خواطر

على خطى القلب

عبده الصلاحي.

لا تثق كثيرًا بمن يدخل حياتك العاطفية فجأةً، فالأضواء التي تومض في عينيك صدفةً وبشدةٍ تتلاشى سريعًا مع الوقت.

أجمل مافي الحب أنْ يولد أخرسًا وخجولًا..والأجمل أن يستمر خجولًا رَدَحًا من الزمن..أن يكون سُلَّمًا
من المفاجآت نتسلقهُ مع الوقت، فأكثر العلاقات عمرًا هي تلك الغامضة في سلوكياتها فالاعتراف بالحب يقتلهُ أو يقلل منْ عمره.

التدقيق في تفاصيل اللحظة يفقدها لذة الاستمتاع بها، فالمعرفة تفسد اللذة.
لتعش لحظات سعادتك كما هي دونما تساؤل…
حتى تلك المناسبات السعيدة حين نوليها اهتمامًا مسبقاً مبالغًا فيه غالبًا ما يشوبها خلاف عابر فيتحول الفرح إلى حزن وتنقلب اللهفة إلى خيبة.

احرص على أن تكون علاقتك بمن تحب متجذرة في أعماق التجربة، لا تتهور لمجرد نزوة شوق عابرة، ولا تجعل ذلك الخواء العاطفي بداخلك ينخر أساسات روحك فتصاب بالتصدع.

دع مشاعرك تنضج على لوعةٍ هادئةٍ؛ كي تتذوق اللحظة لذة عمرها…فتلك الوجبات السريعة من المشاعر تتلاشى وتفسد سريعًا مع الوقت..

اغتصاب الأشياء هو من يفقدها لذة الإستمتاع بلحظاتها، فالتهور في الإفصاح عن المشاعر حتمًا يولد خذلانًا وخيبةً حارقةً، فلربما تكون كمية تلك المشاعر التي سكبتها في لحظة شبق عاطفي مسعور أكبر من سعة قلب من سُكبتْ له.

لتكن متزناً في علاقتك بمن تحب..لا تغدق عليه اهتماماً غزيراً فيمل منك، ولا تهجرهُ كثيراً فتذبل غصون قلبه فيتمرد عليك.

دع مسافةً بينك وبينه، تلك المسافة كفيلة بتعمير علاقتكما العاطفية أكثر من عمرها الافتراضي دون أن تجتاحها تجاعيد الخلافات
ودون أن تمسها خدوش المواقف.

وأنت تفكر بالانسحاب من حياة من قاسمك الحب يومًا فاتَّبَعْ معهُ فلسفة الخطوات ولا تسرق سعادتهُ دفعةً واحدةً، دعهُ يؤرشف الاحتمالات على رفوف قلبه؛ كي يتسنى له إعادة ترميم تلك الجدران المتصدعة بين جنبات روحه.

وإن عزمت على الرحيل الكبير فلا تخبرهُ بإنك راحل…ارحل بصمت فالوداع موت وعذاب وحرقة. لتدع لقلبه فرصة تذكر تلك الأشياء الجميلة بداخله. فإن كنت ولابد قاطفًا زهرةً فاقطفها بصمت ولا تستأذن عطرها بذلك؛ كي لا تذبل بتلاتها من خوف الفقد.
وإن كنت ولابد ذابحًا شاتك فلا تشحذ سكينك أمام عينها فتنخلع نياط قلبها فرقًا…لتكن رحيمًا حتى في جرمك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى