شعر

هي الذاكرة

محمد الخطيب

حين تَكُونُ وحدكَ …
في المرآةِ
تحدقُ كثيرا في التجاعيدِ التي هرعتَ
ثم تقيم لها احتفال التلاقي
لكنك يا الآنا مثلي
تراود الحلمَّ المقيمَ في التضاريس
ثم تروي له حكايا المدى …
سراً وجهرا
وحين تحملكَّ الهمساتُ
تحاولِ الوصولَ إلى اللبنةِ الأخرى
كي تقيمَ المسكنَّ المسافرِ فوقَ الغيوم
لكنني يا صاحبي
لم أزلْ أراودُ العمرَّ بعضَّ السنين
حلمٌ تجلى
ثم أفاضَ ذاكرةَ الوقتِ عليها
وحين حاولتُ مراراً
تذكرتُ أنني في زمنٍ تجلى
ثم غادرتُ أوراقي …
نحوَ التفاصيلْ
هي مثل أوراقيَّ التي نثرتْ
على قارعةِ الطريقْ
فلما لملمتها من مهب الريح
تناثرت أخرى
فأقمتُ لها مآتـماً
ثم أسرجتُ في ذات الوقتِ
بقايا لقنديلي الأخير
فإذا الوقتُ انفاسٌ تراختْ
ثم تسللَّ نحو العمرِ ينتظرُ الخروج
ها هنا كنتُ مثله …
أُحَمِلُهُ معي
وذاكرةُ الوقتِ قد تعي
لكنني وحدي اسابقُ ما تبقى
فإذا اللحنُ الذي آويتهُ
تسابقَ في الغناءِ
فحملتهُ في جعبة الليل …
ثم أنحنى ظلي حتى كأني..
في التفاصيلِ أنا
فأنا انتظارُ السنينِ التي تعمقَّ جرحها …
فانزاح همساً حتى كأني…
قد واريتهُ ظلِ الهوى
فارتاح في ظلي
ثم عادَ يسألني عن بقايا لتأريخي
فماذا لديكَّ …
قد كنتُ أحلم أنني فوقَ الغيومِ أمضي
أعاينُ أحلامي التي تناثرتْ
فلما لـملمتها
أعدتها للنومِ مثلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى