أَقْبَلَ الآن وفدٌ من فحول الشعراء العرب: “وفد (القصيد) من قادة وأولي نهى *** فوق التصاريف الكبار كبار” (جبران خليل جبران)؛
ـ فيدخلون من باب (الوفاء) حاملين راية كُتب عليها بيت شعر للشاعر أحمد محرم؛ يقول فيه:
أقمنا على عهدي وفاءٍ وألفة ٍ *** فما بيننا قالٍ ولا ثم صارم
فيصفهم الشاعر حيدر بن سليمان الحلي؛ بأنهم:
وفد السرورُ بها لتهنئة العلى *** فيما حبيتَ به من الألطاف
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران؛ وصفا لهم:
وفد الربيع إليك قبل أوانه *** يهدي حلى جناته الفيحاء
وهناك ألمح وفدا آخر؛ يدخل من باب (الجحود) حاملا راية كُتب عليها بيت شعر للشاعر أبوالعلاء المعري: “أهلُ كلّ جدالٍ يُمسِكونَ به، *** إذا رأوا نورَ حقٍّ ظاهرٍ جحدوا”!
فيصفهم الشاعر أبو تمام؛ قائلا:
وما وفدَ (الجحود) عليكَ إلا *** بأخلاقِ الدناءة ِوالوضاعهْ
ـ أي أننا إزاء وفدين: “يمدّ إليه كفّه وفد راغب *** ويقرع عنه خصمه سنّ نادم” (عبد الغفار الأخرس)
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
يَحُلُّ عليه بالرغبات وفْدٌ *** ويرحل بالرغائب عنه وفْدُ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
فيا للأسى أن فرق اليوم بينهم *** زمان إذا ألفى وفاء رمى غدرا
ـ ويقول الشاعر البحتري:
وَرَأيتَ وَفْدَ الرُّومِ، بَعْدَ عِنَادِهِمْ، *** عَرَفُوا فَضَائِلَكَ، التي لا تُجهَلُ
ـ فيضيف الشاعر سبط ابن التعاويذي:
همُ الوفيُّونَ بالعهودِ إذا *** قَلَّ وفاءُ الرجالِ بالذِّمَمِ
ـ فينبري الشاعر أحمد محرم؛ قائلا:
جزيت بني مصر وفاءً ونجدة ً *** كذلك يجزي قومه الماجد الحر
فمن يك صادقاً في حب مصرٍ *** فما بالحب نكرٌ أو جحود
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
برّأ الله قلب (بعض) من الحقد *** وفاء للكبرياء و حمدا
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وما أسداه من كرم السجايا *** وفاءٌ بالمودة والذمام
ـ فيحييهم الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
إني لهذا الفضل عنهم شاكر *** والشكر في السادات خير وفاء
هو بالمتانة والسنى مرآة ما *** بك من وفاء ثابت وذكاء
وهيهات أن يوفى بشعر جميله *** ولو كان ديوانا لقل وفاء
ـ فيقول الشاعر البحتري:
إنّي، وإنْ كُنتُ ذا وَفَاءٍ، *** لا يَتَخَطّى إليّ غَدْرُ
ـ فيحييه الشاعر بدوي الجبل:
وفاء يصون الرّاحلين من الرّدى *** إذا راح يدني من مناياهم الغدر
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
جعلت وفاء العهد زينة شيمتي *** كما زان أبناء الزمان جماله
ـ فيتعجب الشاعر أبوالعلاء المعري:
أترومُ من زمنٍ وفاءً مُرضياً، *** إنّ الزّمانَ، كأهلِه، غدّار
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
أرى الأيّامَ تَجْحَدُ ثمّ تَثني *** بإيجاب، وتُوجِبُ ثُمّ تَنفي
ـ فينبري الشاعر البحتري؛ قائلا:
يا دهر، كم قد سؤتني فوجدتني *** لا أشتكي السوأى، ولست بجاحد
ـ فيومئ الشاعر عماد الدين الأصبهاني برأسه إيجابا، ويقول:
خانه الدهر في مناه ولا يطمع *** ذو اللب في وفاء الدهر
ـ فيعلن الشاعر أبو العتاهية عن رأيه في انعدام الوفاء والصدق؛ فيقول:
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفي لأهْلِها، *** فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولا صدقِ
ـ فيقول الشاعر بهاء الدين زهير:
وَحيثُ يكونُ في الدّنْيا وَفَاءٌ *** هنالكَ إنْ تسلْ عني تجدني
ـ ويضيف الشاعر بدوي الجبل:
ولا وفاء لقلب حين نؤثره *** حتى تكون رزايانا رزاياه
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
ولم يك واعداً وعداً كذوباً، *** ولا قولاً يقول بلا وفاء
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
جد الوفي لصحبه ولأهله *** ولقومه إن عز جد وفاء
ـ ويضيف: إن وفاء الخدن غير مصنع
ـ فيرد الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني؛ قائلا:
ذهب الوفاء فما أحس وفاء *** وأرى الحفاظ تكلفاً ورياء
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
متى تكلفْ من وفاء شيمة ً *** تعدْ إلى شيمتها وعادها
ـ ويتهكم الشاعر بشرُ بنُ أَبي خازِم على اللئام؛ فيقول:
فَيا عَجَباً عَجِبتُ لِآلِ لَأمٍ *** أَما لَهُمُ إِذا عَقَدوا وَفاءُ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
أرَاهُ وَفِيّاً، وَأنْى لَهُ *** وَفَاءٌ، إذا كانَ لا أصْلَ لَهْ
ـ ويعتب الشاعر الراعي النميري على عدم وفاء صديقه له؛ فيقول:
تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ *** وقولٍ بئسَ أفعالُ الصّديقِ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
بأبي أنتَ كيفَ أخلَفتَ وَعْدِي، *** وَتَثاقَلْتَ عَنْ وَفَاءٍ بعَهْدِي
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، لا وَفَاءٌ وَلاَ عَهْدُ، *** أما لَكُمُ من هَجرِ أحبابكُمْ بُدُّ
ـ ويصف الشاعر البرعي هؤلاء؛ بقوله:
إذا عهدوا فليسَ لهمْ وفاءُ *** و إنْ وعدوا فموعدهمْ هباءُ
ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
ما اعتدت إلا وفاء *** وعادة القوم غدر
ـ فيكمل الشاعر الأبيوردي:
وَلَسْتَ بِواجِدٍ لَهُمُ ضَميراً *** أَبَنَّ به وَفاءٌ أَو وِدادُ
ـ فيضيف الشاعر عبد الله الخفاجي:
لِئَامُ السَّجَايَا لا وَفَاءَ ولا قِرى *** فلا غدرهمْ يخفى ولا نارهمْ تبدُو
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
وليسَ وفاءٌ للجميل بموعدٍ *** لَدَيَّ ويأتيني القبيحُ بلا وَعْدِ
ـ فيضيف علي بن أبي طالب:
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ *** و لكن لا يدومُ له وفاءُ
ـ فيتهكم الشاعر ربيعة الرقي على من لا يستحق المدح:
فأنتَ المرءُ ليس له وفاءٌ *** كأني إذ مدحتكَ قد زنيتُ
ـ ويقول الشاعر الخُبز أَرزي:
واذا هُمُ مَلُّوا وفاءً أنكروا *** ما لم يكن من قبل ذلك يُنكَرُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
فرأوا جميل العفو ضعفاً بعد ما *** كفروا جميل الطول كفر الجاحد
طَوْلٌ، إذا لمْ يَستَطعْ شُكرَهْ *** هَمُّ لَئيمِ القَوْمِ أنْ يَجحَدَهْ
ـ فيقول الشاعر البحتري:
وَعَجبتُ لابنِ المَرْزُبانِ وَجَحدِهِ *** إيّايَ حُسنَ مَوَاقفي وَمَشاهِدِي
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
(هو) كالذئب خدن غدر ولؤم *** ليس للذئب في الورى من وفاء
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
من كلابٍ نأى بها كلَّ نأيٍ *** عن وفاءِ الكلابِ غدرُ الذئابِ
عن وفاءِ الكلابِ غدرُ الذئابِ *** وإثباتٍ على الظِّباء ضِعافٍ
ـ فيعبر الشاعر ابن زيدون عن حزنه لما أصابه من جراء الجفاء وعدم الوفاء؛ فيقول:
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، *** فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
وما زادني إلا اشتياقاً صدودها *** وإلا وفاء واصطبارا على العهد
ـ ويبدع الشاعر عبد الجبار بن حمديس في وصف جحود حبيبته؛ فيقول:
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ *** وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي
ـ فينبهه الشاعر البحتري؛ قائلا:
كُنْتُ تَبِيعَ الغَانِيَاتِ، ولمْ يزَلْ *** يَذُمّ وَفَاءَ الغَانِيَاتِ تَبِيعُهَا
ـ ويضيف الشاعر سبط ابن التعاويذي:
إذا وصلَتْ فليسَ لها وفاءٌ *** وَإنْ عَهِدَتْ فَلَيْسَ لَهَا ذِمَامُ
ـ ويؤكد المعنى الشاعر ابن المعتز:
أبى الله، ما للعاشقين عزاءُ ، *** وما للمِلاحِ الغانياتِ وَفاءُ
ـ فيعترض عليهم الشاعر أحمد شوقي؛ ويقول:
أيها المُنكِرُ الغرامَ علينا *** حَسْبُكَ الله، قد جَحدت الجمالا
ـ فيرد عليه علي بن أبي طالب:
دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ *** ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
ـ ويكمل الشاعر ابن شهاب:
فلا تأمن الأنثى وإن خلت عندها *** وفاء وإخلاصاً به يضرب المثل
ـ ويضيف الشاعر أحمد محرم:
أعيذكم من وفاءٍ راح ينكره *** ما في الجوانح من صبرٍ وسلوان
ـ ويقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
وَمِنَ الْبَلِيَّة ِ أَنْ تَكُونَ مَطَالِبِي *** جَدْوَى بَخِيلٍ أَوْ وَفَاءَ خَؤُونِ
ـ ويعترف الشاعر أبو فراس الحمداني:
وفيتُ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ *** لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
ـ فيدهشنا الشاعر ابن عنين برأيه في الغدر:
أناساً أعدُ الغدرَ منهم بذمتي *** وفاءً وألقى كلَّ ما ساءَني حسنْ
ـ وكأنه يعقد علاقة بين ضرورة أن يكون الوفاء عن شجاعة وقدرة وذكاء؛ اتساقا مع قول الشاعر المتنبي:
كَرَمٌ في شَجَاعَةٍ وَذَكَاءٌ *** في بَهَاءٍ وَقُدْرَةٌ في وَفَاءِ
ـ فيقول الشاعر ابن دارج القسطلي:
وفاء لنفس أمدت سناها *** بنور النهى وبنار الذكاء
ـ ويضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وكان العروة الوثقى وفاءً *** لمن فيه المودة والإخاء
ـ ويبالغ الشاعر البحتري في وصف الوفاء الحقيقي؛ (عندما):
رأيتُكَ تُنْجِزُ ما لَمْ تَعِدْ *** وفاءً، وتَفعَلُ ما لمْ تَقُلْ
(أي يسبق قولك الفعل)
ـ فيأتي الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
سما في المفاخر هذا الفخار *** لنا وأبى الحق أن يجحدا
سوى الأهلة من علم ومن أدب *** مؤملين لفضل غير مجحود
يحاربني الأولى جحدوا جميلي *** ولم تردعهم حرمات أصلي
ـ فيوضح الشاعر ابن الخياط حقيقة ما ذكره الشاعر السرِيّ الرّفّاء:
“وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها *** والفضل ما شهدت به الأعداء”؛ فيقول:
شُكراً وكيفَ جحودُ فضلِ مؤمَّلٍ *** شهدتْ بباهرِ فضلهِ أعداؤُهُ
ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وإنْ عُرِضَت كرامتهم علينا *** فما للمنكرين لها جحود
ـ ويؤكد المعنى الشاعر البوصيري:
إذا جحدتْ شمس النهارِ ضياءها *** فَفَضْلُكِ لم يَجْحَدُهُ في الناسِ جاحِدُ
ـ ويضيف الشاعر ابن حيوس:
لَمْ يَجْحَدِ الأَعْدَاءُ وَاضِحَ مَجْدِهِمْ *** كَيْفَ الْجُحُودُ وَسَابِقٌ بُرْهَانُهُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
أُثني عليك ولستُ مثْ *** لِكَ للصنيعة ِ جاحدا
إن تكن جاحداً لنُعماك عندي *** لا تجدني لها كفوراً سَروقا
فهي معروفة ٌ لدينا وإن كا *** نتْ لديه مجحودة ً مجهوله
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
إذا كنتَ من فرطِ السّفاهِ مُعطِّلاً، *** فيا جاحدُ اشهَدْ أنّني غيرُ جاحِدِ
ـ ويضيف الشاعر الشاب الظريف:
مَا أَنَا مُنْكِرٌ تِلْكَ العَطَايَا *** وما أنا جاحِدٌ ذاكَ الجميلا
ـ ويؤكد المعنى الشاعر بدوي الجبل:
لكم نعمة عليّ و ما كنت *** لنعماء بيتكم بالجحود
ـ ويضيف الشاعر أبو تمام:
وكمْ لكِ عندي منْ يدِ مستهلة ٍ *** عليَّ ولا كُفْرَانَ عِنْدِي ولا جَحْدُ
ـ ويؤكد المعنى الشاعر السري الرفاء:
و لم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ *** و لم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا
ـ غير أنه قابل المدح بالجحود؛ فقال الشاعر أبوالعلاء المعري:
سألتُك، عن الحقائقِ، كلَّ يومٍ، *** فما ألفَيتُ إلاّ حرْفَ جَحد
ـ فينبري الشاعر ابن الخياط واصفا الخطوب بأنها الدواء الناجع لداء الجحود والإصرار عليه:
وكيفَ جُحُودُ معروفٍ توالى *** فكانَ مِنَ الخُطُوبِ دواء دائِي
ـ ويقول الشاعر البوصيري:
تبارَكَ الله عَمَّا قالَ جاحِدُه *** وجاحِدُ الحَقِّ عِنْدَ النَّصْرِ مَخْذُول
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
غدا ظالماً جاحداً نعمتي *** وما كان حقّيَ أن أُجحدا
ـ فيطرح الشاعر عماد الدين الأصبهاني سؤالا استنكاريا:
يا جاحدي حق الوداد وهل *** حق الوداد يضيع بالجحد؟!
ـ فيقول الشاعر لسان الدين الخطيب:
هيهات يجحد فضل مجدك جاحد *** إن العلا علم وفخرك ناره
ـ ويضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وإنك معروف بكلِّ فضيلة ٍ *** وهلْ يجحد الشمس المضيئة جاحد
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
عَجِبْتُ إلى الجَحّادِ أيَّ إمَارَةٍ *** أرَادَ لأنْ يَزْدادَهَا، أوْ درَاهِمِ
فعلَمّا عَتَا الجحّادُ حِينَ طَغَى بِهِ *** غِنىً قال: إني مُرْتَقٍ في السّلالِمِ
ـ فيسخر الشاعر أبو تمام من أمثال هؤلاء؛ فيقول:
لا شاهِداً أخزَى لِجَاحدِ لُؤْمِه *** منْ أنْ تراهُ زاهداً في راغبِ
ـ ويقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها *** حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ
ـ ويقول الشاعر أسامة بن منقذ:
هل يغنين عنك الجحود إذا *** شهد النحول عليك والكلف
ـ ويشير الشاعر ابن الرومي إلى حقيقة أن عمل الخير لن يذهب هباء:
لم تزالوا يقومُ بالشكر عنكم *** ما فعلتم والجاحدون سُكوتُ
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه *** ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر
وإنْ لَقِيتُ ابنَ أُنثى لي عليه يد *** جحدتْ في جنبِ فضلِ الله أفضالي
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
فلتشهدِ الساعاتُ، والأنفاسُ لي، *** أني بَرِئتُ من الغَويّ الجاحدِ
ـ فيكمل الشاعر بدوي الجبل:
و سموت في صور النعيم تعدّها *** من نعمة الله التي لا تجحد
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
عبق النبوة ماله من جاحد *** إلا إذا طمس العقول خبال
ـ ويقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
يا جاحداً فضل الإله *** عليه ويحك من كنود
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
والأرض ما بسطت لتجحد ربها *** وتمد من ظلم العباد أديما
ضل الألى جحدوه واتخذوا له *** شركاء من أربابهم وخصوما
ـ ويشير الشاعر أبوالعلاء المعري إلى العلاقة بين الجحود والإلحاد؛ فيقول:
إنّ المجوسَ لأزكى منكمُ عملاً؛ *** وإنّما شأنُكم جَحْدٌ وإلحادُ
تَباينَ في الدّينِ المقالُ، فجاحدٌ، *** وصاحبُ تَوحيدٍ، وآخَرُ مُشرِكُ
ـ ويربط الشاعر ابن الرومي بين الجحود والكفر؛ فيقول:
وكيف تكون النفس بالحمد سمحة ً *** على حالة تدعو إلى الكفر والجحدِ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
إذا جحدناكَ ما أوليتَ منْ حسنٍ *** فقدْ كفرناكَ والمغبونُ منْ كفرا
ـ ويقول الشاعر البوصيري:
فقد تكرَّرَ منهم في جحودهم *** للكفرِ كفرٌ وللتجهيل تجهيلُ
ـ ويضيف الشاعر جحظة البرمكي:
ضاقَت عَلَيَّ وُجوهُ الرَأي في نَفَرٍ *** يَلقون بِالجَحدِ وَالكُفرانِ إِحساني
ـ ويأتي الشاعر البرعي واصفا الجحود بالعار؛ فيقول:
تجلتْ لوحدانية ِ الحقِّ أنوارُ *** فدلتْ على أنَّ الجحودَ هوَ العارُ
ـ ويضيف الشاعر الشاب الظريف إشارة إلى علاقة الجحود بالكذب؛ فيقول:
إن المعالي براءٌ مِنْ تجشُّمها *** تَلبَّسَ المَجحدُ فِيها بالأَكاذِيبِ
ـ وفي الجحود ظلم وإثم؛ يقول الشاعر أبو العتاهية:
مَنْ عَفّ وَاكْتَفّ زَكا، *** مَنْ جَحَدَ الحَقَّ أثِمْ
ـ ويقول الشاعر ابن حيوس:
فلأثنينَّ مدى حياتي موقناً *** أَنِّي مَتى أَجْحَدْ جَمِيلاً أَظْلِمِ
مَكَارِمُ زَانَهَا الإِكْرَامُ وَاتَّصَلَتْ *** أَرى الْجُحُودَ لَهاً ظُلْماً وَعُدْوَانا
ـ فهل الفضائل يحجبها الجحود والنكران؟
ـ ينبري الشاعر ابن حيوس مؤكدا على حقيقة أن الفضائل كالشمس (لا يمكن جحدها):
حزتَ الفضائلَ ليسَ يمكنُ جحدها *** وَالصُّبْحُ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ كِتْمانُهُ
ـ ويقول الشاعر الأبيوردي:
وسقناهمُ والخيرُ فينا سجيَّة ٌ *** إلى نِعَمٍ لا يُسْتَطاع جُحودُها
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
إذا جَحَدُوا نُعمَاكَ لَوّتْ رِقابَهُمْ *** لمنك اطواق بها وقلائد
أُقَرُّ بِلُبْسِهِ، وَلَقَدْ أرَاني *** أُجَاحِدُهُ إبَاءً وَامتِعَاضَا
ـ ويقول الشاعر الشريف المرتضى:
ولقد أعضَلَ امرءاً جحدَ البَدْ *** رَ أَوِ الشّمسَ مُشرقٌ وطُلوعُ
ـ فيؤيده الشاعر بديع الزمان الهمذاني؛ قائلا:
وهل يجحد الشمس إلا العميُّ *** وهل يعرف الفضل إلا ذووه
ـ ويقول الشاعر بدوي الجبل:
نعمة الشعر نعمة الشمس لا يعذر *** فيها الجحود و النكران
ـ ويقول الشاعر بهاء الدين زهير:
ظهرتْ وبانتْ لي قضيـ *** ـتكم فما هذا الجحودُ
ـ ويقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
أَحِلُّ مَحَلِّي مِنْ أَهْلِهَا *** بِفَضْلٍ وَفَضْلِي لاَ يُجْحَدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
قدْ شاعَ مجدكَ فهو أشهرُ في الورى *** منْ أنْ ترومَ لهُ عداكَ جحودا
وَلَسْتُ عَنِ النُّصْحِ الصَّرِيحِ مُدَافِعاً *** إذا وضحَ الإحسانُ لمْ يمكنِ الجحدُ
فَمَتَى يُضْمِرُ الْحَسُودُ لِمَعْرُو *** فِكَ جَحْداً وَعَرْفُهُ نَمَّامُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
وكيف يجوز لكم جحده *** وطلحتكم بعض طلحاته
ـ فيوشك الشاعر ابن دريد أن ينصرف عائدا إلى بغداد؛ ملخصا رأيه في بيت حكمة:
ما الناسُ إلاَّ جاحدٌ ومعاندٌ *** وذو حسدٍ قدْ بانَ فيهِ التخاتلُ
ـ فيهم الشاعر الشريف الرضي بالانصراف مصاحبا الشاعر ابن دريد في رحلة عودتهما؛ قائلا:
أصْحَبُ مَنْ لا ألُومُ صُحْبَتَهُ *** غير نزور الندى ولا جحد
ـ أما الشاعر إبراهيم عبدالقادر المازني فقد آثر المغادرة وحيدا، وهو يقول:
هيهات يؤنسني قومٌ نكرتهم *** لا هم عداةٌ ولا صحبٌ وخلصان
ـ وهاهو الشاعر البحتري يودعنا وفي عينيه دمع؛ قائلا:
إني لأجحد حبكم وأسره *** والدمع معترف به لم يجحد
ـ ويضيف الشاعر البرعي:
أحيبابَ قلبي كيفَ أكتمُ حبكمْ *** وأجحدهُ والدمعُ لا يعرفُ الجحدا
ـ أما الشاعر الحكم بن أبي الصلت (أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي)؛ فآثر أن ينهي ندوتنا الافتراضية ـ عائدا إلى الطائف ـ ببيتي حكمة:
إذا ألفيت حرا ذا وفاء *** وكيف به فدونك فاغتنمه
وإن آخيت ذا أصل خبيث *** وساءك في الفعال فلا تلمه.