شعر

قصيدتان

عَبْدِ الْكَرِيمِ أَحْمَد الزَّيْدِيّ

وَإِنِّي أَظَلُّ اصحو لَا أَنَامُ واذكُرَك

كَأَنِّي بذكري أَعُودُ أَحْيَا فأعذُرَك

خَيَــــــالٌ إذَا مَرَّنِي سَأَلْتُ أُحَدِّثَك

أَبُثّ جَفَا لقـــــــاكَ فِيه وأبصُرَك

تَظَلُ قَرِينَ الْعَيْنِ مِلءُ سَــــوَادِهَا

خَفِيُّ إذَا مَا اشْتُقَّتُ طَيفكَ أَنْظُرَك

وَأَبْصـُرُ فِيكَ سِحـْرُ حِـلمٍ غَفـــــا

فَيَــقْضِي حفـيّاً لَا يُغَادِرُ أَذْكُرَك

أ يَطْمَعُ صافٍ أَنْ يَنَالَ مُرَادُه

وَيَأْمَنُ صاحٍ فِي غريمٍ أنكرَك

أعَزّي النَّفْــسَ كَيْمَا إن شَقَت

بصدٍ مِن قَساكَ أَعُودُ فأنصُرَك

أ تهفو لطَيفٍ مَا أسَّرك ظِلُّه

وَلَا مَالَ يَوماً أَو أَتَاكَ يُبَشِّرَك

وَلَا نِلْتَ مِنْهُ أَوْ سَقَاكَ شَرابُه

وَلَا قَالَ عَنْكَ قَوْلَ حقٍ وَأَظْهَرَك

وَأَبْكَى لَك جُرحاً مَا تَبَسَّم قَرْحُه

وَظَلّ طَوِيلًا بَعْدَ نَزَفٍ يَذْكُرَك

يُجَارِي ليفدي مَا دَعَاكَ لودِه

وَيَمْحُو بقولٍ مَا جَنَيْتَ ليعذُرَك

فَخَالَف بودٍ مِن حَسِبَتَ لَهُ سخاً

يُوَارِي وَيُخْفِي أَن دَعَاكَ ليهجُرَك

***                                ****                                    ****

أحب الكل فيه
( بحر الوافر)
أغُضُ الطَرفَ عَن وَجهٍ وَأدرِي
بَياضُ البَدرِ شَيئٌ مِن ضِيّاهُ
وَعندِي لَو أتَيتُ الوِّردَ صٰادٍ
شَرِبتُ الماءَ شَهداً مِن لُماهُ
ضِياهُ مِن بَعِـيدٍ نارُ حُسـنٍ
فَكَيفَ إذا دَنــا مِنا نَراهُ ؟
يَطِيبُ الدَربُ لَو جاسَت خُطاهُ
فَأنّـى الحالُ فِينا فِي لِقاهُ ؟
وَلَوْلا العَـينُ خَـوفاً أن تَنالَ
لَزِدتُ الوَصفَ مَعنىً فِي رِيّاهُ
لِحاظُ العَينِ تُسكِرُ فِي رِماها
وفِعـلُ الغَيثِ لَو مَنّت يَداهُ
اُحِبُ الكُلَّ فِيهِ نَقيُّ حُسنٍ
فَرِيدٌ ما حَلا خَلقٌ سِواهُ
يَزِيُدُ النّارَ لَو شَبَّت بِوادٍ
بَعِيداً لا تُرى تَرعَى شِيَاهُ
وَيَقصِدُ لَو بَدا مِنا حَصافٌ
يُعِيدُ مَكراً بِنَا عَضاً شِفاهُ
وَيمضِي لا يُبالِي الخَطوَ مِنا
قَرِيباً إن دَنَا تَجفُ خُطاهُ
نُساوِي الشارِي فِيهِ كُلُ غالٍ
وَيُرخِصُ لَو غَلا فِينا هَواهُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى