دراسات و مقالات

” شغف قلبي !! الشاعرة الأديبة السعودية صباح الفارسي

السعيد عبد العاطي مبارك

يا لهذا البكاء المتدفق لأعماق الروح،
يا لهذا الصدأ المتفشي في حنايا القلب،
يا لهذا الشتات المتعمق في زوايا الأنا،
أين أنت مني!! يا أنت يا أنا.
تبرعم بداخلي غيابك،
اورثني وحشة الخراب،
أوصدت دونه كل منفذ،
ولذت لدمعي
فأورق سوسنة حزن.
——
أليست هي القائلة :
كتابتي تمتاز بالإحساس ولا تحتمل التصنّع !!.
—-
هكذا وجدتني فجأة أعشقك ،
اتكاثر بك في الكون.
كنجمة تتوالد منها
ملايين النجميات ،
أراك كمعجزة المطر.

في البداية نري أن العربية ساهمت بقدر كبير في حلبة الثقافة و الابداع المختلفة و حملت رسالة الكلمة في دور ريادي فعال ، و أن المرأة السعودية بلا شك تصدرت فاتحة الأدب بأنواعه ، و من ثم فهي موجودة بقوة في الساحة الأدبية ، و خير شاهد ودليل علي هذا الاسهام المبارك .. فهناك روايات حصلت على جوائز عالمية لروائيات سعوديات أضف الي الأجناس الأدبية الأخر و لا سيما الشعر .
فالنسوة السعوديات شكلن لنا عالم متداخل نحو الأفق لنعبر معا نحو المستقبل بخطوات راسخة وواثقة من أجل أهدافنا رسالة كبري الي الانسانية هكذا .
و نتوقف مع الشاعر و الكاتبة السعودية ” صباح الفارسي ” .
هكذا وجدتني فجأة أعشقك ،
اتكاثر بك في الكون.
كنجمة تتوالد منها
ملايين النجميات ،
أراك كمعجزة المطر.

نشـــــأتها :
———-
ولدت الشاعرة والأديبة السعودية ” صباح حمزة فارسي ، بالمدينة المنورة ، بالمملكة العربية السعودية ، و مقيمة بمدينة جدة .
درست في كلية الآداب ، و حاصلة علي بكالوريوس لغة إنكليزية ،عضو لجنة تحكيم لـ ( جائزة أهالي جدة الأدبية ) .
عملت معلمة في التربية ، و أمينة مصادر تعليم .
عضو في الجمعية السعودية للثقافة والفنون بجدة،عضو سابق في المجلس الاستشاري للمعلمين بجدة .
مدربة معتمدة من عدة جهات رسمية ،شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية .
من أصدارتها :
————–
و من ثم جاء الإصدار الأول
= (شغف قلبي) .
= (توسد روحي ) .
= ( وشوشة) .
= ( حكاوي ستي رحمة ) .
و عن تجربتها من خلال القصيدة النثرية تقول زهرة الفارسي :
هي ما يستهويني كتابته،لأنها تمنحني الحرية المطلقة ،لا قيود لتفعيله ولا بحر للشعر. أحب الشعر واقرأ للشعراء ولكنني لا اكتبه او لا أجرؤ على كتابته ، أغوص في قصائد الشعر القديمة والحديثة، نصوصي صنفت من قبل دور النشر (شعر)اما بالنسبة لي فيها قصائد نثرية.
ما يميز القصيدة النثرية التي انقش حروفها أنني اكتبها بإحساس صادق يصل لنخاع القارئ.
و تري شاعرتنا أن غرض ( الغزل ) هو الأكثر انتشارا في الساحة الأدبية فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مقدسة مثيرة للجدل منذ الأزل ،الأدبيات أكثر الناس حساسية وتطرفا في الأحاسيس لذا يهربون من هذا الصخب في العالم لقصائد الغزل ويجدون فيه متنفس للحياة تارة من خيال وتارة أخرى لتجارب يعيشونها فتجبرهم مشاعرهم على رسمها على الورق بمداد دموعهم وقلوبهم.
و تؤمن بدور الصداقة الذي هو دوحة علاقات الحياة المترامية بكافة ظلالها .
تقول صباح حمزة الفارسي عن فضيلة الصداقة الحقيقية لا الزائفة :
ويتساقط – الأصدقاء – من حولك..
ليس ذنبهم..
بل هي خطيئة تشرين
موسم الذبول.
لا تجعل العينين تمطر كدرا..
فالبقية في الطريق للهاوية..
و عن تجربتها الابداعية تشرق ملامح شخصيتها التي تتضافر مع الفتيات بكافة المراحل العمرية !.
و من ثم جاء الإصدار الأول (شغف قلبي) رغم بساطته الا أنه يجد رواجا كبيرا، بالذات لدى الفتيات اللواتي يجدن فيه بعض أصداء أصواتهن المكتومة.
أما (توسد روحي ) فهو مزيج مني الهاربة ،الحالمة الثائرة،المتمردة،الحبيبة ومنه الآخر بكل غموضه وحِدته وحنانه وقسوته وأسطورة عشقه.
الإصدار الثالث ( وشوشة) هو ذاك الحديث المبحوح بينهما هي وهو ، حديثهما وُضع مقروء على ورق من ورد ومن نعومة أنثى تتنفس حبا وعشقا ولا تسأم من سيرة العشاق
و تجزم منذ نعومة أظفارها بأن الشعر في الصغر زرع فينا حب الشعر وبه ارتقت مشاعرنا وأرواحنا،حقيقة الشعر للطفل يحتاج مساندة ومجهود من الأدباء لصنع قاعدة ترتقي بالطفل تنمي فيه الجوانب الإنسانية كتبت نصوص عن الطفل ومعاناته .
و تري أن المرأة في قصائدي حالمة،عاشقة،متمردة،تمنح بلا حدود تمنح الحب وتنتظر لبذور حبها أن تنجب عشقا.
الشعر حياة أخرى في الحياة،مستقر للمتعة ،طيران خارج الحدود حيث لا أكون أنا في قمة القوة ،احلق حد اللا عودة في لحظة الكتابة،الكتابة تلك الهبة التى منحني إياها المولى تتجلى في لحظة تتهافت الفكرة وتثقل كاهلي فاكتبها على ورقة من روحي بمداد الدمع او دم الفؤاد.
تسرقني الومضة مني وتجبرني على تجسيدها في حروف تصل لمن يقرأ بكل سلاسة ،تمتاز كتابتي بالإحساس العميق بالكلمة وهذا الإحساس حقيقي لا يحتمل التصنع ولهذا السبب يصل إلى أعماق القارئ فيشعر بروح الحرف وليس فقط رسمه .
نعم كانت رحلة شيقة مع شاعرة سعودية مرهفة بعبق المشاعر التي تحمل نبضات و همسات ذات احساس صادق يعكس معالم البيئة و الطبيعة من حيث الحب و الجمال و الانتماء و التأمل الفلسفي للطبيعة مع فصول السنة التي تشكل مراحل الحياة بهمومها و أفراحها تعبيرا صادقا يغير من النظرة الكلية لأمورنا التي تحاكي جماليات الوجود من خلال دلالات النص الموحي بعبقرية الانسان و خاصة الأنثي التي تقدر علي وصف المشهد بين حيرة وقلق و تمرد فتنطلق مع فضاءات الروح تسجل ما يدور بخلودها هكذا !!.
مختارات من شعر النثر :
———————–
حيث تقول صباح الفارسي ” هكذا وجدتني فجأة أعشقك ” تصريح و تقرير يترجم نبضات الحب تطرح الحيرة و القلق الي حقيقة ماثلة ليل نهار تراودها موال عشق زمردي يزين حقيقتها بداية من الطين و الروح فالجمال صدي تفكيرها كمعجزة المطر معه تخضر كل الأشياء و تتراقص في البحر عالم الأحياء منظر يجمع شتات مفردات الكون في لوحة بديعة بكافة المعايير و المقاييس تختصر رحلتها المتيمة :
هكذا وجدتني فجأة أعشقك ،
اتكاثر بك في الكون.
كنجمة تتوالد منها
ملايين النجميات ،
أراك كمعجزة المطر.
كغيمة تتساقط وجداً ،
تتكثف طبقة فوق طبقة ،
فيهطل حنانك على جدب عمري ،
فانبتُ من الطين روحا
تنتشي ،
تقشعر ،
من التفكير بكَ.

وتحضر فتباركني كقديس ،
تعمدني بسكب
روحك في روحي كقدر.
استظل بهتانك يا غيثي ،
وأبقى اهش عن عشقي ،
أبعد عنه المتربصين والحاسدين،
وادخرك لساعة أخرى من عمري،
عسى أن تتوافق ساعة هطولنا،
ذات مطر.

و تقول صباح في نص أخر تغازل قصيدتها الثكلي بوح و شجن تخاطب رفيقة ظلها علي مرمي الشاطيء البعيد تنسج حلمها الوردي الهارب الغارب من محراب العشق فتتجرع كأس الهيام تشتهي عبق الكلمات تترنح علي سلاسل أرجوحتها المضطربة تنتظر عودة الجمال للواقع المتجذر مع رحلة الحياة … بين موج و غيام متبسمة في ثورة التحدي :

أنا يا رفيقة
على مرمى شاطئ
اجدل أحلامي
اغزل ايامي
وانسج من اغنيتي الثكلى قصيدة
قصيدة تشبهني
وحيدة
اشرب كأس صبري فيشربني
ويبقيني ثمالة غريبة
اااه يا رفيقة..
انا هنا أركب ظل ارجوحتي..
اهدهد حلمنا الغافي
بأن نكبر ذات يوم
ونرتدى ألوان الزهر
ونستعير أجنحة النوارس
والحمام.
نحلم بأن نعتمر قبعات
من فاكهة الحياة
ونحيك قصصاً
من اهازيج الجنون..
ولكننا لم نرتدِ
سوى أحلامنا الثكلى.
ولم نراقص
سوى أوهامنا الحيرى.
وبيننا
وبين أحلامنا..
شوط أو شوطين
من موج وغمام..
اااه آه يارفيقة
لم يعد في العمر متسع لنا..
لكنني مازلت اجدل أحلامنا.
ومازالت أراك تبتسمين هنااااااك.
فابتسم أنا.
و تقول صباح الفارسي في قصيدة نثرية أخري بعنوان ( انساني إن شئت ) حيث تتجلي فيها عبقرية فلسفة التأمل بين دوامة التساؤلات بين أمسها و يومها ستخلص الذكريات واثقة الخطي تتراقص كتميمة للصلاة مع شريان الحياة توزع قبلات المجد ورود حالمة في كبرياء تعج بالرومانسية التي تنطق بمسافات الوجع و الأمع معا فتترجم لنا مشاعرها المسافرة مع الروح كالنهر المتدفق :
( انساني : إن شئت )
اما عني فسأحبك مرة تلو مرة ..
لان رائحة عشقك تثير جنوني .
في الغد اكثر بكثير من الامس .
اكرهني ( إن استطعت)
اما عني فسأتعلق بعنقك كتميمة صلاة..
تنشد لقلبك الحظ السعيد دوما و ابدا..
اهجرني ( إن احببت)
اما عني فساثبت بوصلتي باتجاه نبضك..
لا تحول و لا تزول قِبلة شريان للحياة.
قاومني (إن رغبت)
اما عني فاستسلم لك طواعية ،
حربي معك وبك وعنك
لا هدنة ارجوها لا غنيمة اتمناها..
سوى مفتاح قلعة قلبك..
و اترك الاسوار علي….

هذه كانت سطور من ملامح وظلال الابداع الفني من وحي البيئة السعودية بكافة ظلالها التي شكلت انطلاقة نحو الجمال و القيم من خلال رائدة تتجلي الحكمة في كتابتها التي تغازل قمم الجمال المادي و المعنوي معا .
رسمته الشاعرة و الأديبة السعودية ” صباح حمزة الفارسي ” خطوط وفواصل تنطق بلوحات مشرقة دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى