دراسات و مقالات

حوار الأبطال – الشاعرة الدكتورة إلهام فايد – 1966م

السعيد عبد العاطي مبارك

هذا أنا !!.
و أنا هنا مني الفناء
يموت جبنا
يرتعد
هذي يدي ممدودة
هلا تبادر
أو تعد ؟!.
” من قصيدة : شـــموخ ”
————-
قال عنها أ .د / ابراهيم عشوش :
” و كانت للفلسفة نصيبا في شعرها فكتبت فلسفة الأسي في الموت لا عجب … !!” .
——
((( هذا المقال اهداء الي أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب جامعة القاهرة الدكتورة وفاء كامل أمين فايد، أول سيدة مصرية وعربية يتم اختيارها لتكون عضواً في مجمع ” اللغة العربية ” مجمع الخالدين بالقاهرة لجهودها مع علوم اللغة . ))) .
مازال نهر الشعر يجري رقراقا في كفر الشعر – كفر الشيخ – حيث الفن و الابداع مع قمم تؤمن بلوحات الجمال فتتفاعل معه تنسج بمشاعرها و خيالها الخصب ومضات تحكي مسيرة الانسان الفنان مع الحياة .
من مدينة ” قلين ” التي تذخر بكوكبة كبيرة من أرباب الآداب و الفنون الجميلة و الذين يسطرون ملحمة العبقرية المصرية في الداخل و الخارج نتوقف مع أنسانة تحمل رسالة الكلمة درسا و فنا تهديه لربة الشعر في طبيعة ذات ظلال و بهجة تمنحها الموهبة و العزف علي أوتار القصيد مع صيرورة الحياة
و يستنهضن حركة المرأة التي تشارك الرجل في منظومة الوجود و لم لا فهي شقيقة الرجال منذ فجر التاريخ و ضمير الانسانية .
و من ثم نتعرف علي ملامح و شخصية شاعرتنا في هذه التغريدة الهادفة كيفا و كما و معنويا و ماديا … انها الشاعرة ” د/ إلهام فايد ” التي تعزف لحن الابطال في سرد حواري للمواقف التي تستوحيها من واقعها كي تتلاقي الفنون الجميلة بظلال القيم التي تميز هذا الانسان مع حوار الأبطال المعلم سر الحياة .
نشـــــــأتها :
———–
ولدت الشاعرة المصرية د / إلهام السعيد فايد في عام 1966 م بمدينة قلين محافظة كفر الشيخ و تخرجت في كلية التربية قسم اللغة العربية عام 1988 م .
و هي باحث دكتوراة ، و تعمل رئيس قسم تكافؤ الفرص بادارة قلين التعليمية .
و كان عنوان الماجستير : ( تقويم كتب التربية الاسلامية بالمرحلة الابتدائية في ضوء اهداف التربية البيئية ) .
نوقشت عام 1999 م .
اما رسالة الدكتوراة بعنوان ( مدى استخدام معلمي المرحلة الابتدائية لاسلوب التقويم التشخيصي في تعليم القراءة ) .
عملت في سلطنة عمان و نشرت اعمالها الشعرية و القصصية في شتي و سائل الاعلام و شاركت الندوات و الملتقيات في مصر و خارجها .

انها زهرة فايد التي تحمل رسالة تخصصها عشقا و جمالا فياضا .
حصلت علي جوائز و أوسمة و تكريمات عديدة كما أنها شاركت في ندوات و لقاءات و مسابقات و لها حضور مميز في ساحات الابداع .

مع رسالتها بين دورها الأسري و الابداعي و التربوي :
—————————————————

فالدكتورة الهام فايد متزوجة من د/ ابراهيم محمد عشوش استاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات بتربية كفر الشيخ .

و أم ناجحة تحمل رسالة العلم و الأمومة و شؤون البيت ، ام لاربعة اولاد : د/ آلاء – د / محمد – د / آية – أيمان طالبة بالصف الثاني الثانوي .
رسالة مشرقة مشرفة لملامح المرأة المصرية المعاصرة شكلا و مضمونا .

= و لها ديوان شعر بعنوان ” حوار الأبطال ” فاز على مستوى نادي الأدب الاقليمي ،
وطبع على نفقة وزارة الثقافة .
= و ديوان شعر أخر قيد الطبع بعنوان ” ترانيم الشهيد ” .
= و لها مجموعة قصصية ، قصص قصيرة بعنوان ” حكايات الغروب ” .

و قد تناول شعرها نقاد وأدباء و شعراء نحو دراسات تأصيلية عديدة ، و من ثم ابرزوا وجه مقاصده و القيم الجمالية ، من خلال تحليل منهجي و أصول موضوعية لها دلالات فنية متميزة تجعل من شعرها واحة ينهل منها المتلقي الكثير و الكثير .
و أقيمت لها الأمسيات لتناول موضوعات شعرها بحضور عمالقة الادب و النقد و الشعراء ، تم تكريمها في مؤتمر الشعر الاقليمي الماضي الذي أقيم رأس البر .
و شاعرتنا تفتقت موهبتها منذ نعومة أظفارها و هي بالمرحلة الاعدادية قرضت الشعر و مارست كتابة القصة و بعد ذلك أصقلت الفنون الجميلة مع الجامعة و تخصصها في اللغة العربية و آدابها جعلها تنفتح علي مصادر الثقافة المتنوعة فلديها أرث ثقافي و و ديني و تربوي و لا سيما في حقل التعليم و تعتز برسالتها كمعلم يتقن جماليات علوم العربية و الدين و يظل الأدب معشوقها الأول و الشعر طاقة هائلة تستمد منها التعبير عن الواقع و الحلم نحو ماهية الكلمة الهادفة .
كما أنها تكتب الشعر العمودي و الحر بلغة فصحة سهلة بعيدا عن الغموض في تذوق راق
فمحور شعرها يدور حول القضايا الاجتماعية و الدينية و الوطنية و التربوية و الفلسفية فتزين حوار الأبطال بوشي من كل هالات الجمال مع نزعات صوفية تتوشح بالحكمة التي تعالج مفهوم و مقاصد الفن الجميل ” الشـــــــعر ” .
و يأتي شعرها في تجربة ذاتية تنويرية ذات طابع مميز و كلمات خاصة بقاموسها السامق و صورها المركبة و الأخيلة السابحة في فضاءات الروح و الايقاعات المتنوعة و الهادئة و تعدد أغراض القصيدة و الشكل و المضمون حلقة تواصل ابداعي فني جمال استثنائي متباين .
و القصة عندها نتاج حالة تسيطر علي الانفعالات التي ترسمها بوميض كلماتها نحو مشكلات تتصدر ملامح البيئة ، و التي تطفو علي سطح المجتمع تشخيصا و علاجا رسالة اصلاحية جمالية ترتقي بها الأمم هكذا !!.
و هي تؤمن بالتربية السليمة و من ثم تجعل من رسالة المعلم ” حوار الأبطال ” في صنع الأجيال و النهوض بمستوي الحياة فهم مشاعل النور الذين يبددون دياجير الظلام .
و شاعرتنا تذكرنا بقصيدة الامام الشافعي في حق المعلم و الطبيب ، وأمير الشعراء في المعلم أيضا من خلال قصيدتها الرائعة بعنوان ” حوار الأبطال ” و هي تحمل نفس عنوان الديوان .
يقول الامام الشافعي رضي الله عنه :
إن المعلم والطبيب كلاهما … لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه … واصبر لجهلك إن جفوت معلما.
و يقول أحمد شوقي :
قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
و تقول دكتورة الهام فايد في حوار الأبطال عن رسالة المعلم و الطبيب في قصيدة طويلة منها هذه المقطوعة :
قال المعلم للطبيب مفاخرا كم يعلو فضلي في الوجود أماني
أبني و أنشيء في الخلائق أنجما هشت لها الدنيا بها الثقلان
بني العقول كذا النفوس لطالما بالعلم ترقي مكارم و معاني
عملي رسالة خير مبعوث لنا فضل اذا عد الكرام كفاني
مزن يسجيه المعلم للحيا زكي بنورها الدنا قمران
أقمت في وجه الجهالة ثائرا و الكون ساحي و الفضاء مكاني
ابني لأمتنا العظيمة قادة زرعوا علي شط الأمان أماني
كم بت أرشف من عبير رانق من قول طه و الكتاب مثاني
لا فذ في الدنيا أجاد مهارة الا عليه من العلوم يدان
ما قام في الدنيا عماد حضارة الا بنور معلم متفان .

مختارات من شعرها :

و تقول شاعرتنا دكتورة الهام فايد في قصيدة دينية بعنوان ” رسول الله ” ذات نزعة صوفية تتجلي فيها عبقرية الشخصية المحمدية حيث تبرز فيها مكانة العلم و الايمان و الأخلاق كمنهج تربوي من خلال فقه السيرة النبوية قرآن و سنة و صلة رحم و أركان … كمنهج حياة يهدي الي الرشاد :
رسول الله عم الفساد و ظلم تستطير به البلاد
و ذبح للبرايا صبح ليل و أخلاق الألي بادت و بادوا
و قرآن تشكي بالرفوف دعاهم رتلوا فعموا و حادوا
و أرحام محطمة الحنايا و أفهام يجافيها الرشاد
و أثواب مبرجة الحفايا و عري هدمت منه التلاد
فما هو عذرنا لله يوما ينادي الحق فينا يا عباد
أتتكم رسلنا تتري فجرتم ودعوانا يقابلها العناد
فهيا نغنم خمسا لخمس فنهر العمر رافده النفاد

و تتذكر رحيل نهر الحنان و الجنة الرابضة تحت أقدام الأم في فيض نوراني مع ذكريات العمر فتتوقف مع مراحل الحياة تندب ” أماه ” صوت الحياة القوي رمز الأمن و الأمان ظل الرحمة و بستان النقاء فتقول دكتورة الهام فايد في مقطوعة بديعة لها تحت عنوان ” أمــــــــــــاه ” تتفرد بها و لم لا فهي رمز و أيقونة الوجود و موسيقي عذبة الألحان كلمات تعود بنا الي الطفولة حيث الانطلاقة بين جوانحها السرمدية تندبها ليل نهار روحا و جمالا و حياة و بقاء و خلودا و نضارة غناء في بوح وشجن تستدعي مناطق عالقة بموكبها مع الوجود في ملازمة صدق :
أماه
أماه طيب السماء ثراك و بكل غفران الدنا لقياك
قفر الحياة من الرءومة بعدما أرخي التفاني للحياة نعياك
طارت الي الفردوس سبقا امنا بشراك بالنزل الهنا بشراك
هل هانت الدنيا عليك لذلها أم أن ريحان العلا نادك
هل هانت الزلفي عليك و جنان حاشاك يا نبع الوفا حاشاك
و صغيرة جابت دروب اليتم يا و يحها من لي بمن يرعاك
كنا نراك في الحياة ظلالنا بل برء كل ممرض أو شاك
و لأن قولي كيف تهنا عيشتي بل كيف يمحي بالحشا ذكراك

و في قصيدة بعنوان ( شـــــــموخ ) من شعر التفعيلة ” الحر ” تطوف بنا دكتورة الهام فايد بقصيدة رائعة تتجلي فيها جماليات روح الفلسفة حيث التحلي بالقيم الموروثة التي تصدعت أصولها أما زيف المدنية و بريق المادة :

شموخ
——
لا
لن تستبيح و سط النهار
اني أنا الأنواء
خلفي عاصفة الغبار
و أنا أياقين الخوارق
تحني سراق المحار
الغد كل الغد رمز عذوبتي
و أنا هناك بعزتي وبوحدتي
سأذيب عفريت القرار
الخير كل الخير
ملك مياميني
و معابر أشواك النكد
علي أقصي اليسار
هذا أنا !!.
و أنا هنا مني الفناء
يموت جبنا
يرتعد
هذي يدي ممدوة
هلا تبادر
أو تعد ؟!.

و تتفاعل مع أحداث غزة و الاجتاح الصهيوني و مشاهدة أطفال الحجارة و ثورة أشجار الزيتون التي تتصدي لهجمات الكيان الاسرائيلي و اقتحام باحات الأقصي و عزل فلسطين التي تذكرنا بضياع الأندلس المفقود فتصور لنا المدينة الصامدة الصامتة تحت الحصار في عزة و خلود مع المدي فتقول د . الهام فايد في قصيدتها بعنوان ” غـــــزة !! ” :
غزة
و يا رمز الخلود علي المدد
يا زهرة نامت علي عصف الجهول
المستبد
جلادها نصب المشانق و المقاصل
للأبد
دم البراءة للطفولة
ألف ند
و أقيمت أعراس الشهادة للأمومة
للصباح و للولد
بل للبلد
من للبلد ؟!
من يحمي أغصاني المهانة
أو يعد
أشلاء أحلامي .

هذه كانت أهم المحطات في رحلتنا الشعرية مع الدكتورة ” الهام فايد ” من خلال ديوانها الذي بعنوان ” حوار الأبطال ” و الذي يحمل دلالات و رموز و صور فنية ابداعية تجعل من المعلم صاحب رسالة تنويرية و أخلاقية و نهضة مجتمعية علمية تفيض بروح الحياة فجاء شعرها تجربة رائدة أحتوت كل مناحي الحياة بغية رسم ملامح الفرد و المجتمع معا .
من أجل رسالة تغير وجه الحياة في تلقائية بعيدا عن النقائص التي تعكر صفو المسيرة في حب و سلام دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى