قصة

زيف

أمل عطية

يجمع شمل زواره، يرقبهم من عل بعين حانية، يفرض هذا الرابض فوق قاعدته سيطرته علي المكان، تغشي الميدان أفواج وراء أفواج ، يتناثر الزوار في أنحاء الحديقة ، باعة جائلون يفرضون بضاعتهم علي روادها ، بين العشرات تجلس علي إحدى المقاعد هي ترقب الدنيا بعيون حذرة لم تخبر الدنيا بعد ، تتناول ساندويتشا كانت تحلم به ، يحاصرها طفل ضال
_ مناديل
_ شكرا مش عاوزة
_ربنا يخليك
تشفق عليه، تناوله جنيها، تعود لطعامها، لم يعد لديها غيره، تسوي زيها ، يرن هاتفها، ترد
_ أنا في الطريق ياماما، الدنيا زحمة.
……. _
_حاضر ، حاضر .
تتنهد، حتما لابد أن تنصرف، أفسدت عليها اللحظة ، وصديقتها لم تأت كما اتفقتا، تري أين ذهبت؟ تعرف صديقتها جيدا ، تتخذها غطاء ، وهاهي لم تشتر بلوزتها المرجوة، وحتما لن ترضي أمها بتكرار التجربة، تنهض ، تلمحه أمامها تشخص بعينيها تحادث نفسها : أتراه هو ؟ تسرح بذهنها في السنوات الماضية ، كم اشتاقت له، وتمنت حضنه ، كم حاولت محادثته هاتفيا ، لمحها
_سوسن.. ازيك يابنتي
حضنها واكتفت بالاسنسلام لحضنه في فتور.
_بتعملي ايه؟ عاوزة حاجة ؟ وهي ترد اجابات مقتضبة ، وتساءلت : أين كان كل هذه السنوات؟؟ .. سأل ثانية:
_عاوزة حاجة؟
_ شكرا يابابا..
انصرفت ولم تسمح له أن يري دموعا ذرفتها في صمت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى