لو أنّي أمـرُّ من تحتِ نافذتِكِ
كنتُ سأتركُ قلبي يتسلقُ الخوفَ
ويتسللُ عبرَ درفةِ الأنوارِ
بعيداً عن أعينِ الحراسِ الشرسينَ
ويهبطُ ببطءٍ إلى غرفةِ أحلامِكِ
يختبىءُ خلفَ أصصِ الوردِ
يتلصصُ على روحِكِ العاريةِ
يحتضنُ قميصَ النومِ بخبثٍ
جائعٌ قلبي لأزهـارِ صدرِكِ
وكقطةٍ أليفةٍ يتمسحُ بتنهداتِكِ
ويمرغُ نبضَـهُ على راحتَيكِ
طوالَ الصلاةِ
وتحتَ غطائِك سيندسُّ
لتغفوَ هواجسُهُ المثقلةُ بالنعاسِ
ويشتمُّ عطرَ الوسادةِ الأثيرَ
ظامىءٌ قلبي لشطآنِ عينَيكِ
ولبحةِ ضحكتِكِ السكرى
وإلى ضجيجِ الأنوثةِ في روحِكِ
سيتربصُ بشرودِكِ
وأنتِ تقرئينَ الشّعرَ
ويباغتُ شفتَيكِ بقبلةٍ ويهربُ
لن يذعنَ لأوامرِ الحراسِ المتجهمينَ
عبرَ نافذتِكِ يقفزُ ويمضي
هي مغامرةٌ تستحقينَها لو مـتُّ
هي أمـاني الرّوحِ
حينَ تهجعُ في البردِ وتبكي
أحتاجُ أن أوقفَ التفكيرَ بحبـِّكِ
أن أستريحَ من هيجانِ الشّوقِ
لإجازةٍ منَ الحنينِ المميتِ
نقاهةٍ لبكاءِ أوردتي المريرِ
تعِبَ الحبُّ من أمنياتي
وتعبتْ قصائدي من الكلماتِ
وضاقت مهجةُ الأحرف البلهاءِ
عاقبَني عشقُـكِ يومَ تجرّأتُ
فما أنا بالعاشقِ المرتَجَى
لأطلَّ على نافذةِ فضائِكِ
أنتِ هذيانُ العمرِ
حينَ يثملُ
شمـسُ السّـرابِ
ومدنُ التائهينَ لاغترابِ العاشقِ
المحتضرِ *