شعر

يا ابنة أمي

عصام عبد المحسن

يا ابنة أمي
لا أنا
من إخوة يوسف
ولا كنت أنت
صاحبة السفينة
وأنا الملقى في الجب
وليس من شيء حولنا
سوى
سوق للغوغاء
و منصات
لبائعي ضمائرهم
والكارهين صفاءنا
نحن المنحدرين
من قمة جبل
سمع صوت الإله
فخررنا سجدا معه
تقاسمنا النجاة
من الغرق
وقطفنا
من وجه القمر
قبلة للحياة
وضعناها
على جبين الأمنيات
لتضحك لنا
منحناها
لصدر الأزمات
كي تستفيق
فنستعيد الحياة
هل تذكرين؟
يا ابنة أمي
حين تشابكت أيادينا
وقلوبنا
وعيوننا
ونظرنا معا
من نافذة الطمأنينة
على خطانا
وخطوط الطول الممتدة
فوق رؤوسنا
تحرك ظلالنا
خلف وداع أبينا
حتى نأخذ منه
فرحته الأخيرة
نعلقها
بجوار الباب المفتوح دوما
لأخينا الأكبر
حامل العناءات
فوق ظهره
مستبدلها
بضحكات لأمي
و طعام لأخينا الصغير
فنهلل له
كما هللنا لأبينا
وللعيد
ولأعوام براءتنا
فهل تذكرين؟
عنادنا لضيق الحياة علينا
فنجتازها
للبكاء
فتضحك خلفنا الشمس
وللوداع
فنؤكد له
صبرنا
يا ابنة أمي
من أين جراءتك
تلك التي أدخلتني
سجن جفاك؟!
فأنا المقدود
من روحه
و شاهدي أنت
يا ابنة أمي
أنا
ليس لدي قميص
ألقيه على وجهك
كي ترتد إلينا
أعوام براءتنا
من بعد سنين الفقد
مبصرة
شفيفة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى