نفاذ الصبر جوّيا
بيلغي احتمال طاقتي
لأي محاوله لرجوعي
مانيش خايفه الغرق لكن
انا مابقتش مالكه خلاص
لجام السيطرة ع النفس
عشان غرقانه ف دموعي
ماتحلمشي بشروق شمس
لروح من يائسها ماتت
دي حالة الجو لو ساءت
وفاض الخير من البراكين
يجوز فى الوقت ده ارجع
كما الأول بقلب جنين
————–
نعم ان الحديث عن الشعر و الشعراء لا يتوقف كالنهر المتجدد و المتدفق بكل معاني الخير و الجمال ، و لاسيما في كفر الشعر – كفر الشيخ – التي قدمت لديوان العرب الخالد – الشـــعر – خلاصة التجربة الانسانية مع واحة الابداع من خلال الفنون الجميل بكافة المذاهب و المدارس و الأجناس الأدبية و الأغراض الشعرية الحديثة و لم لا فصفحة العطاء مسلسل لا ينقطع صوت الكلمة رسالة قوية الي الحياة !!.
و في دسوق المدينة الرابضة علي ضفاف النيل الخالد تحكي عبقرية الزمان و المكان و الانسان و قصة الحضارة و التراث ، مدينة الفنون و العلوم و الايمان و الحرف و المهن الاصيلة ملحمة عطاء تعزف صيرورة الحياة الجميلة .
فهوي دسوق تهب نسائمه المحملة بأريج الصوفية و الأهازيج الشعرية التي تنساب من مشاعر الانسان المفعم بالخير و الحب و الجمال و السلام
فهذه البقعة تحكي خلاصة موال الحياة و عندما يتكلم الشاعر ينطق الكون بعد موجة صمت سلام ، و ها هي شاعرة دسوق ( شيماء عشيبة ) سليلة روحية القليني رائدة الشعر المعاصر في رحاب القطب الدسوقي الشاعر المحب للعشق الالهي مصدر الابداع و الالهام ينشد قصة البداية و من ثم كل ساكني المنطقة – و ما أكثرهم – يمتلكون فيوضات الاحاسيس الصادقة و المؤثرة مع ربقات ايمانية تعطر موكب الحياة !!.
نشـــــــأـها :
————
ولدت الشاعرة شيماء ابراهيم عشيبة في 30 / 8 / 1980 م ، بمدينة دسوق كفر الشيخ ، وحصلت علي بكالوريوس تجارة دفعة 2003 م .
و تم تعينها بالهئية القومية للبريد عام 2005 م .
و هي تكتب الشعر منذ نعومة أظفارها مع عهد الصبا منذ عام 1993 م .
و من دواوينها :
= ديوان ” أنا مش بخير !! ” .
تقول ” عشيبة ” في مقطوعة تعكس ملامح فرحتها حيث صدي المكان و أنداء الحب و الخيال مع مشوار الابداع حيث دفقات النور التي تنساب من الروح حيث الشوق المحمل بخلاصة الخيرات الحسان :
ما تقولي بَحبك قولها كتير
دى نوايه يا روحي بتسند زير
ما تبطل تبقى بخيل ف الحب
واصرف ف الشوق دي الدنيا بخير !! .
و من ثم تمضي عشيبة تتجلي رؤيتها بصدق مشاعرها كما في كل مقطوعة تبرهن علي التحلي بالقيم الاخلاقية الانسانية الجمالية المفعمة بتجليات الصوفية من رحاب المشهد الابراهيمي ، و تتضح لنا دلالات النص و جماليات الصورة و عذب الايقاع الذي يحتوي الحالة التي تسيطر علي مشاعرها ، حيث لا تبرر الأخطاء بل تسعي الي تجميل المواقف بين ظلال الكلمات التي ترسم خطي منهجها في موضوعية كما نطالع كلماتها و عمق صورها الفنية مع ايقاعات ابداعية تنطق بومضات الجمال الذي يعكس ملامح الروح كمرآة تجسد الشخصية المصرية من هذا المكان .
