شعر

أبْحِرْ كما تهوى

عبدالعزيز محمد جاب الله

وإنّي لأهوى وصلَه فيردّني
جفا بينَ أوصالِ الفؤادِ مكينُ

فأتلف قلبي بالظنونّ وهدّه
بصدّ على صدّ كأنّي سجينُ

فناجيت نفسي هل أصابك مسُّهُم ؟
فطأطأتُ رأسي والجواب سكونُ

فعنفّت قلبي والعيونُ تهزّه
أما حانَ وصلٌ فالحبيبُ مصونُ

فكسّرْ قيود المحبِطين بوصلها
فإنّ سبيل القاطعين مشينُ

وإن حياة الزاهدين قصيرة
وإنّ نعيم الواصلين قرونُ

فعش ما بدا وانظر فدونك هجرُهُمْ
ترَ الجودَ يُحْيِي والمصابَ يَهُونُ

كغيثٍ همى فوقَ الجنانِ فَأَيْنَعَتْ
فَيَذْبُلُ شوكٌ أنبتتْهُ شُجُونُ

ويكثر زهرٌ بالسعادة يزدهي
وفلٌّ ووردٌ مَسَّهُنَّ فُنُونُ

كذاك قلوب العاشقين تبسّمت
فيا سعدَ قلبي شَبَّبَتْهُ عيونُ

ويا نور وجهي حسّنته خرائدٌ
بها المرُّ يحلو والضعيف سمينُ

فلا خير في قلب يفرّ من الهوى
ولا خير في حبٍّ خالَطَتْهُ ظنونُ

فما الحبّ لهو أو تصفّح قصة
فذاك وربّي غصّةٌ وفتونُ

أرى الوصلَ صوناً والعفيفةَ مغنما
وما دون تقوى فالوصال جُنُونُ

فأبحر كما تهوى فدَيْنُكَ واصلٌ
ففي كلّ غدر ذِلَّةٌ سَتَكُونُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى