن مدي التعلق بالجمال الفلسفي في تأملات تكشف لنا خبايا النفس فتبوح بكل القيم و المعاني فتصبغ قصائدها بوشي الذهب الشامي الاخضر عرقا ينساب شللا متدفقا مع أنداء الفجر !! .
مختارات من شعر نرجس
————————-
( 1 )
و مع قصيدة ” كفكف الدمع ” تودع نرجس عمران كل مظاهر الحزن و تستقبل الفجر حيث تلخص فلسفتها أن كل الأنهار تنتهي الي البحر لا شيء يدوم فتنهض تغني من جديد :
كفكف الدمع
كفكفْ دموعك أبتي
مِن مثلك أباء غيبهم القهر
مازال للصبر بقية
مازال اليأس يتأطر في صور
روحك التي ماتزال حيّة
تلفظ أنفاس العمر
للفناء أشكال مضنية
وأقساها غيابُ الموت إذ حضر
كفكف دموعك أبتي
ما كان الغياب بأمر البشر
شتئت أم أبيت أبتي
خدك متاح والكف بيد القدر
إن غاب عن العين إنما
يشرق في روح فجرها يتضور
هي الفلذات خلقت
لتكون الأكباد دونها في خطر
تهيأ لغد أو بعده يأتيك
خاوي الوفاض الإ من كدر
وذاك النبض التاه في الغياب
يملىء صميم الانتظار بالوطر
كفكف دموعك أبتي
الأسير كما الشهيد كفنه الأحمر
ما من طهر يماثل عَبرة
قدتْ عنقَ الرجولة في البشر
قد يطالعك فجره أبتي
والإ إلتمسْ لأفوله كل العذر
مامن راغب في ازدياد
والمتاح فقط عطاء من غدر
افتحْ عيونك على مصرعيها
ثقل الفقد أحنى كاهل الظهر
قد يعود في رأفة الحياة
فلا تحمله أعباء السفر
إنه المشتاق لا محال
وأي دفء بحرارة هذا الصدر
ونعاود المشيب في غفلة الانتظار
كل الأنهار تنتهي في البحر
——-
( 2 )
فهاهي تبوح بوجع الوطن و تنتحب بين ظلال العشق الياسمينية النزارية الدمشقية في توهج ترسم فاتحة أمل بعد حزن و غصة تلف قوامها متوشحة بالصمت و الخجل تمضي ترسم حلمها في ثبات في رائعتها بعنوان ( ألمتني يا وطن — !! ) :

ألمتني يا وطن

ألمتني ….
حتى العلّة يا وطن
كُلّ شبرٍ
في جسدكَ نعاهُ الزمن
في الشام …
ينزف نقاؤه الياسمين
وأمطرتْ…
على رُباها اليمن أنين

نهجُ العراقةِ …
ما فتأتِ بلادَ الرافدين
وأيُّ سرطان ٍ…
تفشى في قداسةِ فلسطين
يا بلادي ..
يا وغى الصامدين
منذ بدأ الخلقة
منذ مهدِ الدين
كيف على ربيعك
تتغطى الرياحين؟
ويهدلُ كل طيركِ
نغمةَ مالكٍ حزين
بلادي…
في صرخاتي الأمل دفين
ممشوقةَ القوامِ
حتى بدا قَدُّ الخيزان بدين
في شمالك ..
سيفُ الحقِ بتار أمين
وبالسلام….
تصافحين الكون باليمين
احتوتْ جنباتك ِ
رياضاً و بساتين
و دورك…
لأشبالكِ هي العرين
حُسنك مولاتي..
أثار شهوة الذين
تسترتْ ..
خلف ضحكاتهم البراثين
هي الأمجاد …
شيمتها الزيارة بعد الحين
تريثي في عينيك.
يركنُ العزُ قريرَ العين
أنا هنا ويقضني..
وجعُ أخي في الدين
من هناك يبكي …
وجعي بسياط الطاغين

نرجس عمران
سورية

هذه كانت محطات شعرية و قراءة لمشروع النرجس الذي يدق أجراسه و يصور صدي بصمات أوراق النرجس مع رحلة الزمن في شجن تحكي موال الشام بين الحب و الحرب و الألم و الأمل تاريخ الياسمين الذي أرخت له في كبرياء شاعرتنا السورية ” نرجس عمران ” لتثبت أن المرأة قصيدة شعر تغني عبر العصور و الأمصار في تلقائية تحمل مقومات القصيدة المعاصرة دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى