شعر

في مهب الريح..

ناهد الغزالي

 

مدينتي حامل في القرن الأول من الخطيئة! يؤذيها الوحم حتى باتت تنفر من رائحتنا،
تتوعد بغرس مخالب البطالة في بؤبؤ الحلم،
ترهب فزاعات الكآبة بحرق محاصيل الذكريات،
تلتهم تفاحات الفرح، تفاحة تلو تفاحة لكنها لا تشبع…!
أسألها بكلمات حافية لا تخمد جوع أزقتها، ماالذي يسد رمق جشعك؟
فتشير إلى ضفائر حكايا الطفولة،
تأمر حلاقها الأعور بقصها وحرقها… فيغمى على الفرح في الدرجة الأولى من درجات محاولاته التملص من أصفاد القبيلة!
يقطع كلامنا قطار عائد للتو من محطات البغاء، حيث اغتصب الغرباء قاطرات العودة…
أتفحصه مليا أقرف من رائحته، يبدو أنه احتسى نبيذ البقاء فأصابته لعنة الرحيل…!
من سكة إلى سكة يحاول هباء إغراءنا ببسكويت العدل المالح…
ينثر قمح وعوده الخاوي حول فخ الحنين، حتى يصطاد خطواتنا المتعثرة وتتبعثر حقائب عزائمنا،
ستتساقط بعض الكتب، التي أخفيتها عن كُتُبِيّ الحي اللئيم،
يوزعها على الأثرياء مجانا ليضع مقابلها آهاتنا الأولى ،
نحن دفعنا الثمن مثنى، غصة التمييز وحقنة الترهيب…!
تتساقط أيضا أشعاري المكتنزة بوهم الفرح، سأتبرأ منها،
وأواصل الاستماع إلى ناي وحدتي يعزف أنات المغتربين، آهات الفقراء،
سأغري المسافات بحبق اللقاء،
ربما تثملها رائحته الشهية،
وبين طوق وتوق يتضخم جنين الظلم في أركان مدينتي ،
تسحب زرابي الأمل لتخزناأشواك القهر فيختنق أنف الفجر ويضيع نوره في تلافيف التمني،
أسكب القصيدة تلو القصيدة،
علني أخدر جرح الغربة المزروعة في أحداق الراحلين،
تخونني سنونوات القصائد،
تسافر عند ربيع الوهم، هناك بعيدا، بعيدا،
وتظل أعشاشها فارغة،
تستوطنها لاحقا أشباح الضجر.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى