قصة

قصة “الله”

أحمد ثروت

1-
– اللّه …
نطَقَها ممطوطة قوية ، تحمل لذة خاصة ، هكذا كان ردّه دائماً .. ” اللّه” .. ثم يُقّبلها و قد أحاط نصف جسدها العلوي بذراعها .. هكذا تُصّدق رضاءه عليها .. فترضى .. اعتادا ذلك منذ زمن .. كان يحبها ، و يخبرها بذلك دوماً – تلك طريقته- .. كانت تحبه ، و تخبره أنها تكره الحياة مع ضعيف .. – تلك طريقتها- .. كان يقول ” كل ضعيف رقيق.. كل رقيق فنّان.. كل فنّان ضعيف..” و كانت صديقتهما تقول ” أنت رقيق .. أحب ذلك .. أنا أحبك ..”
– اللّه …
نطقها ساخراً .. و تزوّج صديقتهما ..
حين أخبرها أنه تزوج صديقتهما أمس ، و أن نابين خرجا من فكّها العلوي امتصا دماءه كلها .. ثم عاشرته ميتاً .. حينها بكت .. ارتمت فوق صدره و أخبرته أنها حلمت ذات الحلم .. قالت ” أنت حبيبي.. أنت رقيق..” فقال ” لستِ فنانة”.. ثم قبّلها و أحاط نصف جسدها العلوي بذراعه …… فقالت ……..” اللّه”….

2-
يملك جسداً رياضياً و شعراً ناعماً .. يملك نجوماً و نسراً ضخماً فوق كتفه .. حين سلّط المخرج الضوء فوق وجهه ، بدا منتفخاً و أحمراً ..
قال ” نحن أقوى دول المنطقة .. سنُغيّر مجرى التاريخ ، و نَهَبُ الأجيال القادمة الأرض و السلام ..”صفّق المخرج و العاملون وراء الكاميرات.. ازداد وجهه انتفاخاً و قال” نحن نريد السلام .. إسرائيل تريد السلام .. نحن و إسرائيل نحب بعضنا .. سلام ”
ثم صفّق لنفسه في المرآة..
كان يملك جسداً منتفخاً و شعراً ناعماً .. كان يملك نجوماً و بيضتي حمامة فوق كتفه .
3-
مُحاطاً برجال الدولة .. يُهللّون لوجودهم جواره ..قالوا ” أنت القائد المُفدّى .. اعبر بنا المرحلة ” ، فابتسم.. قالوا ” نحن وراءك حتى الموت ” .. قال ” موت آخر فرد فيكم ” .. فانتشوا ثم قالوا ” أنت فلتة الزمن الحالي و القادم ” فضحك و تقّلصت أمعاؤه .. و أخرج ريحاً بصوت و رائحة … قالوا ” تلك رياح التغيير .. زِدنا”.
4-
ثمة كتب كثيرة بأغلفة ناعمة و خشنة .. ثمة عناوين و ألوان .. ثمة رجال يصرخون و يهتفون بحياة الأحياء و موت الأموات .. ثمة أقلام و مقاه و جامعات .. ثمة نظام عالمي و صناديق اقتراع .. ثمة نساء يتحررن من ” اللباس” … و ثمة ولد يتغوط.
5-
– الله عملها…
فأمسك طفله حبة فراولة كبيرة .. قَبّلها و قال ” أنا أحب الفراولة .. أنا أحب الله لأنه عمل الفراولة “.. ثم أكل كثيراً ، فتوسّخ فمه و قميصه .. لكنّه كان سعيداً .. حين رأته أمه قالت ” يلعن الفراولة ” … فقال لأبيه ” أمي لا تحب الفراولة .. أمي لا تحبني ..” ثم بكى .. فقَبّلته ثم احتضنت جسده الصغير و قالت ” يلعن الفراولة الزرقاء .. الله عمل الفراولة حمراء .. أنا أحبك و أحب الفراولة ..”.. بعدها أصّرت على تنظيف جسده و ملابسه ، فبكى .. قالت أمه ” سأضربك بالعصا .. اللّه عمل العصا ” .. فصرخ ..” أكره العصا ، أكره الله لأنه عمل العصا ..”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى