شعر

كُهُوْلَةُ البَراعِمْ

الشاعر أبو الطاهر علي محمد المهتار

تلك البنودُ التي في نَطْقِهِم عَظُمَتْ ؟

نَامَتْ عَلَى مَرْسَمٍ في طَيِّهِ ٱِرتسَمَتْ

قالوا لنا أنَّها حُبْلَى بِحِكْمَتِهَا

مِنْ قَبْلِ تَزْوِيجِهَا ، و بَعدَهَا عَقِمَتْ

و قَد حكى مُخْبِرٌ مِن خَلفِ مَضجَعِها

من قبلِ تَشْيِيْدِهَا فِي الوَاقِعِ اِنْهَدَمَتْ

فَاْستَنطِقوا من بنات الريح ثُمَّ سَلُوا

أين الوعودُ التي قالوا بِها ٱِلتَزَمَتْ؟

إِحْمَرَّ ذاكَ الهلالُ في السما خجَلَاً

من تسمياتٍ بِزَيفِ المنطقِ ٱتّسَمَتْ

غمامُ عَطْلَاﺀُ تشكو سَرْقَ ضُرَّتِها

في واقعِ الحالِ إفضاحٌ لِما زعَمَتْ

زهرٌ فَتِيٌّ تَخَطَّاهُ صِبَاهُ إلى

كهولةٍ من عِناقِ الدُّمْيَةِ ٱِفْتَطَمَتْ

كأنَّما ضاعَ في التَّقويمِ مطلعُها

ضِيفَتْ إلى آخرِ التقويمِ و احتكَمتْ

تَعيا بأحمالِها في دَرْبِ دهشتِها

مظلومَةٌ لا ترى بأنَّها ظُلِمَتْ

طفولةُ اليومِ كالبَلْهَاﺀِ شَارِدَةً

إلى صِرُوفٍ مآسي دَربِها ٱِزدحَمَتْ

لا تعرفُ الهَجْرَ إلَّا هَجْرَها لِدُمَىً

أو سَلْوَةٍ تحت ضَرْسِ الواقعِ ٱِنهَضَمَت

إنْ يكهلِ البُرعمُ الرُّغدودُ مُنحَرِماً

من نَشْوَةِ الفجرِ ،.. هذي بِيْئَةٌ سَقِمَتْ .!

أعباؤكم ليسَتْ الأزهارُ تحملُها

و كُلَّمَا كُلِّفَتْ بالواجبِ ٱنصدمَتْ

إنْ يَحْمِلِ البُرعمُ العنقودَ أَثْقَلَهُ

ما لَمْ يَكُنْ عَاقِداً ، أوُصَالُهُ ٱِنْفَصَمَتْ

فزَحْزِحُوا مِنْ على أكبادكم حَجَراً

تَرَوا زِهُورا ً تهَنَّتْ بالصِّبا و نَمَتْ

هذي الزُّهورُ التي قرَّتْ عيونكمُ

إِنْ يَسْلَمِ الفَجْرُ مِن أَعْمَارِها سَلِمَتْ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى