أتاني من يَحُثُّ على الوئام
فقلتُ الآنَ نَرْفُلُ في الهيام
فقال رسولها هل أنتَ حقا
تميلُ لقلبها أمْ للخصام
فإنّي قد أتيتُكَ والأماني
تُعانِقُ روحَها عشقا لرامي
رسولَ الحبِّ هل عاينتَ قلبي ؟
فإنّ الرّوحَ تجنحُ للسلام
فما قولي سَيُفْصِحُ عن جوابي
تبسّمُ وجنتي يُبْدِي غرامي
ونبضُ القلبِ يَفْضحُ كلَّ شوقٍ
فبلّغْ ما تراهُ مِنَ اضّطرام
يئنُّ القلبُ من هجرٍ ووجدٍ
فؤادي مثخنٌ بلّغْ سلامي
أتاها أمرُنا بردا سلاما
فأحيا شوقَها نورُ الكلام
فغطّى وَجْنَةَ الأقمار حُسْنٌ
يُضِيئُ الكونَ من فَرْطِ التّمام
سأذهبُ للحبيب بلا دليلٍ
دليلُ القلب رفرفةُ الحَمَام
سأحفرُ حبَّهُ في عَيْنِ قلبي
وأشدو باسمهِ بينَ الأنام
سأطلبُ قربَه سرّا وَجَهْرا
ففي لقياهُ برْءٌ من سِقَامِ
وشايةُ عاذلٍ بالهجر تَفْنَى
فقلبي دون قلبكَ في اصْطِلَام
فَمُتْ بالغيظِ يا من كنت تسعى
لنشرِ مضرّتي بين اللئام
فها هو قِبْلَتِي وسماهُ ظلّي
وبسمةُ ثغره تُزْكِي ابتسامي
فأهلا بالقلوب إذا تلاقت
لأنْعَمَ بالحبيب المستهام
هلمّ إلى المودّة والتصافي
فأنت سعادتي يا ابن الكرام