كنت مدعوًا لحفل عشاء ، كان هناك من اعرفهم ،ومن لا أعرفهم، فأنشغلت في الأحاديث والنقاشات والتسامر مع أصدقائي، أما اكثر وقتي فقد قضيته وأنا أحدق بتلك الجالسة على كرسيها تتصفح هاتفها، منذ جلوسها لم تعط لأي أحد انتباهًا، وكأنها في عالمٍ خاص بها، لا أعرف ما الذي يجعلها لا تفارقه كل هذا الوقت، أهو حبيب يحادثها، أم أصدقاء أو صديقات، لقد أثارت فضولي حقاً، أتبسم مع ابتسامتها وضحكاتها التي تكتمها من حين إلى آخر، وهي تخفيها عن تطفل الآخرين، الذين يجلسون بمحاذاتها، تمنيت لو أنّ لدي قدرة على قراءة الأفكار، لكنت قرأت ما تكتبه وما تستقبله في لوحها الذكي هذا، والذي يجعلها سعيدة إلى ذلك الحد، بعد لحظات قامت من مكانها، اتجهت صوب سيدة كانت تجلس تشرب بعض العصير، التقطت معها سيلفي ، كانت بغاية السعادة على عكس تلك السيدة التي بدت متفاجئة حد الذهول من تصرفها، مع ذلك فقط التقطت معها صورة، يا ترى ماالذي فاجأها، فكرت بعدها ربما رأت نفسها كم هي قبيحة أمام تلك الفاتنة الجميلة، عادت إلى مكانها وعادت تتصفح هاتفها،ازداد فضولي.. من تحادث ؟ من الذي اعطته صورتها مع تلك السيدة؟ من المحظوظ الذي استقبل هاتفه هذا الملاك ذا الابتسامة الساحرة، بقيت أسأل نفسي كثيرًا ولم أجد أجوبة، حقاً كنت بحالة مزرية، كمن يستجدي سؤالاً ويرفض الجميع أجابته..جال في بالي أن أذهب إليها واسألها ، لكن بأي عذرٍ سأنطق بسؤالي لها، وكيف ستكون ردة فعلها لمتطفلٍ مثلي، وبين ما أنا غارق في أفكاري ربتت تلك السيدة على كتفي، وهمست لي بعض الكلمات، لم أصدق ما قالته، حقًا إنّ كيدهن عظيم ،إنها ملاكٌ لكن بعقل شيطان، قمت مسرعًا من مكاني متجهًا نحوها، هذه المرة لن أسألها شيئا، اختطفت هاتفها أمام أنظار الجالسين الذين بدت همساتهم نحوي وكأني أنا السيئ بينهم وهي الملاك البرئ، فتشت مراسلاتها وعينهم تحدق بي باستنكار، لا ألومهم فمن يصدق أنّ هذا الوجه الجميل يمكن أن يقدم على شيءٍ كهذا، وجدتها تحادث صديقتها، كتبت الكثير عني، و أكثر شيء لفت انتباهي إنها صورتني دون أن أعلم، كانت خادعة، فلم تصور نفسها مع السيدة بل كانت تلتقط لي صورة، ولكي لا تثير الشكوك لجأت للسيلفي، دأبت توبخني على تصرفي الفظ، وهي تهتف بي
_ أعد لي هاتفي .. كيف تجرؤ على أخذ شيء ليس لك
كنت سأشكوها للجميع بأنها سرقت صورتي، فطرأت لي فكرة أفضل من الشكوى، دسست أرقام هاتفي، وكتبت لها ” لا يحتاج الأمر إلى سرقة صورتي، ومحادثة صديقتك عني، هاتفيني وسأرد على الفور،”
وضعت الهاتف في كفها ثم هممت بالمغادرة، ومشيت عدة خطوات وعدت إليها هامساً
_ أشكريني لأنني لم اطلب الأمن
تركتها متسمرة في مكانها بعد كشف أسرارها لي . ورحلت منتصراً