شعر

سائل النَّوَّارَ عن سرِّ الوجودْ

محمد القصاص

سائل النَّوَّارَ عن سرِّ الوُجُــــــــودْ *** عن بقايا الحبِّ في بوحِ الــــــوُرودْ
عن شذى الأزهار في أكمامِهَـــــا *** عن بزوغِ الفَجرِ بالسِّحرِ الفَريــــــدْ
عن رُضَابِ الثَّغرِ عن أســـــرارهِ *** عن شذى التَّقبيلِ للثَّغرِ الرَّغيــــــــدْ
عن تلاقي الشَّوقِ في أحلامنــــــا *** عن هجيرِ الحُضنِ عن لحن الخلـودْ
فإذا جاء الهوى يحملنــــــــــــــــا *** بجناحِ الشَّوقِ للحبِّ الجديـــــــــــــدْ
ما مصيري في الهوى لكنــــــــهُ *** كمصيرِ الشَّوقِ والحبِّ الشديــــــــدْ
حين تصحو الطيرُ من وكناتهـــا *** تَتَغَنَّى عن غناها لا تَحيــــــــــــــــدْ
رُغْمَ أعْداءِ الفضا من حولهــــــا *** كبغاثِ الطيرِ والنَّسْرِ العنيــــــــــــدْ
تملكُ الأجْواءَ لا تحفلْ بهــــــــــا *** لم تخفْ شيئا ولم تخشَ الوعيـــــــدْ
فلماذا نحن مع آلامنـــــــــــــــــا *** بعذابٍ لا يراعينا جديـــــــــــــــــــدْ
وشُعورٌ حائرٌ لا يرعــــــــــــوي *** قُـدَّ من حَيْـدٍ عظيمٍ كالجَليــــــــــــــدْ
أرتدي ثوبَ عَفافٍ طَاهـــــــــــرٍ *** فأعيش العمرَ بالعيش الزَّهيـــــــــــدْ
وإذا راجعْتُ نفسِـــــــي لا أرى *** غيرَ أقدارٍ تراءَتْ من بعيـــــــــــــدْ
إيه يا حبُّ فما هذا الأســــــــــىً *** حلَّ في الوجدانِ بالوهمِ الشَّديــــــــدْ
قل لمن يعشو ألا ترأف بنــــــــا *** أترى إذ حالنا حالَ العبيــــــــــــــــدْ
هل يضيعُ العمرُ والحزنُ لــــــمَ *** هذه الأيامُ يأتي بالمزيـــــــــــــــــــدْ
أيُّها الزهرُ الذي يحلو لنـــــــــــا *** هل سُقينا اليومَ من نهرِ الخُلــــــــودْ
أنت كالزَّهر إذا حلَّ النَّـــــــــدى *** جاءَ بالنَّسَمَاتِ تزهو من بَعيــــــــــدْ
لا نُبالي كيف يأتينا الهـــــــــوى *** مع شذى الأزهارِ محمولا فريـــــــدْ
لا يرومُ الصَّفحَ عن ماض غفـــا *** بجراحِ العمْرِ والماضِي التَّليــــــــــدْ
أيها التائهُ هل يحلو اللقـــــــــــــا *** بعد أن كان الهوى صعبا عنيـــــــــدْ
فدعْ البغيَ وحاذر إنَّــــــــــــــــهُ *** يقطعُ الشِّريانَ معَ حبلَ الوَريـــــــــدْ
كنتَ تُوليني صُدودا قاسيـــــــــا *** ثم تُقصِي والأسى منكَ يَزيــــــــــــدْ
لو دعاني ليلةً داعي الهـــــــوى *** جئْتُ كالأنسامِ بالرَّوْحِ المُفـيـــــــــــدْ
حيثُ أمضي نحوه لا أرعـــوي *** لم يكن عنه مَحيصَا أو مَحيــــــــــــدْ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى