بحثنا في المشاركة السابقة أربعة نقوش تمثل تطور الكتابة العربيّة قبل الإسلام وهي على التوالي:
1- نقش حجري أم الجمال الأول
2- نقش النمارة
3- نقش زيد
4 نقش معبد رم.
واليوم نكمل بقيّة النقوش السبعة التي تمثل تطور الكتابة العربيّة قبل الإسلام.
5ـ كتابة أم الجمال الثانية:
– الشكل 4 –
تفكيك وتفسير النص:
1- إلهِ غفراً لأثيم ؟
2- بن عبيدة كاتب
3- العبيد أعلى بني
4- عمري ينم عنه من
5- …… ؟.
وجدت هذه الكتابة منقوشة على حجر بازلتي / 62×31سم / في أم الجمال في المبنى الذي يسمى الكنيسة المزدوجة مستعملاً كحجر غشيم، وجد في المنطقة.
النص غير مؤرخ، نشره ليتمان، وقدر تاريخه بالقرن السادس الميلادي، وإذا تأملنا رسم حروفه وخاصة ( الراء ) و ( الدال ) و( الباء ) في أول الكلمة وفي آخرها، وجدنا آثار الخط النبطي المتأخر واضح، بينما النصوص الذي ستأتي بعده ستكون متطورة تماماً، لذا يمكن تأريخه بالقرن الخامس الميلادي أو قبل ذلك بقليل.
بالرغم من وجود اسمين علمين،والثاني ذو مرتبة رفيعة، فإننا لم نهتد بعد إلى هويتهما.
6ـ كتابة أسيس: جبل أسيس حرة بركانية واسعة تقع شرق دمشق على بعد / 105كم / على خط مستقيم.
أكبر فوهة بركانية قطرها بين / 1.5-2كم / تتشكل فيها بحيرة في موسم الأمطار، ويقوم في الجهة الشرقية قصر بناه الوليد بن عبد الملك / 70×70م / يجمع إلى جواره عدد من الدور الفقيرة وجامع، وتوضع في سفح الجبل من الناحية الجنوبية حي كبير فيه دور جيدة ودور فقيرة.
قامت بعثة ألمانية برئاسة الدكتور كلاوس بريش بالتنقيب في المباني بين سنتي / 1962- 1964م / وقد جاب مع هذه البعثة الدكتور محمد أبو الفرج العش ممثلاً عن المديرية العامة الآثار والمتاحف، المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، فوجد منقوشاً على جلاميد الصخر البازلتي عدداً كبيراً من الكتابات الصفوية المحورة من الخط المسند اليمني، ورسوماً حيوانية وإنسانية، وكثيراً من الكتابات العربية من العهد الأموي، بعضها مؤرخ،
وكان من ضمن الكتابات الهامة هذه الكتابة، والتي قدر الدكتور أنها تعود إلى ما قبل الإسلام بالرغم أنه لم ينتبه إلى أنها مؤرخة بالتقويم النبطي / 423 / وهو يعادل / 528م /.
وقد لفت نظره إلى التاريخ بعد النشر الأول الأستاذ الدكتور غروهمان، فأعاد الدكتور محمد نشرها مع تغييره كلمة ( مُسلَّحَهُ ) حسب توجيهه، ولكن عندما نشر الدكتور غروهمان الكتابة سنة / 1971م / في الكتاب الذي أشرنا إليه سابقاً تراجع عما أوحاه إلى الدكتور محمد، وأخطأ في مفهوم النص.
وقد لفت نظره إلى التاريخ بعد النشر الأول الأستاذ الدكتور غروهمان، فأعاد الدكتور محمد نشرها مع تغييره كلمة ( مُسلَّحَهُ ) حسب توجيهه، ولكن عندما نشر الدكتور غروهمان الكتابة سنة / 1971م / في الكتاب الذي أشرنا إليه سابقاً تراجع عما أوحاه إلى الدكتور محمد، وأخطأ في مفهوم النص.
– الشكل 6 –
تفكيك النص:
1- إبراهيم بن مغيرة الأوسي
2- أرسلني الحرث الملك على
3- سليمن مُسَلَّحَهُ سنت 423 ( بالتقويم النبطي ) = / 528 م/.
يعتبر هذا النص أهم وثيقة تبين تكامل الخط العربي سنة / 528م /، وهو بالرغم من أنه أقدم من النص التالي لكنه أكثر وضوحاً وقرباً من الخط العربي في فجر الإسلام.
المعلومات الواردة في هذا النص هامة جداً: إبراهيم بن المغيرة الأوسي أرسله الملك الغساني الحارث بن جبلة المتوفى سنة / 570م / إلى سليمان مُسَلَّحَهُ(أي حاملاً إليه السلاح) سنة / 528م
7ـ كتابة حران الجنوبية: وهي حران اللجاة في المنطقة الجنوبية من ديار الشام تقع إلى شمالي جبل العرب.
وجدت الكتابة على نحت باب كنيسة بالعربية إضافة إلى كتابة يونانية هذا نصها ” أسس أشرحيل بن ظالم سيد القبيلة مرطول مار يوحنا في سنة أربعمائة وثلاث وستين من الأندقطية الأولى. ليذكر الكاتب “.
– الشكل 7 –
تفكيك النص:
1- أنا شرحيل بن ظلمو (أي ظالم ) بنيت ذا المرطول
2- سنت 463 بالتقويم النبطي = 568م بعد مفسد
3- خيبر
4- بعم ( أي بعام )
تفسير النص:
1- بني المرطول سنة 568م بعد الحرب التي شنت على يهود خيبر بعام أي أن الحرب قامت سنة 567م.
2- الذي أقام الحرب على يهود خيبر هو الحارث بن جبلة ( أبي شَمَّر ) الغساني سنة 528م، وهذا يؤكد التعاون بين الغساسنة وأهل يثرب.
3- يدل النص على أن اليهود في جزيرة العرب قوم غير مرغوب فيهم، يركزون قوتهم في مستعمرة خيبر، ويسببون المشاكل، مما دعا الملك الغساني إلى محاربتهم انتصاراً لبني قومه، وقد أشار ابن قتيبة إلى تلك الحرب فقال: ” … وغزا [ الحارث ] خيبر فسبى من أهلها ثم أعتقهم بعدما قدم الشام “.
4- لم تكن هذه الحرب هي الحادث الوحيد، فقد ذكر الدكتور جواد علي حادثاً آخراً مشابهاً بين أبي جُبَيلة عبيد بن مالك ابن سالم الموالي للغساسنة الذي أنجد مالك بن العجلان الخزرجي ضد اليهود في الحجاز.
هذه هي الكتابات العربية السبع قبل الإسلام، ونأمل أن نعثر على مزيد من هذه الكتابات لنستكمل معلوماتنا عن الخط في نشأته.
ومما يجدر ذكره في الخاتمة أن هذه الكتابات يجب أن تحتل صدر الوثائق التاريخية العربية، لما فيها من معلومات تاريخية ثابتة.
في البحث القادم نتناول تطور الخط العربي.