قراءة: في ثلاثية للدكتور حامد الحاجي
سهيلة بن حسين حرم حماد
نظرية المؤامرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثلاث قصص قصيرة جدا ــــــــــــــــــــــــ
========
1 – ضربة حظ
========
بعد طول طابور ، وثبتُ أمام الآلة..
إنها تعمل بهذا الشكل ، تضع أمتعتك جانبا، تقف عليها ، تُدخِل عُمْلَةََ في الفتْحَةِ، تنبض الحياة فيها، تضجُّ، تقعقع، تشعُّ منها أنوار مرحة، وحين تدفع أصواتا كالطلق، يندفع منها جسم وورقة..يُظْهر وزنك، طول قامتك، فصيلة دمك ثمَّ تنتظر..
وذاهلا.. يخطف رجال ..حظك..
========
2 – مسدَّس
======
كالطائر على أسلاك المعابر.. مدَّ له جوازات السفَرِ..
فجّرَ بركةُ البصاق على خدِّه.. بادره:
– غير ممكن، ريح السدّ ما تردُّ..
لم يجدْ بفمه بلََّةَ ريقٍ..
غير أن أشاح بيديه عن بقعتيْ البصاق الحمراوين..
وشهورا ظلَّ عالقا.. يُفْرِغَ فيه كاتم الصَّوتِ..
========
3 – انفجار
=======
السيارة التي تحتك بالأرض وينبعث من اطاراتها دخان ونار.. ويزعج المارة صريرها العالي تتوقف ويترجَّل منها رجل مذعور، يركض، يصطدم بكل من يعترضه،
يصل يقف متجمدا.. حين يرى الخارجين من نقطة التفتيش..
و تتساقط العبرات من عینیه..
يتقدم منه أحدهم ..
يحتضنه ملك الموت..!
=======
*****القراءة في نظرية المؤامرة****
ـــــــــــــــــــــ
=======
**********
**********
لئن تصالح العنوان مع القفلة في الثلاث ق.ق.ج، ولئن كان الموت الروح التي ترفرف فيما بينها….. وكذلك العبور إلى النهاية إلا أن الغموض كان سقفه شاهقا… بحيث أنني توقفت عندها حائرة أقرأ وأعيد…وأتامل الصورة وأدقق في الأقدام المغلولة ….وفي البذور في أسفلها (وقد أضناها السير من دون حذاء أو حتى خف )، ولكن دون جدوى على أن كل واحدة منفصلة، يمكن أن تقرأ قراءات مختلفة، إذ أنها تستجيب إلى مواصفات الققج، وتحقق الدهشة و الانبهار من دون عناء …. و من شدة التكثيف تتخيل أنك أمام شاشة سنمائية ذات أبعاد ثلاثة … ولكن ما أزعجني هو عدم توصلي إلى الفكرة التي تربط بينها وبين الصورة … ذلك أن سقف الغموض كان شاهقا، وفاق قدراتي المتواضعة، في فك الرموز، قرأت الققج مرات عديدة .التكنيك كان عاليا جدا …. والصنعة والحرفية لا تكاد تخفى و لا ينكرها أحد ….
نحتاج إلى حل الأحجية لنتمكن من العبور إلى هذا الفكر السامق الذي أقف كل مرة أمامه مشدوهة ….
ربما هو الواقع الذي نقف أمامه مغلولين لا حول لنا ولا قوة نتلقى الصفعات، الطعنات، والطلقات ويحيط بنا الموت من كل صوب وحدب، الكل يتآمر علينا …..
طوابير الحياة لا تنقطع وتتبعك في أدق تفاصيل حياتك، يعرفون عنك أدق التفاصيل بواسطة أجهزتهم المتطورة المخابرتية ، كالميزان لدى الصيدليات او تلك الآلة التي تعترضك على بوبات العبور التي تخترق حرمة الجسد بحجة الكشف عن عبوة ناسفة ، تسمع جعجعة ووعودا ….في كل مرة ….،يسلبونك حقك في العيش الكريم…. في إيجاد عمل، ربما في ترقية، في اجتياز مناظرة…..
صاروا يتدربون علينا بحيث يفرغون فينا كاتم الصوت صرنا هدف رماية…. الطلقات تسدد من مسدس أخرس حتى لا ينتبه أحد …..ربما المقصود غلاء المعيشة …والأدوية المفقودة المدعومة…. والمهربة …النتيجة، التهديد … الجوع…. التجويع… والتكبيل للربط مع الصورة
والتهجير القصري، الفرارا من الموت إلى الموت….،إلى المصير المجهول….المطاردة والحظ والمصير المحتوم…. والعجلة تدور والرجل مذعور والأرض بور والعقول تدور وتدور …..تنتظر ضربة حظ….
ملاحظة : خيط التطريز :حرير لتثبيت جواهر الحروف …
الحرفي: له شهادة الخيط الذهبي