قصة

(ويل للطيبون)

أ عبد السلام هلال

هل تخيلت أن يأتي عليك يوما وتخطيء هكذا خطأ نحوي ساذج ؟!
سؤال صادم باغتني على الخاص من صديقي الناقد الكبير .
لم أجد جوابا ، فقط أحسست بالزهو فقد نجحت في تجسيد معنى القصة الحقيقي كما أريد .
انفتحت شهيتي لقراءة التعليقات أسفل المنشور على صفحتي .
ومن عجب أن تجتمع كلها أن الكاتب الطيب ، الذي هو أنا ، غير موفق وقد وقع في خطأ بسيط كهذا ، خصوصا أنه عنوان للقصة ، وقد جاء متناصا مع بداية أحد سور القرآن الكريم .
أدهشتني الملاحظة ، لم يدر بعقلي أبدا هذا التناص ولم أقصده ، ولكن الأكثر أيلاما كان وصفي بالمتسرع الذي ينشر نصه بلا مراجعة .
أسعدتني واضحكتني في آن واحد أن تكون التعليقات على خطأ النحو مماثلا لكل التعليقات على قصصي التي انشرها منذ سبع سنوات مضت ، لكن لا بأس .
توغلت بقراءة كل تعليق ، كدت أصدق أنها سقطة ، تجاهلت معنى أن يخطيء شخص طيب فتتعلق المشانق له من كل حدب وصوب ، يتجاهل الجميع حسن نيته ، غير عابئين بصدق ما يكتب ، أوصلني النقاش أن الطيبة عيب كبير ، ولعله خير لي أن أغير من قناعاتي .
فتحت نافذة الرسائل ، رددت على صديقي الناقد الكبير :
_ الحقيقة أنه خطأ مقصود يا أستاذ، ولعلك لو قرأت القصة للنهاية لاكتشفت أنها تتحدث عن قيمة الغفران بين البشر، خصوصا في الأخطاء البسيطة ، ولعل من الواضح أن البسطاء دائما يقعون تحت مفصلة الأقوياء .
!!! ثلاث علامات تعجب كانت هي رد صديقي .
أغلقت حسابي نهائيا ، ولذا لم أعد أتلقى اية تعليقات على القصص التي أكتبها لنفسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى