الشاعر الاسلامي الباكستاني محمد اقبال ” 1877 – 1938 م ”
شاعر العشق الالهي و فيلسوف الصوفية
—-
حديث الروح للارواح يسرى وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح وشق انينه صدر الفضاء
——-
شَكوايَ أمْ نجوايَ في هذا الدُّجـى *** ونجومُ ليلِي حُسَّدي أمْ عُـوَّدي
أمسيتُ في الماضي أعيش كأننـي *** قطعَ الزمانُ طريق أمسي عن غَـدي
والطيرُ صادحةٌ على أفنانهـا *** تُبكي الرُّبى بأنينها المتجـددِ
قد طال تسهيدي وطال نشيدهـا *** ومدامعي كالطل في الغصن النَّـدي
فإلى متى صمتي كأني زهـرةٌ *** خرساءُ لم تُرزق براعةَ مُنشـدِ
” حديث الروح ”
—————–
قالوا عنه:
من دواعي العجب أن كل هذا النجاح حصل لهذا النابغة، وهو لم يتجاوز اثنين وثلاثين عامًا من عمره. [أبو الحسن الندوى] إقبال من الذين لم ينقلبوا على هويتهم الدينية مع شدّة احتكاكه بثقافات الغرب وفلسفاته. [مرتضى مطهرى] ليس من قبيل الصدفة ألا تعرف الحداثة الإسلامية أي طالب جادّ للفلسفة يمكن الافتخار به في طول العالم الإسلامي وعرضه سوى محمد إقبال. [فضل الرحمن]
نمضي سويا بين ظلال اشراقة الروح مع عالمها الرحب حيث الصفاء من أدران المادة في تجليات نورانية بعد ثورة تمرد و شكوي و حيرة و قلق فتهرع الي خالقها في عشق و نداءات و تجليات تفوح بالتضرع و الرجاء كي تستريح من المعاناة مع هدأة السحر تنادي في تراتيل انشودة ” حديث الروح ” لمبدعها الشاعر محمد اقبال ، في اقبال يكشف حالات العشق الصوفي المتحرر من المادة الطاغية علي الروح هكذا !! .
النشأة:
——
و قد ولد محمد اقبال عام 1877 م و توفي عام 1938 م
و ترجع سلالة محمد إقبال إلى أصول برهميه ( عقيدة وثنيه) وكانت أسرته تنتمي إلى جماعة الباندبت فى كشمير إلا أن أحد أجداده قد إعتنق الإسلام فيعهد السلطان زين العابدين ( 1421م – 1473 م) ، وانتقل بعدها إلى مدينة سيالكوت بالبنجاب بالهند.
كان والد إقبال رجلاً رقيق القلب ما إن تذكر أمامه الجنة والنار إلا وتذرف دموعه ، وكان كلما مر على إقبال وهو يقرأ القرآن يقول له يا بنى إقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل.
تحدث إقبال عن عمق إيمان الأب وطريقته في التربية فقال:
جاء سائل، فطرق بابنا بعنف، فضربته بعصا على رأسه، فتناثر ما جمعه، فتألم والدي وسال الدمع من عينيه وقال: (يا بني غدًا تجتمع أمة خير البشر أمام مولاها، ويحشر أهل الملة البيضاء حكماؤها والشهداء والعلماء والعصاة ويأتي هذا السائل المسكين صائحًا شاكيًا، فماذا أقول إذا قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله أودعك شابًا مسلمًا، فلم تؤدبه بأدبي، بل لم تستطع أن تجعله إنسانًا، فانظر يا ولدي عتاب النبي الكريم ومقامي في خجلي بين الخوف والرجاء، أتفضح أباك أمام مولاه؟! يا ولدي كن برعمًا في غصن المصطفى، وكن وردة من نسيم ربيعه، وخذ من خلقه الطيب بنصيب)
مع يوم وفاته :
————
في 21 إبريل 1938 وفي تمام الساعة الخامسة صباحًا فاضت روح إقبال الطاهرة إلى بارئها، وكان يومًا عصيبًا في حياة جماهير الهند عامة والمسلمين منهم خاصة؛ فعطلت المصالح الحكومية، وأغلقت المتاجر أبوابها واندفع الناس إلى بيته جماعات وفرادى، ونعاه قادة الهند وأدباؤها من المسلمين والهندوس على السواء، ويقول عنه طاغور ـ شاعر الهند:
لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغًا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل، إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند.
مؤلفاته :
——–
(1) صلصلة الجرس
(2) رسالة المشرق
(3) زبور العجم
(4) ما ينبغي أن نعمل يا أمم الشرق
(5) هدية الحجاز
(6) أسرار اثبات الذات
(7) رموز نفى الذات
(8) ضرب الكليم
حديث الروح :
————-
شكوہ و جواب شكوہ أو بالعربية حديث الروح قصيدتان كتبهما الشاعر الباكستاني محمد اقبال باللغة الأردية و نشرها في ديوانه صلصلة الجرس و نقلها للعربية شعرا رائعا الشاعر الأزهري الصاوي شعلان
و قد تغنت بها كوكب الشرق ام كلثوم
حديـــث الروح
حديث الروح للارواح يسرى
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح
وشق انينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابى ولكن
جرت فى لفظه لغه السماء
لقد فاضت دموع العشق منى
حديثا كان علويا ندائى
فحلق في رُبا الافلاك
حتى اهاج العالم الاعلى بكائى
*********
تحاورت النجوم وكل صوت
بقرب العرش موصول الدعاء
وجاوبت المجره عل طيفا
سرى بين الكواكب فى خفاء
وقال البدر هذا قلب شاكٍ
يواصل شجوه عند المساء
ولم يعرف سوى رضوان صوتى
وما احراه عندى بالوفاء
شكواى ام نجواى فى هذا
الدجى ونجوم ليلى
حسدى أم عودى
*********
أمسيت فى الماضى أعيش
كأنما قطع الزمان
طريق امسى عن غدى
والطير صادحـــة على افنـــــــانها
تبـــكى الربى بأنينها المتجــــــــدد
قد طال تسهيدى وطــــــال نشيدها
ومدامعى كالطل فى الغصن الندى
فالى متى صمتى كأنى زهـــره
خرساء لم ترزق براعة منشد
********
قيثارتى ملئت بأنات الجوى
لا بد للمكبوت من فيضــان
صعدت الى شفتى خواطر مهجتى
لتبين عنها منطقى ولسـانى
أنا ما تعديت القناعـة والرضا
لكنما هى قصة الاشجـان
يشكو لك اللهم قلـب لم يعش
الا لحمد علاك فى الاكـوان
********
من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا
من كان يدعو الواحد القهارا
عبدوا الكواكب والنجوم جهالة
لم يبلغوا من هديها أنوارا
هل اعلن التوحيـد داع قبلنا
وهدى القلوب اليك والانظارا
ندعوا جهارا لا اله سوى الذى
صنع الوجود وقد الاقــدارا
********
اذا الايمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحى دينــا
ومن رضى الحياة بغير دين
فقد جعل الفنـاء له قرينا
وللتوحيد للهمم اتحـاد
ولن تبنوا العـلا متفرقينا
الم يبعث لامتكم نبى
يوحدكم على نهج الوئــــام
ومصحفكم وقبلتـكم جميعا
منار للاخـوة والسلام
وفوق الكل رحمان رحيم
اله واحد رب الأنــــــام
هذه كانت وقفة مع الروح بين ظلال عالمها الجمالي بعد رحلة شكوي و حيرة وصولا الي النور و الايمان في متتاليات تشرق من اعماق النفس التي تنشد الكمال بمحاكاة المثل الاخلاقية و الانسانينة بين محراب التبتل الي الخالق في العلياء قدم لوحاتها محمد اقبال الشاعر الباكستاني في نداءات تفوح بالتجليات دائما