دراسات و مقالات

مع لغة الاعرب – كنايات العدد

السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

“بضع – نيف “في البداية نعلم ان لغتنا العربية لغة الضاد لغة شاعرة كما تتميز بلغة الاعراب و ضبط و بيان و ظيفة الكلمة و الصوتيات و البحث عن أصول الكلمة في البناء و الاعراب و الاشتقاق الي ما غيره من وجوه الكلام من خلال سياق الموضع ، و كل ذلك عن طريق ” النحو و الصرف ” .
و يستوقفني هنا مرات موضوع ” العدد ” و قد تعرضت له و كنايات العدد ، في لقاءات كثيرة و اليوم نلقي الضوء علي ” نيف و بضع ” بعد مدخل موجز للعدد من باب التذكرة —
و لم لا فالعدد مهم عند المعلم و الاعلامي و الفقية و القاضي و المحامي و السياسي و الفنان و كل متحدث او ممارس في الكتابة و الخط و قضايا تمس جوهر العدد حفاظا علي الحقوق و الواجبات ، و هذا ايمانا مني بدور لغتنا الجميلة في خدمة الحياة .
و قد حاولت عرض الموضوع في يسر و تشويق كي تعم الفائدة المرجوة من وراء هذا القصد لمقالتي و كي يجد صدي لدي العوام قبل الخواص ، فما أحوجنا لسلامة النطق و الكتابة حتي نبرز جماليات أبجديتنا حتي مع حروف الأرقام و الحساب ! .
نعم ان العدد في لغتنا العربية له أهمية و مدلول حيث يمنع الرقم عندما يكتب بالحروف من أي زيغ او تحريف او تزوير سلبا و ايجابة و خاصة في المعاملات و في تقدير الدرجات و حساب العمر و الزمن ، فكم من عدد و لا سيما ” الصفر ” غير المعادلات الحسابية !!.
فالعدد مهم للغاية و قد تم ذكره في آيات كثيرة في القرآن الكريم في قصة الخلق و الاخبار عن السابقين — الخ .
قال تعالي :
” أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ ”
” لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ”
“قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ … قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ”
العدد : ما دل على كمية الأشياء المعدودة ، ويقال له العدد الأصلي ، وإذا ما دل على ترتيب الأشياء ، يقال له : العدد الترتيبي .
المعدود : أو تمييز العدد ، هو الاسم النكرة الواقع بعد العدد وهو إما منصوب أو مجرور على حسب ألفاظ الأعداد .

ينقسم العدد إلى أربعة أنواع :
– العدد المفرد
الأعداد من ثلاثة إلى عشرة ، وكذلك الأعداد مائة ، ألف ، مليون ، مليار….
– العدد المركب
الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر .
– ألفاظ العقود
وهي عشرون ، ثلاثون ، أربعون…إلى تسعين .
– المعطوف على العقود
الأعداد من واحد إلى تسعة مع أحد العقود ( من 21 إلى 99 ) .

العدد ( مائة ، ألف ، ومضاعفاتها )
لا يتغير لفظها مع المذكر والمؤنث ، ويكون المعدود مفردا مجرورا ، ويعرب العدد حسب موقعه من الكلام

و كل قسم له أصوله كما وضحناها آنفا في لقاءات سابقة و لكن هذا من باب التعريج علي الموضوع .
مع كنايات العدد :
——————
هي كلمات ليست أعدادا ولكنها تدل على العدد لذا سميت ( كناية العدد )
قال ابن مالك في الألفية :
ميز في الاستفهام كم بمثل ما ميزت عشرين ككم شخصا سما
وأجز أن تجره من مضمرا إن وليت كم حرف جر مظهرا
وهي :
1 – بضع وبضعة
– يلتحق بالعدد المفرد كلمة ‘ بضع ‘ و ‘ بضعة ‘ ( من 3 إلى 9 ) ، ويخالفان المعدود في التذكير والتأنيث ، وحكمهما الإعرابي هو نفسه حكم الأعداد من 3 إلى 10 ( راجع القواعد ) .

قال تعالى في سورة يوسف آية ٤٢ : ( فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ )

مثال :
– جاء بضعةٌ وعشرونَ رجلا .
بضعة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
– جاء بضعةَ عشرَ طالبا .
بضعة عشر : اسم مبني على فتح الجزءين في محل رفع فاعل .
سؤال : وماذا نعرب ‘ طالبا ‘ ؟
جواب : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
تذكير : راجع القواعد أكثر من مرة ولا تستعجل .
2 – نيّف
يعطف على العقود بكلمة ‘ نيّف ‘ وهي عدد مبهم يدل على عدد من 1 إلى 9 وهو مذكر دائما ، مثل :
– رأيت ثمانين طالبا و نيّفا .
– قرأتُ نيّفا و ثلاثين كتابا .

وَهِيَ لاَ تُسْتَعْمَلُ إِلاَّ بَعْدَ العُقُودِ ، وَبَعْدَ الْمِائَةِ وَالأَلْفِ : ” عَشَرَةٌ وَنَيِّفٌ “، ” عِشْرُونَ وَنَيِّفٌ “، ” مِائَةٌ وَنَيِّفٌ “، ” أَلْفٌ وَنَيِّفٌ ”
ومعناها : أَكْثَرَ مِنْ ، زِيَادَة عَلَى .

الفروق بين ( نيف و بضع ) :
—————————

*الأول: النيّف من واحد إلى تسعة،
البضع والبضعة من ثلاثة إلى تسعة.
* الثاني: النيف يكون للمذكر والمؤنث بلا هاء التأنيث، أما “بضع” فيكون للمذكر مع الهاء، وللمؤنث بدونها.
* الثالث: أن النيّف لا يذْكر إلا مع عَقد، يقال “عشر ونيف” و”عشرون ونيف” وهكذا…
أما البضع فلا يجب ذكر العقد، فنقول: “في بضع سنين”.
* الرابع أن النيف لا يستعمل إلا متأخرًا عما يصاحبه من العقود، “خمسون ونيف” ولا يقال “نيف وخمسون”،
أما البضع فيكون متقدمًا على ما يصاحبه من مضاف كـ “بضع شجراتٍ”،
أو العشرة التي يركّب معها كـ “بضعَ عشرةَ شجرةً”،
أو المعطوف عليه من ألفاظ العقود كـ “بضع وعشرين غرسةً”، “بضعة وعشرين غصنًا”.

3 – كذا
يكنّى بها عند عدد مبهم قليل أو كثير وتستعمل مفردة ، أو معطوفة أو مكررة ، مثل :
– قرأت كذا كتابا .
– قرأت كذا كذا كتابا .
– قرأت كذا وكذا كتابا .
4 – كم الاستفهامية
هي التي يسأل بها عن عدد مبهم ، وتحتاج إلى جواب ، ويعرب تمييزها مفردا منصوبا ، مثل :
– كم كتابا قرأت ؟
ويجوز جر تمييزها بمن مقدرة إذا دخل عليها حرف جر ، مثل :
– بكم درهمٍ اشتريتَ الكتاب ؟
5 – كم الخبرية
هي التي يطلب بها الإخبار عن عدد كثير وغالبا ما تكون في موضع الافتخار ، وهي لا تحتاج إلى جواب ، وتمييزها مفرد مجرور ، أو جمعا مجرورا بإضافة كم إليه – أو بمن ، مثل :
– كم كتابٍ – أو كُتُبٍ .
– كم من طالبٍ – أو طلّابٍ عاونت .
6 – كأي
تستعمل كناية عن العدد الكثير وتمييزها يكون مفردا مجرورا بمن ، مثل :
– كأيٍ من عالمٍ جاب الدنيا من أجل العلم .
– كأين من ظالم أهلكه الله .

و في النهاية اتمني ان اكون وفقت في هذا الطرح بطريقة سهلة ميسرة كي يفهمها الجميع ممارسة عملية استخداما يوميا للواقع دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى