دراسات و مقالات

” هواجس كوكبية ” الشاعر السوداني الطبيب طلال دفع الله عبد العزيز

تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

 


لـو قـفـز الـنـاسُ

 

 

 

 

 

 

 

 

لـو قـفـز الـنـاسُ جـمـيـعـاً

فـي ذات الـلـحـظـة
فـتـلاشـى ضـغـطُ الأقـدام
عـلـى سـطـح الأرض لـثـانـيـةٍ
أتـُراهـا لـو نـزلـت
تـجـد مـواطـئـهـا أرجُـلُـنـا ؟؟!!

من القطر السوداني الشقيق ننطلق مع شاعر طبيب مرهف الحس يمزج الواقع بالخيال و العلم بالعاطفة أنه الدكتور طلال دفع الله عبد العزيز الشغوف بصيرورة هذا الكون الرحب ليل نهار .
حيث منحته طبيعة المكان عبقرية الجمال و الابداع و الخلود —- !!
و لم لا فهو يوظف ابجديته جازما أن الحقيقة لا تقبل الشك فيزينها لنا قصيدة جميلة محملة بعناصر العلم .
نعم ان الانسان يسافر و يرتحل داخل هذا الكون الممتد بلا حدود نحو أفق البحث و التأمل في صنع الخالق عز وجل و من ثم نجد شاعرنا يسبح في فضاءات ينشد الخير و الحق و الجمال وسط متغيرات البيئة و عوالم الفلك و الظواهر الطبيعية و يسجل العلاقات بين البشر في تسابق و تناغم تكشف لنا مسارات الحقيقة و من ثم يتوصل الي إكتشاف كنوز الكون المخبأة فى الارض، و يقدمها في مشاعر يستوعب تجربتها كل منتظر للنتائج في تلقائية و يسر و سهولة !!.
و ينضم الي سلسلة الشعراء الاطباء الدكتور الشاعر مجدي الحاج ، و الطبيبة و الشاعرة و الاعلامية آمنة نوري ، و غيرهم كثيرون في أرض العبقرية السودان و المجتمع العربي الذي يجمع شتات صيرورة الانسان الركب في هذا الوجود مع جماليات الكون الفسيح !!.
نشــــــــأته :
——
ولد الشاعر الطبيب السوداني طلال دفع الله عبد العزيز …
في حى العرب – أم درمان – السودان – أفريقيا – الكوكب الأرضى
– درس في مدرسة محمد حسين الثانوية العليا .
ثم درس الطب في جامعة الخرطوم – جامعة كلوج – جامعة كرايوفا / رومانيا .
و يعمل طبيبا .
كي ينضم الي حقل الطب و الشعر مع الكثير من هؤلاء الذين يبدعون بين ظلال المعرفة و الوجدان ففي السودان نجد : الشاعر و الطبيب ” مجدي الحاج ” ، و الشااعرة و الطبيبة و الاعلامية ” آمنة نوري ” و غيرهم كثيرون في المجتمع السوداني و العربي ، فالموهبة لا تعرف القيود و لا التخصص بل هي الهام تصقله المعرفة !! .
وشاعرنا يكتب الشعر بالعربية الفصحى , و بالعامية السودانية العربية .
و له كتابات قصصية ، و مقالات تذوقية ، و مقالات توثيقية . كما يمتلك موهبة التصوير، و العزف على العود و الجيتار و الأورغ .

صدر له مجموعة شعرية بعنوان ” هواجس كوكبية .
و له عدة مؤلفت منها :