فهي مسكون بالحلحم و الوجع تعشق التضاد تعزف لحن الحب و العشق في في محراب الجمال كالناسك المعذب يتلو من كتاب العشق سر الطهر و النقاء ، و من ثم يرسم ملامحها مع الحياة في خلود سرمدي هكذا تمضي في هدي و ثبات !!.
و من شــــــــعر شيماء عشيبة :
تقول عشيبة في قصيدة بعنوان ( خِسرتَك ليه؟! ) تتسائل فيها في حوارية عن أزمة العشق في حيرة و قلق تطرح تساؤلات تفتح محراب القلب المتيم بين قرب و هجر ساعة جد و هزار و لقاء ترسم لوحات فنية رائعة في مقاطع تنم عن عمق رؤيتها نحو الغزل الذي هوي صدي الحياة و مرآة الاحساس في جدال هكذا تغوص بنا بين جداول مشاعرها الرقراقة :
خِسرتَك ليه؟!
ماكنش فاضل لي غيرَك بس
وكان قُربَك مهوّن دمعي فِ عنيّا
خسرتَك ليه!!
وخَسرانة معاك الشمس
عشان حلفِت بألف يَمين
ماهيش راجعالي مهما ندمت
وحطِّت شرط لظهورها
ظهوري معاك فِ نفس الوقت
بنفس الفرح، فِ قلب الدار
ووعدِت إنها ف لحظة
هاتنشُر ضحكها الدافي
تدوّب فينا بَرد آذار
خسرتَك ليه؟ مانيش عارفة
ياريتُه يكون بجد هِزار
خسرتَك ليه…
وقالوا فُراقنا دا مكسب
وقُلت أكيد ماهوش فارِق
وكان فارق لكن باكدب
وبَاتصنَّع سعادة زيف
كأنّي غنيّة عَ التعريف
نزِلت البحر بالمركب
وانا مش قادرة عَ التجديف
وكانت مركبي هشَّة
وكلّ الناس بقِت عارفة ان انا “قَشَّة”
ماأَنكرتش… وهانكِر ليه!
وانا فاضحاني دمعاتي
بتحكي للبشر أسرار
بلا خيبة، بلا أعذار
ما باين صِدقي في الأشعار
وانا باسأل: “خسرتَك ليه”؟
مانيش عارفة
ياريتُه يكون بجد هزار
خِسرتك ليه
وخَسّرتَك حناني عليك
وحسّرتك علىَ لياليك
وعَ الشوق اللى جننّا
وهرَّب عقلنا مِنّا
وقسّمنا ما بين جنة وبين النار
واسيب الجنة واجري عليك
وانتَ كمان بتخرج منها تدخُلني
تدمَّر كل مافِيَّ وتاخُد ذَنب
تزوّدلي الشجن في القلب
تهجّر روحي من أرضي
واطلع للسما واحتار
وأسأل نجم كل مدار
خسرتَك ليه…!
مانيش عارفَة
ياريتُه يكون بجد هِزار
خسرتك ليه ؟!.
و تقول شيماء عشيبة في قصيدة أخري بعنوان ” انا قشه بتهرب من نوه
” :
نا_قشه_بتهرب_من_نوه
انا هشه بتتحدى القوه
انا غشه الضحكه ف اوجاعى
انا دوشه وعملانى فتوه
مع انى ضعيفه وبتكسَّر
وببان الأقوى إنما منظر
انا مش هتغيير للأحسن
من امتى المالح بقى سكر
من امتى الدنيا بتسمعني
وتسَّكِن جرح بيوجعنى
اتجنن عادى ما اتجنن
لو هعقل يحصل إيه يعني
فتافيت الصوره المكسوره
بتجرح روحى المقهوره
م الداخل قلبى بيتواضع
م الخارخ بظهر مغروره
انا_قشه_بتهرب_من_نوه
انا هشه بتتحدى القوه
انا غشه الضحكه ف أوجاعى
انا دوشه وعملانى فتوه
و تقول شيماء عشيبة بقصيدة رائعة بعنوان ( الورد ) تقول فيها :
الورد يفتّح ياحبيبى للي بيرويه
ويدلع فيه ويقوله يا عطرك يا جمالك
ويخاف للحزن يدبل فيه
كان لازم ف الآخر تلقاه
فرحان بالناس إللى بترعاه
ومِصَدّر شوكه لإهمالك
طول ما انت بتتعمد تإذيه
وانا وردى ماهوش ورد مواسم
أنا وردى يزين أى فصول
وإن جه ف ربيعك ماطرحشى
أتأكد إن انت المسؤل
ف خلاص ياحبيبى ماتسألش
الود مابينا ماهوش موصول
أنا خدت قرار
وقرارحاسم
طول ما انت بعيد عن بستانى
إبعد على طول
ما انا وردى ماهوش ورد مواسم
وقرارى الصادر مش منى
ده قرار من روحى العطشانه
واخداه وانا فعلا قلقانه
مانساش العشق إللى زراعته ف القلب البور
ده انا قلبى الشاهد على حبك كان شاهد زور
اقنعنى ان الصحرا بتخضرّ
اقنعني ان المر مِسَكّر
وراسملى غريقك مرسى وبر
من بعد ده كله هآمن بيه
إنه ينجيني كفالله الشر
و نختم لها بقصيدة رائعة ذات النفس الطويل تلخص مدي صدق تجربتها مع مشوار رحلة الحياة تحت عنوان ( نفذ الصبر جوايا !! ) فتقول في مطلعها :
نفاذ الصبر جوّيا
بيلغي احتمال طاقتي
لأي محاوله لرجوعي
مانيش خايفه الغرق لكن
انا مابقتش مالكه خلاص
لجام السيطرة ع النفس
عشان غرقانه ف دموعي
ماتحلمشي بشروق شمس
لروح من يائسها ماتت
دي حالة الجو لو ساءت
وفاض الخير من البراكين
يجوز فى الوقت ده ارجع
كما الأول بقلب جنين
يدق بخير مايكرهشي
ينام هادي مايحزنشي
ويمشي طريق يكون واثق
يقابل خير فى بني أدمين
انا فى الوحده بتوجع
بقاوم الحياه بالموت
مفارقه خلاص و مش هارجع
ولو ميت مره توحشني
انا هارفض وهتمنع
ولو تسمح تحقللي
وده اخر رجاء مني
انا عايزاك تروح ماتجيش
ولو ينفع ماتوحشنيش
ماهوش حقك ولو حقك
ياريت تختار وترحمني
ماتوحشنيش يا تقتلني
بحقن الكره ف عروقي
يموت من نحيتك شوقي
دانا من كتر تفكيري
وعشقى ليك
تطير كل الجبال م الارض
تسير متشعلقه فوقى
فلو ممكن طلب منك
عشان حبك مايكسرنيش
ماتوحشنيش يا تقتلني
و بعد ان نفذ الصبر بين أوجاع و حلم الحياة حيث الوهم و الحقيقة و الجمال و الخيال كانت أهم مناطق الابداع التي تجولنا بين ظلالها حيث تعزف لنا أنشودة الخلود في تلقائية تفتح لنا نوافذ الابداع اللامتناهي مع جوهر الأشياء نستخلص من تجربتها روح الحياة بين صراخاتها مع صراعات تقلق الانسان و هو متأملا علي ضفاف النهر يرقب الحضرة الابراهمية وخطي وقع الحياة للمارة ليل نهار فتمسك بقلمها تسطر لنا أمشاج تتمخض عن انفعالات حالة شعورية لا تتوقف كأنها صوت الحياة القوي عنوان المكان و الزمان و الانسان في تجليات العشق مع عنوان الصبر الجميل في سكون للروح و هدأة المطاف دائما .