من الشامخاتِ الراسياتِ على الرُّبا
و مِن قِبْلَةِ التاريخِ مِن جَنَّتَي سَبا
على صَهوة الأشواقِ جاﺀتْ قوافلي
تَزفُّ المعاني المُدهِشاتِ الكواعبا
أقامَتْ لها الأيامُ في المَجْدِ مُتْحَفاً
لتبدي لمن يهوى القصيد العجائبا
زَكِيُّ الشَّذا حرفي و أشهرتُ نصلَهُ
فلا خير في سيفٍ إذا ظلَّ في الخِبَا
تَسلَّحْتُ أقلاماً يُدوِّي صَريرُها
لدى مَسْمَعِ التاريخِ فنَّاً مُهَذَّبا
حِرُوفي كَبِيْضِ الهِنْدِ حَدَّاً و رَهْفَةً
أظَلُّ بها للجَهْلِ دَومَاً مُحَارِباْ
فإن يَستَطِيبُ البَوحُ فالقلبُ راغبٌ
و يشتدُّ نظمي إنْ حَمَلتُ التّلَهُبا
فقُلْ كلمةً يُصْغِي لَهَا الدَّهرُ مُرغَماً
أو ٱِسمَعْ لها إِنْ كُنتَ تبغيْ التَّأدُّبَا
حَلبْنا مِن القيفانِ سِحْرَاً و حِكمَةً
لِمن لَمْ يَكُنْ حَلَّابَ عِلْمٍ لِيَشرَبَا
فلو لم يكن في الناس جهلٌ و غفلةٌ
لَمَا ضَيَّعوا المجدَ التليدَ المُحَبَّبا
و ما كان للغوغاﺀِ رأسٌ و رُكْبَةٌ
و لا حرَّكَ المَشبُوهُ للمَكرِ حَاجِبا
ظنَنَّا بأنَّا أكثرُ الخَلقِ حِنكَةً
و ما ظنُّنا إلا ٱِتِّكَاﺀٌ على الغَبَا
نُغَنِّي بأمجادٍ عَجِزْنا بِصُنعِها
و قد كان للآباﺀِ في صُنعِها الإِبا
هُمُ الفاتحون الصادقاتُ سيوفُهم
و نَحْنُ غُثاﺀُ السَّيلِ أمجادُنا هَبَا
فَعَدَّادُنا قد ضاقَ في حَصْرِ كَمِّنَا
و ما أتعَبَتْ أفضالُنا اليوم حاسِبَا
فرَشْنَا رموشَ العينِ للغزو والعِدَا
و قُلنا لفَصلِ الذُّلِّ أهلاً و مرحَبَاْ
تركنا سِتَارَ الدِّيْنِ والغَزو عَاصِفٌ
فَصرنا عَرايَاْ يعترينا التَّسيُّبا
أخَذْنا من التّقلِيدِ للغَربِ مُوْضَةً
و يا لَيتَهُ فيما يزيدُ المَكاسِبا
فهُم يصنعون الموت في كل طلقةٍ
لِكَي نَشْتَريهِ ، عَلَّمونا التَّحَزُّبا
و أحزابُنا اِستَخدَمتنا وسَائلاً
و مَن ٱِستغلُّونا ٱستغلُّوا المناصبا
و لم يجعلوا الإنسانَ والحقَّ غايةً
و لم يتركوا للدِّينِ في الحُكمِ مَذْهَبا
فَيَا لَيْتَ شِعري والتَّمَنِّي يُفيدُني
و أَعْلُو سِواهُ كوكبُ الأرضِ كوكبا