شعر

مَادُمْنَا نمْلُكُ العَطَاء

عبدالله بغدادي

لايَكْفِي أنْ نُحِبَّ مرَّةً أو مرَّتينْ
مَادُمْنَا نَمْلكُ العَطَاءَ وَالوَجِيبَ والحَنِينْ
مَادُمْنَا قَادِرَين . .
عَلَى اسْتِيعابِ وَمْضَةِ العَينَينْ
عَلَى احْتِواءِ رَعْشةِ اليدينْ
عَلَى عُبُورِ حَاجِزِ التَّوَجّسِ الرَّهِيبْ
لَنْ نَبْقَى صَامتَيَنْ
فَفِي فُؤادِكِ التَّوهُّجُ العَجِيبْ
وَفي فُؤادِي . .
وَقْدَةُ الوَجِيبْ
لَنْ نَبْقَى قَانعَيَنْ
أَسِيرَي وَهْمِنَا الكَذُوبْ
وَأسْرَى لِلْمُقَدَّرِ . .
لِلنَصِيبْ
لَنْ نَبْقَى وَاهمَيَنْ
مُغَيبَيَنِ عَنْ وَضَاءِةِ الوجُودْ
وَشَارِدَيَنِ يَئِدَانِ الحُبَّ فِي سفهٍ . .
وَيَسْعيانِ للجُحُودْ
لايَكْفِي أنْ نُحِبَّ مرَّةً أو مرَّتينْ . .
أو ثَلاثْ
أَنْ نَخْنُقَ الوجيبَ دُونَمَا اكْتِرَاثْ
أَنْ نَدَّعِي الشَيخُوخَةَ والنِّهَايَة
وَنَحْنُ فِي الحَقِيقةِ _ كُلَّ يَومٍ _ . .
نَبْدَأُ البِدَاية
………………..

لا يَكْفِي أَنْ نُحِبَّ مرَّةً أَوْ مرَّتينْ. .
أَوْ حَتَّى سَادِسَة
مَادَامَتْ القُلوبُ غَيْرَ مُفْلِسَة
مَادُمْنَا نَسْتَطِيعُ بالوِدَادْ . .
أَنْ نُشَكِّلَ الحَياة
أَنْ نَصْنَعَ الأَمَانِي. .
مِنْ فَدَاحةِ الخُطُوبِ المُيئِسَة
أنْ نُبْدِلَ إنهِزامَ النَّبضِ فِي عُروقِنا
نَبْضاً ثَرِيَّاً مُؤنِسَا
مَادُمْنَا قَادِرَيَنِ أَنْ نُجَدِّدَ الوَجِيبْ
سَيُشرقُ الهَوَى الوَضَّاءُ فِي كيانِنا . .
مُجَلجِلاً وهَامِسَا
وَنَعْتلي انْخِذَالَنَا . .
وَنُوأدُ التوجُّسَا
وَنَنْفِضُ الغُبارَ عَنْ قُلوبِنا
وَنُقْبِرُ الوَسَاوِسَا
نَسْتَوعِبُ القِيثَارَ وَالطُبُولْ
الحُبَّ والحَرْبْ
نَصُوغُ فَارِسَا
……………………..

لايكْفِي أَنْ نُحِبَّ مرَّةً أو مرَّتينْ
لا يَكْفِي أَنْ نُحِبَّ سَادِسَة
مَادُمْنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعِيدَ لِلحِياةِ نَبْضَهَا
أَنْ نَفْنِيَ الهَوَاجِسَا
سَنَطْلِقُ الفُؤَادَ كَيْفَ شَاءْ
وَتَرْتَفِع _ بأُنْفَةٍ _ . .
رَايَاتُنَا المُنَكَّسَة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى