((( نثار… شريفة التوبي ))) مع الكاتبة و الأديبة العمانية ” شريفة التوبية “
تغريدة الشــــــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد
أصعب أنواع الخيانات أن يخونك كعب حذاءك، فتنكسر الخطوة وينكسر الطريق الذي تسير عليه، فتمشي على ( كعب ونص)… فيظنوك راقصاً من فرط الانتشاء… وأنت منكسراً مخذولاً من كعب حذاء..!!
———————–
تحتفي ” مسقط ” درة سلطنة عمان بالعر الثقافي معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الجديدة و التي لاقت استحسانا من أهل الثقافة و الابداع العربي تظاهرة جمعت شتات الكلمات من واحة العلوم و الآداب والفنون الجميلة الانسانية شرقا و غربا –
برغم الصراعات التي تحيط بوطننا العربي الكبير —–
و قد برزت ” المرأة العمانية ” في ثوبها القشيب تحمل دلالات الابداع و الثقافة و مشعل التنوير مع فعاليات تنطق بعبقرية الزمان و المكان و من ثم تتجلي روح الكتاب في جماليات أجناس الأدب المختلفة من شعر و نثر و قصة ورواية ومقال و مسرحية و لا سيما الكتابة للأطفال من خلال رؤية توظف روح العصر و الحداثة من أجل مستقبل باهر —–
و من هذا المنطلق نتوقف مع كاتبة و قاصة عمانية لها حضور في الساحة الادبية و الاعلامية و الصحافية تثري الواقع بعمق فلسفتها و جمال قلمها في تصوير منفتح علي العالم تمسك بخضم القضايا التي تؤرق المجتمع ليل نهار ، انها الكاتبة و الأديبة العمانية ” شريفة التوبية ”
نشــــــأتها :
———–
ولدت الكاتبة و الأديبة العمانية شريفة بنت على بن سعود التوبية بسلطنة عمان و تتدرجت في محرات التعليم في خطوات متقدمة مع أترابها من النساء في مراحله الأولي
ثم تخريجت في جامعة السلطان قابوس كلية الأداب علم الاجتماع
ثم عملت في في الصحافة حيث لها
عمود أسبوعي في جريدة عمان عمود ثابت في مجلة العين الساهرة
و عمود ثابت في مجلة المجتمع والقانون
كما هي مسؤولة تحرير ملحق الشرطي الصغير بمجلة العين الساهرة
نشرت نصوص أدبية متنوعة في الملاحق الثقافية في جريدة عمان وجريدة الزمن وجريدة الوطن
كتبت في جريدة نزوى الثقافية
لها عدة إصدارات منها :
= المقعد شاغر ..مقالات ..صدر من بيت الغشام للنشر والترجمة
= نثار ..نصوص قصيرة ..صدر من المؤسسة العربية للدراسات والنشر _سعاد
= سعاد..رسائل لم تصل …سرد نثري ..صدر من دار سؤال اللبنانية
= في قلبي شجرة .. مقالات..صدر من مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة
= عين السواد …قصص قصيرة -دار سؤال
= قامت بتأليف سلسلة حقي طفولتي الصادرة من اللجنة الوطنية لحقوق الانسان
تقول الكاتبة العمانية الأستاذة شـــــريفة التوبي في تذييلها لكتابها:
«ما قرأتموه على هذه الصفحات ليس سوى نثار حروف فما كنت أكتب كما تظنون وكما أظن… كنت أفتش في خبايا الروح عني وعنك وعن أشياء أخرى كثيرة وجميلة لم أستطع الحصول عليها… كانت تطاردني الفكرة وأطاردها… وكنت أحاول الإمساك بها لكنها كانت تتمكن مني قبل أن أتمكن منها… تتعبني تلك اللحظة التي أسكب فيها ماء الروح في فكرة لألقيها عليكم عارية من أي ما يستر جمالها أو قبحها وكما أتت دون زركشة أو زخرفة أو حتى محاولة إلباسها ثوبا جديدا… فالفكرة لدي بعمر اللحظة التي ولدت فيها… حتى اكتشفت… أن كل ما كتبته كان نثار من روحي… نثار حاولت تجميعه قبل أن تعصف به ذاكرة زمن مهترئة».
و في كتابها الرائع تترجم خواطرها الذاتية بالابحار مع ظلال الحياة من خلال كتابها ” سعاد — رسائل لم تصل ” فتقول :
آه يا سعاد، ها أنا أحياك بكامل موتك وبكامل عذاب روحي بهذا الفقد، أتذكرين حينما قلت لي يوماً” أكتبيني، أكتبي عني أي شيء .. أي شيء..” يومها ضحكت عليك وقلت لك ما الذي يستحق أن أكتبه عنك، ليس هناك من يعرف سعاد، ليس هناك ما أكتبه عنك، لا شيء، لا شيء ،فضحكنا للدنيا، للحياة، وللفرح الساكن في قلوبنا ولسذاجة الحُلم في مخيلاتنا الضيقة، مضت الأيام وها أنا أكتبك ككل شيء، أكتبك كما لم أكتب شيئاً آخر من قبل، أكتبك بقدر حاجتي للبوح وحاجتي للنسيان وحاجتي لوجودك معي كروح أستطيع الشعور بها، تحلّق معي، ترافقني، تسمعني، تقرأ كل مساء ما كتبت عنها وما كتبته لها، وها أنا أكتب لك وعنك كي أحقق لك أمنيتك بالكتابة.”
و نختم تغريدتنا بمقالها الذي نشر بجريدة عمان/ ملحق مرايا
تحت عنوان ( وتر: الحُب لونه أبيض ) حيث تصور في افتتاحيته المفعمة بروح الحب و الذكريات فتقول :
حينما تقرأون هذا المقال يكون عيد الحُب قد انتهى، لكن الحياة بالنسبة لي كلها حُب وكل أيامها أعياد، فليكن هذا اليوم يوم حُب وما بعده حُب، وبمناسبة عيد الحُب قررت أن يكون هذا الحُب مختلفاً عن المعتاد، واحتفالي بهذا اليوم لا يشبه ما قبله، لأتجاوز الوردة الحمراء والشمعة الحمراء والشريط الأحمر وأغاني عبد الحليم وانتظار الهدية المغلّفة بالورود، لأتجه للبياض، فالحُب بالنسبة لي إحساس أبيض ولا يمكن أن يكون له لون آخر غير هذا اللون، ومهما أصرّ الجميع أن يلونون الحُب لكنه سيبقى أبيضاً بالنسبة لي، حيث يحلو لي الغرق في لجة من بياض العشق الخالص والمحبة الأبدية التي لا تأخذني من نفسي بل تعيدني إليها، لأصل إلى روحي الرافضة للانكسار، المرتدية أجنحتها استعداداً للتحليق في فضاء من العزلة، المتجهة إليّ بحب كبير لا تهزمه ريح خاطفة ولا تغرقه موجة عابرة، ففي هذا اليوم ربما أختَار أجمل صورة لي وأزيّنها بإطار، وأضعها على طاولة مكتبي، لأتذكرني دائماً كما كنت أنساني دائماً أيضاً.
قد يبدو الأمر جنوناً للوهلة الأولى، ولكن الجنون أن ننسى أنفسنا بقدر انشغالنا بالآخر وبأشياء كثيرة أخرى تأخذنا الدنيا إليها ونحن سائرون في دروبها، نركض ونلهث ونعطي ونتحسس مواضع السعادة لدى من نحبهم، وننسى أن نمنح أنفسنا شيئاً من هذا الحُب الكبير قدر ما ننكرها في سبيل إسعادهم، والحقيقة لن يحبنا من نظن محبته ونحن عاجزون عن حُب أنفسنا، ومع الأيام سنكتشف أن أكثر المحيطين بنا لا يجذبهم إلينا سوى المصلحة، ولا يربطهم بنا سوى خيط واهن سرعان ما ينقطع مع الأيام، فتسقط الأقنعة الملونة الحمراء منها والخضراء ولا يبقى سوى البياض فقط، بياض أولئك الذين لا تغيرهم المواقف، ولا يربطهم بنا موقف أو ظرف بل حب عميق، أولئك الذين يحبوننا حباً عظيماً يبقينا أنقياء، يمنحوننا الأمان في زمن الزلزلة، وفي كل لحظة ومع كل موقف نتأكد أنهم يحبوننا دون اللجوء إلى زخرفة اللفظ ولعبة الكلمات.
إذن هناك حكاية جميلة في هذه الحياة علينا أن نعيشها بكل تفاصيلها الصغيرة، ولن نعيشها سوى بوجود أولئك الذين يجعلوننا نحب أنفسنا بمحبتهم لنا ونكتشف جمال أرواحنا بجمال أرواحهم، ولن نكتشف سحر البياض سوى ببياض قلوبهم، التي تجعلنا نعيش محبة خالصة نتصالح بها مع أنفسنا والدنيا بأسرها، فشكراً لمن ألقى البياض على روحي محبة خالصة.. لأكتب بكل هذا البياض لكم.
هذه كانت فراءة سريعة في عالم الاديبة و الكاتبة العمانية ” شريفة التوبية ” التي جسد برؤيتها معالم الواقع و الخيال من خلال الحلم الذي يراودها بين ظلال الوطن تنثر الكلمات وردا يعطر مسيرة الحياة
و من ثم تستخدم اللغة تصويرا فنيا يعكس تجربتها الذاتية الرائدة لأنثي تقتحم الساحة الأدبية في جرأة و تشارك مشاركة فعالة تمسك بالحقيقة كظاهرة بمثابة مرآة تعكس الحلم و الألم معا دائما.