لا عاصم
صالح أحمد (كناعنة)
حينَ تَصيرُ اللّقمَةُ سَيفًا
وشِفاهٌ قَد جفّت عَطَشًا، جوعًا، قَهرا..
صَرخَتُها تَغدو طوفانا
والرّكبُ يُحاوِرُ لُجَّتَهُ
لا عاصِمَ يَبقى.. لا عاصِم
***
حينَ يَصيرُ الحَرفُ لِجاما
والهَمسَةُ بابًا لِجَهنَّم
وقُلوبٌ حَنَّت لرُؤاها
يَحمِلُها المَركِبُ لصَداها
المَوجَةُ تَجتاحُ القِمَّة
لا عاصِمَ يَبقى… لا عاصِم
***
حينَ يَصيرُ الشّارِعُ غولا
والصّاحي في لَيلِ الأحزان
شَيطانًا في عُرفِ السّلطان
وتَصيرُ على وَجَعي الجُدران
وأزقّةُ أوطاني آذان
الصّوتُ الهارِبُ مِن ألَمي
يَحمِلُني… أتَحدّى الظُّلمَة
لا عاصِمَ يَبقى… لا عاصِم
***
حينَ تَصيرُ الآهُ حِكايَة
والظّهرُ المُحدَودِبُ غايَة
والرّأسُ العالي مَطلوبا
والصّوتُ الصّارخُ مَرصودا
الحُلُمُ النّافِرُ مِن زَمَني
يُنجيني مِن غُربَةِ ذاتي
يَجعَلُني أصنَعُ عاصِفَتي
لا عاصِمَ يَبقى … لا عاصِم..
***
حينَ يَصيرُ الصّمتُ مَواسِم
ألوانُ الإشراقِ مَزاعِم..
لونٌ مِن عُمقي يَنبَثِقُ
بِصُدوعِ زَماني يَنزَرِعُ
يَصبُغُ أيّامي بالجُرأة
والصّوتُ يَصيرُ مَراكِبَنا
لا عاصِمَ يَبقى… لا عاصِم