دراسات و مقالات

قّدّري أهواك الشاعرة العراقية الراحلة باسمة الشوك

تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

إن مُتُّ في صمت ٍبحبِّك َ أُلحَدُ..ليعودَ قلبانا إلى الخَفَقان ِ
وتذوب ُفي روحيْ وتبقى أَنَّة ٌ.سعرتْ بقلبي أشعلتْ نيراني
.حُلمي بأنْ ألقاك َ ألثمُ مهجة ً..غمرتْني بالإيثار ِوالإحسان ِ
وسناءُ فجرِك َ كلَّ يوم ٍيرتميْ….بينَ الضلوع ِبلهفةٍ وحنان ِ
” سعير البعاد ”

—-
من بلاد الرافدين كانت لنا وقفة مع شاعرتنا الراحلة منذ بضعة أيام المرحومة الأستاذة ” باسمة الشوك ط التي نشأت في أحضان دجلة الخير فمنحها الالهام و الابداع وسط صراعات يئن بها العراق ليل نهار منذ مطلع الثمانينيات العجاف بين حرب و سلام و اختلاف و اتجاهات لكنها تهرب من أتون الشر الي محراب الشعر ترسم قصائدها في غزليات تنطق بالقيم و الجمال من سفر بل سعير البعاد .
و كم تتمني ان تري النور يسبح بين ظلال طفولتها الخجولة تحكي سيرتها من أعذب الجداول التي رشفتها ريا كون ابداعاتها الفنية في رسم شخصيتها الناطقة بماهية الأشياء هكذا تمضي في صمت !! .

ولدت الشاعرة العراقية باسمة ابراهيم الشوك المعموري ببغداد درست في الثانوية الوثبه للبنات ، في كلية الشريعة جامعة بغداد .
و تعمل بالصحف العراقية .

و هي زوجة المرحوم الاستاذ محمد العجيلي الذي رحل قبلها فترك صدمة حزن و كم تمنت ان تلحق به في عالم الخلود بعيدا عن أوجاع هذا العالم المشحون بالضرر المالي !! .
و قد رحلت في 15 / 4 / 2018 م بعد رحلة عطاء و تركت بصمات في عالم الثقافة من خلال اتجاهاتها الادبية و الصحفية فكانت لها رؤيتها الخاصة حيث وثقت الواقع بروح تاريخية أصيلة تجمع شتات الموروث العراقي !.
و لها معارضة لطيفة في سيجال لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي بعنوان “مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه ” و قد عارض فيها الحصري القيرواني قديما فتقول فيها :

ليرى الأشواقَ غفت ْسكرى في الجَفن ِ وبانَ تسهُّدُه ُ
قد حارَ القلبُ لِمَن يشكُو وحنينُ بلادي يوقدُهُ
فوجيبُ فؤادي غدا ألَما ًفي الرّوح ِبشِعري أُنشِدُه
وهتون ُ عيوني إذ يهمي وجفوني شوقاًترفدُهُ
وطن ٌبالرّوح ِ لهُ سَكَن ٌفيناغي قلبيْ مسجدُهُ
فمتى ياشعبي تصحو إذاًوسبات َ الضّيم ِ تهدّدُهُ
قدثارَ الشّعب ُبغيرته ِفأصالة ُ شعبي تَوَقّدُه ُ

و شاعرتنا تؤمن بفلسفة الحب و الجمال فتصدح بالأشواق و الحنين تسترجع الماضي تستلهم القيم الانسانية في تلقائية فتقول الشاعرة العراقية الراحلة ” باسمة الشوك ” فمصرحة بتلك المشاعر بعيدا عن اتهامات المجتمع من خلال بارقة أمل في قصيدتها الرائعة بعنوان ” قدري أهواك ” :

(قّدّري أهواك )
قَدَري بأن أهواك َ ليس قراريْ..عشقَتْكَ روحي ملهِمًا أشعاري ْ
أهواك طِيبًا يا حبيبُ وليتني ْ…. كنت ُ العبير َلنَبعِك المِدرار ِ
هذي المشاعر ُفي القلوب ِمشاعل ٌ.ولظى هواك َيفوقُ كل ّأُوارِ
يا سيِّدي في الحبّ ِتسمُو أنفس ٌ .والرّوحُ جذلى في هَنا ووقار ِ
ما كان َ لي أيُّ انتقاء ٍ إنّما ….كان َ الخَيار ُ لرَّبِنا الجبّار ِ
أنا وردة ٌفي حقل ِ حبِّك َ أزهرت ْ..ورَبَت ْفكانت آيَة ًللباري
ما بين َ قلبَينا رباط ٌ نهجُهُ…….كلّ ُ الوَفا والودّ ِ والإيثار ِ
فيك َ الحياة ُربيعُها وجمالُها ..كجمال ِ أوطاني وأهل ِ الدّار ِ
إن ْ غبت َعنّي فالحياة ُ سقيمة ٌ…فارحم ْ فؤادي ْفالظّما كالنّارِ
لا تبتَعدْ إنّي رجَوتُك َ ملهِمي ْ…..يا بلسَمًا للجُرح ِيا قيثاري ْ
حُبّي ْغزا كُلّ َ الشواطِيء ِساخِرًا..بالمَوج ِ والأفلاك ِوالتّيّارِ
يا أنت َياكل َّ النّقاء ِومُنيتي ْ…..فالقلب ُ توّاق ٌ إلى استقرار ِ
هَبني ْ أُعيد ُلِحبِّنا أزهارَه …ولْنفترِش ْوطني بذي الأسحارِ
وطن ٌ جريح ٌياحبيبي ْ داوِه ِ…بالعَوْد ِ والتّحرير ِ مِن غدّارِ
أرواحُنا تفدي العراق َوأرضَه ُ..ونجود ُ بالغالي كما الثوارِ
بغداد ُعذرًا هل يعود ُ صفاؤنا…ونعود ُ في أمن ٍوبعد َدَمارِ
الحبّ ُ يزهو فيك ِ يا بغدادَنا..فلقد عشقنا عيشة َ الأحرار ِ

ثم تتسلل عبر و ادي الأحزان في شجن تبث لواعجها الثكلي حزنا علي الراحلين في صمت و تصور لنا مدي اللهفة و الحنان المستعر بين الضلوع كالهشيم المحتضر و برغم كل هذا تهفو الي معاني الحياة كما ينعكس كل هذا في قصيدتها بعنوان ” سـعير البعاد ” فتقول الراحلة باسمة الشوك :

إن مُتُّ في صمت ٍبحبِّك َ أُلحَدُ..ليعودَ قلبانا إلى الخَفَقان ِ
وتذوب ُفي روحيْ وتبقى أَنَّة ٌ.سعرتْ بقلبي أشعلتْ نيراني
.حُلمي بأنْ ألقاك َ ألثمُ مهجة ً..غمرتْني بالإيثار ِوالإحسان ِ
وسناءُ فجرِك َ كلَّ يوم ٍيرتميْ….بينَ الضلوع ِبلهفةٍ وحنان ِ
مَن لي أنيس ٌبعدَ نأيِك َآسريْ..لاصبرَ لي فالرّوحُ في هَيَمانِ
أطلال ُ عشقك َللعيونِ تزيدُنيْ..حزناً وشوقاًوهي حالُ زمانيْ
هذا البعادُ سعيرُهُ وأُوارُهُ……هوَ مَن بليلِيْ شاكيا ً أبكاني ْ
لا روحَ تهفو للحياة ِ وطِيبِها ….إن ْفارقت ْ وببغتة ٍ خِلّاني ْ
تاقَتْ لكَ الأنفاس ُيا طِيبَ الشّذى ..وتكدّرت ْمِن نأيِكَ العينانِ
قد كنتَ لي دِفئاً لِعش ٍ هانيء ٍ…واليومَ لا دِفء ٌ دَنا أحضانيْ
رحلَ الحبيبُ وأُطفِئت ْكل ُّ الشّمو..عِ وأَظلَمَ المتَدفّقُ المتفانيْ
لاصبر َ لي بعد َ الفراق ِوقد خلا …يومي ْمنَ الآمالِ بالتحنانِ
دعني بصمتيْ إذ أموت ُعلى الرؤى.في حبِّ مَن أفياؤهُ تهوانيْ
يا لائمي خنساءُ هذا العصرِإنّ..ني قد رُزئتُ فجيعةَ الإخوان ِ
في خمسة ٍ فُجِعَ الفؤادُ كأنَّهمْ….بسماءِ قلبي هُم بدورُ زَماني ْ
وشغافُ قلبيْ قد تَمَزّقَ حُرقة ً…مِن بعدِهم فَقدُ الحبيبِ الحاني ِ
نفَثات ُ قلبيْ تصطلي ْ فأُعيدُها……وَوَتينُهُ يرثيهِ دمع ٌ قان ِ
والله ِلولا رِفد ُ ربّي في الحشا….لفقدت ُ حتّى أضعفَ الإيمان ِ

و من ثم تستدعي الراحلة شاعرتنا العراقية الكاتبة ” باسمة الشوك ” الأشواق في قصيدة ” الحلم ” بعد صراع يدغدغ قلبها الحاني بين أنين الأحزان فتجسد برؤيتها مشاعل الوجد و الصبابة أمنيات تعانق النبض في تحدي وصمود كي تحقق الحلم واقعيا بوادي الأحزان تنهض كالفراشة تطوف بمدارات الروح في اشراقة فتقول :

قريضُكَ بات َ يشغِلُني ..يُدَغدِغ ُقلبيَ الحانيْ
يصوغ ُ بكلِّ مُفردَة ٍ…….قلائد َجِيد ِ عنواني ْ
فباتَ الوَجد مُشتَعِلا ً..يغَمغِمُ عذْب َألحان ِ
بعثت ُ إليك َ أشرِعتي ..لكَيْ تُنبيكَ أحزاني
متى ستبوح ُياحِبِّي …..بأنَّكَ بتّ َ تهواني ْ
فإن َّ فَراشِيَ الملهوف َفي الأحلام ِ منّاني
فمُذ رحَلَت ْ أمانينا …..لبيداء ٍ وأزمان ِ
فما سَمقَت ْ بِوادِينا. ….نَخيلات ٌ كتيجان ِ
علَيك َاللّه ُيابَلَدِي …فشوقِي ْفيكَ أضنانيْ
دموعُ فُؤادي َالحرّى..تُعانقُ نبضي َالعانيْ
فتُبكي العَين َمِدراراً..وحال ُ الشِّعرِ أبكانيْ
يظَلُّ قريضي َالمَسجورُ في وجَع ٍ وأحزان ِ
متى ستعود ُ يا أمن ٌ…لأحبابي ْبأَوطانيْ
حبيبَ الرّوح ِ كَم حُلُم ٍ….حلمناه ُبِتحنان ِ
وكَم ْ عِشْق ٍ نَما فينا..أريجاً عطرَ ريحان ِ
بحورُ قريضِنا ذابت ْ.بِعيْنَيْ حبِّ وجدانيْ
أتبقى غُربة ُ الشُعَرا…نزيفاً بالدَّمِ القانيْ
أَجيبوني أَحِبَّتَنا ….بقلبي ْضن َّ شريانيْ
إلى عَينيكَ ياإلْفِيْ نذَرتُ شموعَ نسياني
يُؤَرِّقني ويُؤْلِمُني …صدودُالنّاسِ إخواني ْ
أُحِبُّكَ قالَها قلبيْ . ..سكنت َسوادَ أجفاني
ففيك َالشّوق ُينحَرُني فأنت َجمال ُنيسانِ
لماذا الهَجرُ يا ألَقاً …..أُداريْه ِ فينساني ْ
فأنتَ هوِيّتي ْدومَاً….وأفراحي وعنواني ْ
فلاتغف ُعلى جُرف ٍ.ودونَكَ دِفءُ شطآنيْ
فدجلة ُمرفَأ ٌيحلو….بنَبع ٍ يروي بستاني ْ
حبيبَ القلب ِيارِيّا ً..سيسقيْ كلَّ ظمآنِ
عسى الأيّام ُ تُرجِعُنا ..بلا نَأْي ٍوهجران ِ

رحم الله شاعرتنا العراقية الكاتبة و الصحفية ” باسمة الشوك ” و جعلها في سجل الخالدين فكم عزفت لنا بابجديتها الرائعة لحن الحب و الجمال برغم المعاناة فقد عايشت أحداث بلاد الرافدين عن كثب من خلال أخبار الصحف و المشاهد اليومية فنقشت بأحاسيسها الجياشة ملامح وطن و سط حلم الصبا و مرتع الهوي علي صفحات دجلة الخير تفيض حبا و جمالا في دلالات شعرية تعانق مسافات رحلة الحياة دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى