شعر

كفى التّقريع

حسين الحديد

لومونني أنْ عدتُ منكم بخيبةٍ
وعادَ فريقٌ مُثقلاً بالذّخائر
وعدتُ بخُفٍّ قد رمانيهِ ناقدٌ
بوجهي ،فألجاني لبعض الجبائرِ
فقلتُ كفى التّقريعُ ياقومُ إنّني
بحبِّ أبي الزّهراءِ تزهو مشاعري
أعيشُ على نهجِ الرّسولِ،ومَنْ يكنْ
لهُ أحمدُ المحمودُ ليسَ بخاسرِ
سأكتبُ فيهِ الشِّعرَ حُبّاً وقُرْبَةً
مدى الدّهرِ ياهذا ،وأملا دفاتري
ولستُ أُبالي إنْ رموني بنقدهم
فليسَ لأجلِ المالِ جالتْ مشاعري
فحُبّكَ ياخيرَ الأنامِ فُراتُنا
وظلّ ظليلٌ من لهيبِ الهواجرِ
عرفناكَ برّاً بالأنام ورحمةً
وقلباً كبيراً هازئاً بالصّغائرِ
وخلّفتَ صَحْباً قدْ تنادَوا لعزّةٍ
وعاشوا كراماً كالأسودِ الكواسرِ
إذا نادتِ العذراءُ لبّوا نداءها
بسيفٍ وسهمٍ مُوردٍ للمقابرِ
وكنتَ ملاذاً للضّعيفِ تصونه
وتأخذُ حقّاً مِنْ شقيٍّ مُكابرِ
ولو كنتَ فظّاً قاسيَ القلبِ ما استوى
لديكَ ضِعافٌ بالصِّحابِ الأكابرِ
بُعثتَ رسولَ اللّهِ،والظلمُ صائلٌ
بأرضي ،وحقُّ النّاسِ بينَ الأظافرِ
فقلمتَ أنيابَ الشّقاءِ بحكمةٍ
فعادَ وديعاً طائعاً للأوامرِ
قرأتُ عنِ الهادي البشيرِ صحائفاً
دعتني مُحبّاً مولعاً بالشّعائرِ
فإنْ جاءتِ الأخلاقُ كنتَ وليَّها
ويكفيكَ مدحُ اللّهِ فوقَ المنابرِ
وإنْ عُدَّ أربابُ الفصاحةِ والنّدى
فأنتم إمامٌ مالكم من مناظرِ
عجبتُ لِمَنْ أزرى بقَدْرِ مُحمّدٍ أ

يُحْسَبُ مِنْ أهلِ التُّقى في المحاضر؟ِ
أراهُ شقيّاً ما تمطّى وما اعتدى
ومَنْ يعشقِ الإيمانَ يعلُ بناظري
علوتَ طباقاً إذْ دعاكَ إلهُنا
وعدتَ إلينا بالهدى والبشائرِ
وناديتَ بالتّوحيدِ ياخيرَ مَنْ دعا
وكنتَ لطيفاً ،جابراً للخواطرِ
وأوذيتَ ممّنْ أودعوكَ ذخائراً
فذكرُكَ سارٍ كالنّدى في الحواضرِ
وهديُكَ زادُ المتّقينَ،ومَنْ يَحِدْ
عنِ النّهجِ أعمى فاقدٌ للبصائر
إذا هدَلَتْ وَرْقاءُ في الأيْكِ ذكّرتْ
بهجرةِ ذاكَ الهاشميِّ مشاعري
وإنْ قُرِئَ القرآنُ حيناً وجدتُكم
بأعلى ذُرى الإيمانِ،أنقى السّرائرِ
لينا أبا الزّهراءِ دهراً بفتيةٍ
حداثِ سِنانٍ أسرفوا في الضّرائرِ
يرونَ عيوبَ النّاسِ كُفْراً ورِدّةً
كأنّ إلهَ النّاسِ ليسَ بغافرِ!!
أتونا جميعاً فاستباحوا دماءنا
وخلّوا الثّكالى تشتكي في المقابرِ
إذا أنتَ لم تشفعْ،فماليَ شافعٌ فقد خضتُ دهراً في سواقي الكبائرِ
عليكَ صلاةُ اللّهِ ياخيرَ مُرْسَلٍ
بكلّ زمانٍ مِنْ مُحِبٍّ وشاعرِ
ابنُ عليّ الرّقّيّ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى