خواطر

هبة الله طيبي تكتب …الحياة

الحياة مسرحية دفعنا تذكرتها مسيرين لا مخيرين… مسرحية تمزج بين الكوميديا والتراجيديا في جو مهيب ، تعتريه هوجاء عاتية تقضي على الأخضر واليابس تارة ، و تبهج القلوب وتسعدها تارة أخرى. هي مسرحية مانعيش لامحالة سواء كان عيشنا حلوا أو مرا و في كل حالة ، سعيد من استمتع بهاته المسرحية رغم مافيها من آلام و مآسي بشيء من الأمل و الأحلام التي تنتظر في طوابير بنات الأفكار . بائس من رضخ لسلطان القلب التائه و شغل نفسه عما خلق من أجله ، وأغرق سفينة الحياة في بحر المآثم و المعاصي . الحياة أشبه ماتكون بأغنية على مسرح الأحزان والكروب ، ونحن الأوركسترا الذين نوجهها حيث نريد ، فإما أن نوجهها في الاتجاه السليم ونعزف نوتة النعيم المفقود ، النعيم الذي لن يزول ، وإما أن نحيد عن الاتجاه و نعزف نوتات شاردة تبعث في الروح الضجر ، تثقل النفس ببنات صدور ليس منها طائلة ، لاتجدي نفعا بل تكثر بالروح أوزارها ، وتزيد عنها أحمالها. الحياة هي الهوجاء التي تتضارب فيها جيوش الأحلام الجميلة، مع آلام الواقع البالي المرير… الحياة حرب ضروس لاهوادة فيها من الأحزان والكروب، كاذب من قال أنها متاع لايزول، من أوهم نفسه أنه خالد لن يحول. بائس من اتخذ حياته في الفجور، وابتعد عن الحق واتبع أهل الحيف و الخطأ ، لا أهل البصائر والخير. لاتجعل حياتك غريقة في بحر الجور، لاتتخذ الضيم والظلام ألوانا للعبور، واتخذ الحب والسلام ألوانا للحبور. سل السابقين هل أنجاهم الغرور؟ حين اتخذوا حياتهم ذريعة لممارسة الفساد ، حين أشعلوا بقلوب الناس أوار الشرور ، واضرموا نيران الحروب. لاتبال بهؤلاء لاتبتئس فالخير يسود. اسرج قناديل الخير ، وازرع بالناس بذور الحبور….وانثر عبق زهور الحب ، ستلثم عطره ، فزارع الحب سيعلق به شيء منه مادامه للحب يسعى والخير. أزل عتمة الحقد ستنقشع سحابة الظلم ويسود النور. اجعل حياتك منبرا للحب والسلام فماهي إلا دار امتحان ، إما أن تكون فيها من الفائزين بجنات عليين ، وإما أن تكون من أصحاب النار الأخسرين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى