هذي إدلبُ عبد الرازق الأشقر
كمْ راودتْني في هواها إدلبُ
خضراءُ يغفو في رباها المتعبُ
بلدٌ كمثلِ رجالِها و جمالِها
لمْ يذكرِ التاريخُ سحراً يُكتبُ
أبطالُها الشُّجعانُ في ساحِ الوغى
كالنَّسرِ يُخشى منْ قواهُ المخلبُ
ضمَّتْ إليها الأهلَ وسْطَ ربوعِها
و الطَّيرُ غرَّدَ و الخليقةُ تُطربُ
مهما غلا الأوغادُ في عدوانِهم
سيظلُّ فيها الطِّفلُ حرَّاً يلعبُ
مدنٌ تمدُّ الشَّمسَ منْ أنوارِها
و يغارُ في الآفاقِ منها كوكبُ
هذا هو الزيتونُ سرُّ صفائِهِ
زيتٌ يضيءُ و ثورةٌ لا تنضبُ
تبقى الأبيَّةَ في البلادَ عصيَّةً
و منيعةً مهما تقلَّبَ عقربُ
و يحاولونَ بمكرِهمْ تدميرَها
لا تنطلي الحيلُ التي قدْ جرَّبوا
مثلُ الثَّعالبِ هاربونَ أمامَها
يسَّاقطون ، و لن يفوزَ الثَّعلبُ
قدْ أدَّبتهمْ جملةً و مفرَّقاً
فتفرَّقوا و تمزَّقوا و تأدَّبوا
هيَ للعدى سُعُرٌ تأجَّجُ نارُها
و الفرسُ و الأعلاجُ فيها كبكبوا
تختالُ مثلَ مليكةٍ قدْ توِّجتْ
بالغارِ و التاجُ المهيبُ مخضَّبُ
طلعتْ على الدُّنيا بنكهةِ ثائرٍ
فليرعوِ الأوغادُ هذي إدلبُ