كان لنا الشرف في الانضمام الي كلية دار العلوم العريقة بالمبتديان بحي المنيرة السيدة زينب القاهرة القديمة جوهرة المعز لدين الله الفاطمي — قبل انتقالها في حضن جامعة القاهرة بالمبني الحديث لبضعة شهور قبل الانتقال الي كلية التربية ، و من ثم شاهدنا كوكبة من أساطين اللغة و عمالقة الفكر من الرعيل الأول و شغلوا المناصب الهامة في جهاز الدولة من شعراء و أدباء و مفكرين و وزراء و سياسيين و صحافة و اعلام و أساتذة و مبعوثين في الداخل و الخارج و لم لا فهي قبلة اللغة و الشعر و الأدب —
فتحوا لنا مسارت الفكر و المعرفة و الثقافة و الفنون و الابداع من خلال سطورهم المضيئة في شتي المناهل الانسانية —
نعم ان كلية دار العلوم التي حفظت لواء العربية مع حركة الحياة !!
تظل تجسد ملامح العروبة في ثوبها القشيب تنهض بالشخصية التي توظف كل قيمة و معني في المجتمع المتطور و الحديث —
و نخلص الي قول الإمام “محمد عبده” عن دار العلوم :
“إن باحثًا مدققًا إذا أراد أن يعرف أين تموت اللغة العربية؟ وأين تحيا؟ لوجدها تموت في كل مكان، ووجدها تحيا في هذا المكان”.
يرجع الفضل في إنشاء “دار العلوم” عام 1872 م إلى “علي مبارك باشا” الذي أحس بالهوة الكبيرة والعميقة التي كانت بين المعلّمين في عصره؛ فقد كان المعلمون الذين يتولون تربية النشء وتعليمه لا يخرجون عن إحدى فئتين:
= الفئة الأولى:
فئة الأزهريين الذين كانوا يرون أن كل علم خرج عن تلك العلوم التي تلقوها في الأزهر، إنما هو كفر بواح وضلال صريح، وأن الاشتغال به عبث لا طائل من ورائه، فكانوا يرمون مدرسي العلوم الأخرى كالجغرافيا والكيمياء والطبيعة وغيرها بالكفر والإلحاد.
= أما الفئة الأخرى:
فهي فئة معلمي العلوم الكونية الذين كانوا ينظرون إلى زملائهم من معلمي اللغة العربية والدين نظرة دونية، ويرون فيهم جهلا فاضحًا وضلالا واضحًا.
فأراد “علي مبارك” أن يتلافى ذلك الخلل، ويقرب الهوة بين الفريقين فعمل على تأسيس “دار العلوم” ليتلقى فيها الطلاب العلوم الكونية التي لا تتيسر دراستها في الأزهر، بالإضافة إلى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.
الكلية تعنى العلوم العربية والإسلامية، ودار العلوم كلية تخرج متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية، ويستطيع المتخرج في كلية دار العلوم أن يعمل في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحل التعليم المختلفة ، كما يمكنه العمل في مجالات أخرى مثل الصحافة والإذاعة المسموعة والمرئية والثقافية وغيرها.
تمنح الكلية درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية، وليس بها تخصصات، إذ يدرس المواد أساتذة من الأقسام العلمية بالكلية؛ وهي أقسام النحو والصرف والعروض، والدراسات الأدبية، والبلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن، وعلم اللغة والدراسات السامية والشرقية، والشريعة الإسلامية، والفلسفة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية.مع أقسام كلية دار العلوم :
• قسم النحو والصرف والعَروض.
• قسم الدراسات الأدبية.
• قسم البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن.
• قسم علم اللغة والدراسات السامية والشرقية.
• قسم الشريعة الإسلامية.
• قسم الفلسفة (العقيدة) الإسلامية.
• قسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية.
هذه كانت سانحة سريعة مع أضواء دار العلوم منذ نشأة مدرستها علي يد المصلح علي باشا مبارك مؤسسها و و تحويلها الي كلية بالقاهرة شارع المبتديان بحي المنيرة – السيدة زينب القاهرة القديمة قاهرة المعز لدين الله الفاطمي ثم انتقالها الي الجيزة مع كليات جامعة القاهرة ثم فروعها الحديثة بالمنيا و سوهاج من باب مدخل للمعرفة لمن اراد زيادة عن هذه السطور فهي قبلة اللغة و الشعر و الأدب دائما