اعتاد على الجلوسِ خلفَ مكتبه بصفته مديرمُحصّلي فواتير استهلاك الكهرباء. دَخَلَ عليه، يومًا ما، أحد المستهلكين الفقراء (س) يحتجّ على فواتيره البالغة حوالي ٣٥٠ دولارًا. أفاده المدير،أن بُد من الدفع ، و أن الدفع يجب أن يتم في العاصمة لأن الفواتير تمّ تحويلها الى هناك لمرور فترة طويلة على عدم دفعها. و كانت حُجة المستهلك س بأنه كان مسافرًا ضعيفةٌ أمام المدير. أخبر المديرُ المُستهلكَ، أنه سوف يُقدّمُ له خدمةً، و هي أن يقوم شخصيًّا بدفع المبلغ بنفسه في العاصمة ليوفر عليه شقاء الطريق. و طلب منه أن يدفع له أيضًا أجرة الطريق بالتاكسي ذهابًا و إيابًا سلفًا. المهم، صدّقَ المستهلك ذلك و دفع له حوالي ٤٠٠ دولارًا.
بعد عدةِ أعوام، فوجئ المستهلك س بنفس الفواتير القديمة هذه مسجلة للتحصيل، و أن عليه الذهاب الى العاصمة لدفعها!.
بما أن المستهلك س مريض بالقلب، بدأ يحسُّ بنخزٍ فيه، واعترته مسحةٌ من كآبة. لكنه كان شديد الحسمِ. في النّهارُ التالي، دخل المستهلك س مكتب المدير مُقتحمًا. كان في يده مسدّس!.