الطريق طويل ومنعرجاته خطيرة، قد تصلين إلى فتحة كهف مظلم تعبرين منها إلى الضفة الأخرى، أشاحت بوجهها وزمت شفتيها ، تدحرجت دمعة محمرة على الخد الايمن لتأخذ مسارها إلى زاوية الفم، استقرت منتظرة انفراجه كي تسقط على الصدر اللاهث، كنت اتابع باهتمام حركة العينين داخل الفنجان الموشح برسوم عشوائية ، وكانت ملامح وجهها ترسم أسوارا لحياة لن تستقيم ، صرختْ وقد انفجر الفنجان بين اصابعها المعتصمة بخواتم فضية ،تناثرت النقوش محدثة ارتباكا في القلب المعلق بين كلمتين، تجمعت ثانية، تلاصقت بشكل مخروطي غريب ، صعدت إلى صدرها واستقرت أمام الشفتين المنفرجتين بلا مبالاة، افرغت عليهما آخر ما تبقى من حروف لم تقرأها عرافة الشؤم بعد أن شلّت الصدمة حواسها إلى حين…