أفيق أبداً
على شبّاك الليل
وأحلم..
أنّ العالم غرفتي
زاويتي التي أحببتُ
منذ عشرين عاماً
أغوص في رحابها
أبحث عن الدانة
أطلق جسدي في بحر الدهشة
علّني ألقاها…
” قصيدة : الغرفة ”
———-
عندما نحلق مع عالم المرأة و التي لها فضل كبير في السلم و الحرب و نتوقف مع الابداع النسائي في المشهد الخليجي و لا سيما فن الشعر بكافة ظلاله الممتدة مع ألوان الحداثة
و ها هو سوق الشعر المعاصر لقصيدة المرأة في دولة الإمارات، الذي يحمل التجارب الشعرية في موضوعية مع رؤية المواقف التي تغازل حركة الحياة في تطور و نمو و ارتقاء بالتعبيرات و التصاوير في تباين لشتي الأغراض بمثابة أضافة في واحة الابداع و الفنون لجناح الثقافة و الحضارة و الآداب التي تمس الواقع و الخيال في مدلول جمالي أخلاقي يجسد ظاهرة فريدة تمسك بخصائصها المرأة الشاعرة من واقع أسلوبها في تناولها لقضايا مجتمعية تعالج بفكرها ووجدانها كل مسارات حركة التعايش بين البداوة و المدنية في حوار تقاربي
و هكذا تمضي شاعرتنا من منظور اعلامي اجتماعي معايشة للاحداث الراهنة في تواصل بالكلمات تعبر عن أصالة رسالتها بعمق و من ثم يأتي الدكتورة عائشة البوسميط العائدة في ثوب شهرزاد و بقوة سيدة الرفض — كنموذج يجسد مرحلة فاصلة في المجتمع بصدق و عطاء
وهذا يتجلي في منظومة الشعر النسائي الاماراتي بين الشكل النثري و التفعيلي و يندر الوزن الخليلي حيث الشكل الجديد يتسع لعالم المرأة في رصد الواقع و يستوعب تجربتها مع الحياة اليومية
ولدت الكاتبة والشاعرة والإعلامية الإماراتية عائشة البوسميط بدولة الامارات العربية و تقيم بدبي .
و قد حصلت على الدكتوراه في الإعلام من جامعة القاهرة في الاتصال الجماهيري بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة 2004م .
وتعمل موظفة حكومية مديرة إدارة الاتصال والتسويق في مجلس دبي الرياضي
و أستاذة جامعية و إعلامية إماراتية عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
إصداراتها :
= «سيدة الرفض الأخيرة» الذي صدر عام 1995،
= «عودة شهرزاد» .
= إضافة إلى مجموعة من المؤلفات الإعلامية
وها هي شاعرتنا الدكتورة عائشة البوسميط، في قصيدة “الغرفة” من مجموعتها “سيدة الرفض الأخير”، تحلم أن يكون العالم بأسره غرفتها فتنهض في روح ثائرة متمردة تختصر مسافات الزمان و المكان تحلق بين عصور التاريخ في نظرة جمالية تنطلق منها في حوار شيق مع شريكها في الحياة تنبيء عن النضال و التحرر و المضي نحو التقدم بكل مقوماتها فتصور العالم الفسيح بخريطته مجرد غرفة ترتبها و تنظمها و تلونها بكل شيء مفيد ورائع بعيدا عن الصراعات و الانانية تهرب من الليل تنتظر الفجر تنطلق مع أنشودة الحياة في دهشة فتقول :
أفيق أبداً
على شبّاك الليل
وأحلم..
أنّ العالم غرفتي
زاويتي التي أحببتُ
منذ عشرين عاماً
أغوص في رحابها
أبحث عن الدانة
أطلق جسدي في بحر الدهشة
علّني ألقاها…
و هي عاشقة لمصر العروبة لأنها تحب الأوطان منذ نعومة أظفارها ، و لم لا فقد صالات و جالت في ربوع مصر علي ضفاف النيل الخالد بين الجمال و التراث و المجتمع ترصد حركة الحياة و من ثم سجلت قصيدتها من ديوانها بعنوان «عودة شهرزاد» ، و هي مهداة إلى مصر بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، بعنوان «ليلة همس القاهرة»، حيث التاريخ الفرعوني و الاهرام و أبي الهول و القلعة و قاهرة المعز الفاطمي تصف الشوارع و البيوت مع روح حداثة الحياة و حركة المارة و من ثم تأثرت بكل هذا الزخم فوظفته شعرا جميلا تصف هذه البلاد في شموخ و أنها كالنخلة السامقة التي لا تنحني فتقول فيها:
ما بين الشوارع والبيوت
يصحو الفقراء
وينام النبلاء
ولكن أبا الهول أبداً
يجلس متربصاً للمارين
فوق قبور الفراعنة
علهم يقرعون أجراس الحكمة
يصلون للصبر
أو يبكون على حائط الندم
علهم يعرفون
أن بلاداً لا تنثني
تستحق أن تتوج أم الدنيا.
و تقول في قصيدة من ديوانها «سيدة الرفض الأخير» حيث تعانق حضن الحلم الموصد تنتظر القمر و المطر كي تمضي تشدو مع الزمن تتذكر جراح الوطن الكبير من خلال مأساة فلسطين الوجع و الحزن و الأمل بعد دوامة رفض تنساب في دعوة تخضب مشاعرها بحناء الفرح و نشوي النصر و مجد الكرامة في تلقائية تجدد مسارها هربا من منظر الوردة الذابلة لأنها تعشق الحياة :
أما زالت دائرة الخوف السقيمة
تنتشل أصابعها رويداً
من أحضان الحلم؟
وذاك الموصد
يحمل بطاقة الصغر
خمس زنابق متعانقة تشدو
«طق المطر على طين
الله يخلي فلسطين»
تُرى.. سيدة الرفض الأخير
هل يحاورك المطر؟
يدعوه في سره
أن تبقى فلسطين
وهذه الكف الذابلة
لا تعرف لون الحناء.
كانت هذه اهم الملامح في تجربة الشاعرة الاعلامية الاماراتية الدكتورة عائشة بوسميط التي سجلت في اعمالها ظلال الواقع المجتمع المعاصر نحو قضايا معاصرة تؤرق عالمها فرسمت بلوحاتها الفنية معالجة شعرية صادقة مؤثرة بكلماتها التي تطرز كل نظرة فنية جمالية تستوعب تجاربها الذاتية بين الحب و الوطن و الواقع المجتمعي الذي تحلم به مع الغد دائما .