شعر

رهانُ العشق

عبد الجبار الفياض

لم أنسَ
أنّي جئتُها من وادٍ سحيقٍ
بصرخةِ رفضٍ على جدارِ كُرهٍ أملس
فكانَ القماطُ أولَ قيدٍ من غيرِ زنزانة . . .
وِصمْتُ بما لا خيارَ لي فيه
عبوديّةٌ باردةٌ بلا أسوار . . .
لكنْ
كُلُّ مَنْ وِلدَ حُرّاً هنا
تمنّى أنْ يكونَ مسيحاً لهذا المَهد !
. . . . .
لم أرَني يوماً
أُطفئُ شمعةَ ميلاد
أُلبسَ دُمايَ ألوانَ عيد . . .
رمادُ احتراقي
أرسمُهُ خارطةَ وطنٍ
اكلتْ نصفَهُ أرضةُ سليمانَ النّبيّ
سكيناً
لم تخرجْ من غورِ جُرح . . .
عندَها
أيقنتُ أنَّ الحزنَ امرأة . . .
فهل أنا وسيمٌ
لتعشقَني إلى هذا الحدّ ؟
أم أنّها المُتبنيةُ بعدَ أنْ اعتصرَ الجدْبُ أثداءَ مَنْ ألقتٌ حملَها في بيتِ طين؟
فكنتُ وجهاً آخرَ لفارتر !
. . . . .
حيتانٌ بريّة
ازدردتْ كُلَّ شيءٍ حتى أحشاءَ نهايتِها . . .
ليس لمرآةٍ أنْ ترى غيرَ بقعٍ داكنةٍ تلطّخُ أجنحةَ النّوارس . . .
شُربَ الظّمأ
انحسرَ الخوفُ بسنواتِ ظلّه . . .
لم نعدْ بحاجةٍ لحنجرةٍ
لا تصدحُ بترتيلةِ بقاء . . .
لقصيدةٍ مُصابةٍ بداءِ المُلوك . . .
لقلمٍ
يتثاءبُ حينَ يتحدّثُ جُرحٌ عن فَجْرٍ قريب . . .
. . . . .
نكراتٌ
تعلو بنفاياتِ السّادةِ تحتَ سقفِ بيوتٍ زجاجيّة . . .
توهّمتْ أنّها خرقتْ حُجبَ الغيْب . . .
المساحيقُ لا تغيّرُ صفحةً مشوّهة . . .
إنّها المواجهةُ الأصعبُ حينَ يكونُ التّابوتُ حَكَماً بينَ اثنين . . .
ما لنفسٍ
أنْ تعلِقَ بينَ بيْن . . .
الجُرحُ حينَ يتّسعُ
دونَهُ جهنمُ
تلتهمُ ما أُعدَّ لها من حطبٍ مُبتلٍّ بقذارة !
. . . . .
لا تَقنطي
أيّتُها الطّاويةُ لألمِ المَخاض . . .
ديموزي
يكتُبُ حروفَ النّشيدِ الأوّل . . .
بقيثارتِها الذّهبيّة
ستعزفُ سومرُ لحنَ العودة . . .
ليسَ لعشتارَ إلآ رقصةُ السّنابل
موكبُ الشّمسِ
يشقُ طريقَهُ لساحةِ الخلود !

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى