وتعلّمنا ألاّ ننطقَ في حضرةِ الآخرين
وتعوّدنا ألاّ نبوحَ حتّى لأسرارِنا
تعمّدنا الصّمتَ في جلساتِنا
ما تناقشنا عندما قُتِلَت مدينةٌ
لم نسألْ عن أصابعِنا المجندلةِ
نبكي خفيةً عن دموعِنا
ونصرخُ بعيداً عن أسماعِنا
نحذّرُ القلبَ من دمِهِ المشبوهِ
ونصمتُ لحدِّ الاختناقِ .
هل تعرفُ المدينةُ أمكنةً تلوذُ بها ؟!
أتهربُ إذ يفاجِئُها الرّصاصُ ؟!
عمّن تسألُ أيا غريباً ؟؟
عن حجرٍ يُؤوي ذعرَكَ !!
عن ثغرٍ يخبئُ غناءَكَ !!
عمّن تفتشُ أيا شريداً ؟؟
والغيومُ كآبةُ الأفقِ !!
يزدحمُ الشّارعُ بالخلاءِ
وتبكي المدينةُ في جراحي
أبصَرَني الشّرطيُّ أقضمُ كآبتي
فتعالى صمتي ..
ماذا تريدُ من عيونٍ متعبةٍ ؟!
باسمِك شيدْنا المدينةَ من جماجمِنا
المبرعمةِ
و باسمِكَ نشربُ الماءَ من سواقي دمِنا
لم يكنِ المطرُ ملكاً للسماءِ
ولا الندى ملكَ اللهبِ
ستباغتُك المدينةُ
وفي عينيكَ السفاحتَينِ سؤالٌ :
– مِن أينَ جاءَ الصمتُ
بلطمتِهِ القاضيةِ ؟!.