مجموعات شعرية مطبوعة و مخطوطة و مصنفة :ـ
الفصحى :
1) قصائد كوكبية.
2) قصائد مهرولة (هايكو)
3) متاهة الظل الخلاسي.
4) منطق الكائنات.
5) تخاريف كوكبية.
6) هواجس كوكبية (عن البئة)
العامية :
1) أم درمان.
2) يا صباحك.
3) صحوة.
4) رحّال.
5) وصيت عليك.
6) كان زمان.
7) قصايد مهروله.
8) أحبك .. حب.
9) عشه ياام عشه.
10) قصايد لجون قرنق.
11) أذكار و مدايح نبوية
12) شقشقات أطفال.
بعض الأغاني الملحنة و المغناة :
* “صحوة” ـ الأستاذ مصطفى سيد أحمد.
* “رحّال” ـ الأستاذ مصطفى سيد أحمد.
* “يا صباحَك” ـ الأستاذ مصطفى سيد أحمد.
* “مناحة غابة” ـ سكة سفر.
* “يا عيونك” ـ الأستاذ مبارك محمد علي. مسجلة بالتلفزيون القومي / إخراج صالح مطر.
كما لحنها الأستاذ مجذوب أونسة.
* “وصيت عليك” ـ الدكتورة منال بدر الدين. / ألحان الأستاذ كمال حمدي.
* “طبيعة” ـ الدكتورة منال بدر الدين. / ألحان الأستاذ كمال حمدي.
* “أشجان” ـ منال بدرالدين ألحان الأستاذ عبدالوهاب وردي.
* “يا سلام” ـ الدكتورة منال بدر الدين / ألحان الأستاذ مبارك محمد علي.
* “بكرة جاية ـ صحوة 2” ـ الأستاذ عاطف أنيس.
* “نشيج” ـ الأستاذ عاطف أنيس.
* “كفاي منك” ـ الأستاذ عاطف أنيس.
* “سوسنة النيل” ألحان الأستاذ سيف حاج أحمد ، آداء فرقة الحصاحيصا للآداب و الفنون .. قصيدة عن مدينة الحصاحيصا ، كانت قد أُعتمدت من قِبل المحافظ كشعار لمحافظة الحصاحيصا.
كما لحنها بلحن آخر الأستاذ عبدالمنعم حسيب.
* “ربيكا حمامة السلام” ـ الأستاذ عمر إحساس. مسجلة بقناة الخرطوم.
* “قمر الفرح” ـ الدكتورة ياسمين ابراهيم ـ ألحان الأستاذ أحمد عدلان.
* “نقرشات” (كولاج بيني و الأستاذ عفيف إسماعيل) ـ الأستاذة نازك عثمان.
* “مظنة” ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* “قلت لي أتخـيـَّل” ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* “الأحبة الفاتو قبلك” ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* “ماضي” ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* “بكرة حترجع ـ الأستاذ مهيار محمد نجيب. ألحان الأستاذ مازن فائز (قناة هارموني ـ قناة زول)
* “رسول الرحمة” (قصيدة للأطفال) ـ الأستاذ عوض عمر (فازت بأغنية الطفل / مهرجان الثقافة الرابع / شعار برنامج المدارس بالإذاعة السودانية.)
* “يا وطن أصبحت كيف” ـ ألحان معتز أحمد تش. (شهش للأغاني السودانية)
* “أبقى هاتف” ـ ألحان معتز أحمد تش. (شهش للأغاني السودانية)
* “قمر الفرح” د. ياسمين ابراهيم ـ ألحان أ. أحمد عدلان.
(11ـ11ـ2011م)
مع ديوانه ( هواجس كوكبية ) :
—————————-

و هذا الاصدار ” هواجس كوكبية ” صدر عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي .
للطبيب الشاعر طلال دفع الله عبد العزيز، تحتوي هذه المجموعة على قصائد تشي برؤية وأفكار مختلفة تتناول التغيرات المناخية التي تحدث في العالم وموقف الإنسان منها، دون أن ينتبه إلى خطورة أفعاله على الأرض وكيفية حماية البيئة. وترتبط هذه القصائد ببعد إنساني ووجودي تتناول الأرض والوطن وهواجس الكون وأسئلة الإنسان بالكواكب والمجرات والظواهر الطبيعية المختلفة من زلازل وامطار وصواعق وبراكين.
و كتبت مقدمته الدكتورة اشراقة مصطفي ….
حيث تقول الدكتورة إشراقة مصطفي في تقديمها للمجموعة عن جماليات الرؤية الشعرية :
«شدتني التراكيب اللغوية مثلما شدتني المعاني، ووجدتني مشدوهة بين الهواجس وبين الكواكب، المعاني التي عرفت سره كلورفيل الفكرة عن التغييرات المناخية التي تحدث في العالم دون أن ينتبه الإنسان إلى خطورة أفعاله، وأن الأشجار التي تشتعل بالنار ما كانت سوي بأمر الأإنسان، والطبيعة تثأر لنفسها وللظلم الذي حاق بكائناتها، الارض التي عرف سرها الشاعر هنا وصاغ هواجس الكواكب شعرا يرتطم به الوعي مصعوقا من خطورة القادم بسبب التحولات المناخية».
و تغلب على المجموعة الأشعار المكثفة (الهايكو) والتي يتم إختزالها إلى عنوان ومتن مكون من كلمة واحدة:(انعتاق) لا.، ثم عنوان وحرف واحد يقوم مقام فعل كامل لغوياً: (فعل رجاء). ثم يخوض الشاعر مخاطرة تصميت القصيدة في قصيدة (مِوات) حيث يصير العنوان رمزاً يبدأ بتوقُّف الاستفهام، ثم توقُّف التعجب، ثم التوقُّف الكلي عنواناً ومتناً، وهي أشعار تأملية مندهشة أمام ما ترى، بالمجموعة قصائدٌ طوال تسير في نفس المنوال المتأمل في الوجودي والوجود، عدا ثلاث قصائد تناولت أشخاصاً،الشاعر محمد مفتاح الفيتوري، المطرب السوداني المجدد الراحل مصطفى سيد أحمد، وصديقه الشاعر التشكيلي والمسرحي عفيف إسماعيل، قام برسم لوحة الغلاف القصائد التشكيلي السوداني سيف الدين اللعوتة وبرسم اللوحات الداخلية التشكيلية الأردنية مها محيس.

يقول شاعرنا في هذا المقطع الحواري الذي يخاطب فيه ضمير الانسانية كي يمرق الي الهدف الأسمي موظفا علومه في وشاح بياني بليغ سهل النظرية :

مـاذا يـا أم الإنـسـان
لـو أن سـحـابـات الأحـمـاض الـقـاتـلـة
قـد ثـقـلـت فـتـهـاوت أجـمـعـهـا
مـاذا يـحدث لـلـثـوب الأخـضـر
لـلـجـسـد الـمـهـدي الـلـحـدي الـمـسـجـي
و لـلأطـفـال الـنـزقـيـن عـلـى حـضـنـك
مـن لـعـبـوا حـتـى تـعـبـوا
بـذبـابـات الـدخـان
و بـالإنـسـان ؟!

ثم ينتقل بنا الي نزقاته التي يجابه بها الحمم البركانية و التوصل من خلال تلك الثقوب الجوفية الي الحقول النفطية فتخضر الارض و يسودها العمار و الحركة فيصور تلك المشهد بمشاعره المفرطة قائلا :
لـو أن شـرارات نـزقـات
مـن إحـدى الـحـمـم الـبـركـانـيـة
قـد سـقـطـت مـن سـؤ الـتـقـديـر
و عـبـرت مـن ثـقـب جـوفـي
نـحـو حـقـول نـفـطـيـة
كـم سـتـكـون
ـ بـرأي الـعـلـمـاء الـمـوتـى ـ
أقـصـى درجـات الـجـو عـلـى
مـا كـان يـسـمـى
بـالـكـرة الأرضـيـة ؟!!!

و هذه جولة سريعه في عالمه الشعري الذي ينتفض كالانسان الثائر في فلسفة التساؤلات العميقة الفلسفية الجدلية الجمالية في استطلاع مركب فنراه فارس يقتحم المستحيل من خلال تهويماته الاستثنائية كما في باب تخاريف كوكبية فيقول طلال دفع الله :
لـو أمـلـك سـاريـةً
أرفـعـهـا .. أو أنـزلـهـا
مـن أعـمـق أعـمـاق الـكـرة الأرضـيـة ،
أغـرسـهـا فـي كـوكـبَ آخـر
يـكـبـرهـا حـجـمـاً و كـثـافـة !!
لـو أمـلـك .. آهٍ .. لـو أمـلـك !!!!!
تـطـيـر فـراشـاتُ الأحـلام بـرأسـي
يـصـحـو نـحـلُ الأسـئـلـة الـطـمّـاعـة :
( أيـطـولُ و يـزدادُ الـعـمـرُ
إذا سـكـن الـدورانُ ؟! )
و أدورُ .. أدورُ مـع الأحـلام أراقـصـهـا

تـلـسـعـنـي وخـزاتُ الـنـحـلاتِ
إجـابـاتٍ مُـحـبـطـةً
تـسـألُـنـي :
مـاذا لـو أن الـسـاريـة لـنـصـفـيـن
قـد قـسـمـت لـعـبـتـك الأرضـيـة ؟؟!!

مختارات غنائية من شـــــــعره :
——————————

1 – قصيدة ( صحـوة )
ألحان و غناء اﻷستاذ مصطفى سيد أحمد
شعر : طﻼل دفع الله

لـمـا اتـﻼمـس بـيـنـي و بـيـنِـك
شـبـق الـمـطـره و شـوق الـصـحـرا
زلـزلـوا روح الـسَّـد الـواقـف
بـيـن الـرؤيـا
– الـفـجـر اﻷخـضـر –
و بـيـنَّـا
الـلـيـل الـجـرح الـنـازف
شـفـتـك تـغـزلـي مـن احـزانـك
نـار اسـطـورتـك
مـعـبـد مـجـدك
فـرح اكـوانـك،
اتـعـافـيـت مـن خـدر الـغـفـوه
صـحـيـت نـاديـتـك
أنـا إنـسـانـك .. أنـا إنـسـانـك.
مـن جـوَّاك .. شـهـقـتَ هـواك
زفـرتَ .. سـمـوم الـنـخـبـه الـصـفـوه
و جـيـتـك مِـنـِّك
جـيـتـِك
مِـدّي حـبـال مـرسـاك
انـا حـطـمـتَ قـواقـعـي الـرخـوه
وإنـسـلـيـتْ مـن جـرحـي عـشـانـك.
هـاك اسـتـلـمـي كـمـال الـبـيـعـه
ويـﻼّ اسـتـلِّـي ..
سـيـوف إتـخـبَّـت تـحـت اجـفـانـك
حـضـنـي عـلـيـك الـدرع الـواقـي
لـي بـس حـبـك يـا هـو الـبـاقـي
مـن بـركـانـك نـبـض اعـراقـي
وأمـنـي بـفـرهـد بـيـن احـضـانـك
يـﻼ ادِّيـنـا خـريـطـة الـسـكـه
ودمدِمـي لـيـنـا نـشيـد الغـضـبـه
حنبدا معـاك الخـطـوة الصعبه
ونحيا الفرح الجايـي زمانـك
وإنـتي، الفرح الجـايـي زمانك
إنتي الفرح الجايي، زمـانـك .

…………
2 – قصيدة (رحَّـال ) :
ألحان وغناء: اﻷستاذ مصطفى سيد أحمد
شعر: طﻼل دفع الله

و صاحت جَـذوة الترحال
نضح بالتوق مسام صبرك
فيا رحَّال
فـتح زمن الخرافـه عليك
بُـكا اﻷوتار
و غلب قمرك شقـا اﻷحزان
مـن شـَجْـو الكﻼ م الـمُـر
فـَتـَلـتَ حـبـال شـمِـس غـابَـتْ
و غـنـيـت .. آآآآآآهـ
علي وجـع الـوتـر تـبـريـح
غـُنا اﻷشجـان.

سـألـتَ الريح:
عَـﻼمَ الـضُّـل صِبـِح مغـلـول
يـِصارع صبْـرو فـي اﻷغـصان؟ !
و يـا ضُـل الـفـضا الـمـشلـول
إﻻمَ الـخـوف يـِشـتــِّت !!
كـُـل شـُعـاعـًا بـان؟
فـيـاريـتِـك تــَفِـردي رضـاك
عـلي آفـاق مـعـاك تـحـلم
ظـﻼ مَـهْ يـزول
و تـرْجـِع روعـة اﻷزمـان
عـلـي ولـدًا
بـِريـدِك إنـتـي يا الـطـوفـان
عـلـي بـلـدًا
وراك في الليل صِـبـِح غـرقان ؛

فـيـا شـمْـس الـغـد الـفاتح
ﻷحـضانـك .. حُـضُن اشـواق
تـَرِكْ كـَحَـمـامـه فـي صـدرك
بَـعَـد مـا فـاض هُـﻼ م الـلـيـل
مَـسَـك فـجـرك
سـألـنـا عـلـيـك عـيـون الـمـوج
قـَـبُـل مـا تـروح
حـواجْـب الـدَّهـشـه فـتحتْ قـوس
و كـَـنـَّتْ لـيـنـا غـيـر مـاتـبـوح :
بحْـر الـريد مـﻼ ن أسـرار ‏)
و خـطـواتـَـك كـتـب قـَدَرَك
‏( عـلـيـهـا الـحـيـره يـاإنـسـان
قـفـلـنـا الـقـوس .

و يـافـارْس الـمَـدَى الـمـجـروح
وراهـا ركـبـتَ مَـتـْـن الـريـح
تـفـتـِّـش في الـهـوا الـضايـع
هـوى الـوجـدان
تـشـوفـو ظـﻼ ل
يـلـوِّح فـي اﻷفـُـق كـفـَّـك
يـِسابـِق فـي أصـابْـع الـلـهـفـه
لـيـهـا حـنـان
وواقـْع الـحـال
يـِنـَهْـنِـه صَـبْـرك الـجُـوَّاك
و تـصـرخ جـذوة الـتـرحـال.
هذه كانت لمحات من شعر الشاعر و الطبيب المبدع الذي ألف الغناء و الشدو كالبلبل الغرد علي أفنان النيلين ” الأزرق و الأبيض ” بين ظلال القطر السوداني الشقيق حيث طاف بنا بلغته البسيطة المفعمة بالمشاعر الصادقة التي تعكس رؤية الواقع من المدي الذي يساور هذا الانسان المطحون بين الصراعات فصورها لوحات فنية رائعة تجسد روح الجمال الحقيقي دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى