شعر

هويت الورد

يحيى الهلال

شـُكـرًا لِــوردٍ ذاعَ عطـرُ حُـروفـهِ
وتصـدّرَ الـرّوضَ البديـعَ وما حـَوى

إنّـي هَـويتُ الـوردَ حُبًّـا لِلبَـهـا
فهـَويتُ في بَحـرٍ تلاطـمَ بالجـوى

أهـواهُ مـنْ قلـبٍ تعتّـقَ ظـامـئًا
أهـواهُ ممشـوقًـا يداعـبـهُ الهَــوا

يهـوي على قلبٍ تفـطّرَ فـي الهـوى
كالنّجمِ –يسلبُني الوقارَ– إذا هـَوى

إنْ لاحَ أزهـرَ في العـروقِ ضياؤُه
أو غـابَ أومـضَ في دياجيـرِ النّوى

في الحالتـينِ أغيبُ عنّي في المُنى
ثَمــلًا بـِراحٍ أو ذبيـحًـا بالطّــوى

إنّـي رشَـفـتُ وما عَـددتُ كـؤوسـهُ
والرّوضُ يُغدقُ في النّعيمِ وما خوى

وتَفتّحـتْ في الياسمـينِ كـواكـبٌ
أَلقَـتْ على قلبـي ضيـاءً فاكـتوى

واسـتسْلمتْ كـلّ الجَـوارحِ للـرّؤى
لَمّـا أضـاءَ عـلى الشـّفاهِ بـِما روى

وتـَألّـقـتْ كـلُّ المَـفـاتِـنِ عنـدَهُ
وتَـهـيّـأتْ لِـلفَـتـكِ سِحرًا والغَـوى

يـا وردُ أشـفِــقْ فـالمـُتـيّمُ حـائـرٌ
أتَـكـونُ أنـتَ دواءهُ أمْ لـِلـدَّوى

رَبّـاهُ إنّـكَ قـد عـلِمـتَ تَـولّـعـي
بِـالـوَردِ… هذا الجسمُ أرهقَهُ الضّوى

أفَـكـلّما ذاقَ الـفـؤادُ رحيـقــهُ
صَـعقَــتهُ أشــواكٌ… فأخـفـقَ أو ذوى

رَغـمَ المـواجـعِ، فـالحنـينُ لِـوردةٍ
عــذبٌ… إذا أخـذَتْ تـُبادلُ بالسـّوى

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى