تغريدة الشــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد البصرة بين نخيل و شناشيل بدر شاكر السياب مع رائعة السياب ” شناشيل ابنة الجلبي “
وأذكر من شتاء القرية النضاج فيه النور
من خلل السحاب كأنه النغم
تسرب من ثقوب المعزف ارتعشت له الظلم
وقد غنى صباحا قبل… فيم أعد؟ طفلا كنت أبتسم
—
وأبرقتِ السماءُ.. . فَلاَح حيث تعرّجَ النهرُ،
وطاف معلَّقاً من دون اسٍّ يلثم الماءَ
شناشيل ابنة ألجلبي نوّر حوله الزَّهْرُ
(عقود ندىً من اللبْلاب تسطع منه بيضاء)
وآسية الجميلة كمّل الأحداق منها الوجدُ والسَّهَرُ
———–
من بيت شناشيل و نخيل و مربد السياب بالبصرة الجميلة نمضي نستحضر روعة المكان في عبقرية بدر شاكر السياب توأم أبي نواس ، حيث تبقي ذكرياته تفوح بوحي الابداع المسافر الي بغداد و الوطن العربي الكبير بل بقصائده المترجمة الي لغات عدة عالمية و لم لا فهو رائد الشعر الحديث ” شعر التفعيلة ” مع نازك الملائكة و البياتي في أرض الرافدين !! .
و من بين أزهار ذابلة، أنشودة المطر، شناشيل ابنة الجلبي، نتوقف معه نتأمل ظلال ملحمته العربية التي تعكس ملامح بابلية سومرية آشورية تختصر لنا الحياة .
نعم لقد أبحرنا مع عبق البصرة و جمال النخيل نقطف شهد الكلمات في رحلة ابداعية متفردة منذ أبي نواس حتي شناشيل السياب نتوقف في هذه المدينة التي حوت فنون الابداع و الثقافة و التاريخ و اللغة و الدين و الفقه و الفلسفة عبر عصور أضاءت الشرق و الغرب معا .
مدينة البصرة العراقية مدينة جميلة لا حدود لجماليتها فكل من سكنها أو زارها لابد له أن يسحر بشناشيلها الباسقات كنخيلها.
لكن تلك الشناشيل لم يبق منها الكثير، حيث هدم الناس جزءا منها وتكفلت عوامل الزمن بجزء آخر.
تعتبر شناشيل البصرة من الآثار المتبقية من فترة زمنية تمثل تاريخ المدينة العراقية.
وهذه الآثار مجتمعة في منطقة واحدة.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن أصل كلمة شناشيل فارسية مركبة من (شاه ناشين) وتعني: محل جلوس الشاه الأعظم أو خير المجالس.
ويوجد هذا الطراز في البصرة و بغداد وباقي المدن العراقية التي تختلف من حيث أنواع مادة البناء.
وتحتوي الشناشيل – وتعرف في بعض البلدان بالمشرفية – على شرفات خشبية مزخرفة بشكل ناتئ إلى الأمام وتمتاز بصناعة نقوشها يدويا، ويكون هذا البروز بالخشب عادة وبزخارف هندسية مطعمة بالزجاج في الشبابيك أو الأبواب في حالات أخرى.
و المصطلح أنه قد جاء في لسان العرب بأن الشـرفة هي أعلى الشيء وهـي مـا يوضـع على أعالي القصـور وتذكـر بـعض المصــادر الـعربية بأن الـ”رواشن” ومفردها “روشن” وهو الخشب الذي يخرج من حائط الدار إلى الطريق ولا يصل إلى جدار آخر يقابله وهو ربما – يدل على مصطلح “بالكون” أيضاً.
و الحديث ذو شجون مع ” الشناشيل ” و لكننا نكتفي بالحديث عن الشناشيل ، و نخلص الي عالم السياب الشعري الذي وظف موروثه التراثي و الثقافي في ملحمته الخالدة —
يقول السياب :
وأبرقتِ السماءُ.. . فَلاَح حيث تعرّجَ النهرُ،
وطاف معلَّقاً من دون اسٍّ يلثم الماءَ
شناشيل ابنة ألجلبي نوّر حوله الزَّهْرُ
(عقود ندىً من اللبْلاب تسطع منه بيضاء)
وآسية الجميلة كمّل الأحداق منها الوجدُ والسَّهَرُ
نشــــــــــأته :
————
بدر شاكر السياب ولد في محافظة البصرة في جنوب العراق، شاعر عراقي يعد واحداً من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، كما يعتبر أحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي.
ولد الشاعر بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي اغرم بها وهام أحدهما الآخر… وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة.
انتقل إلى مدينة البصرة وتابع فيها دروسه الثانوية، ثم انتقل إلى العاصمة بغداد حيث التحق بدار المعلمين العالية، واختار لنفسه تخصصاللغة العربيّة وقضى سنتين في تعلم الأدب العربي تتبّع ذوق وتحليل واستقصاء؛ ولكن تغيّر في سنة 1945 من الأدب إلى متخصص في اللغة الإنكليزية. لقد تخرّج السيّاب من الجامعة عام 1948، وفي تلك الأثناء عُرف بميوله السياسية اليسارية كما عُرف بنضاله الوطني في سبيل تحرير العراق من الاحتلال الإنكليزي، وفي سبيل القضية الفلسطينية. وبعد أن أُسندت إليه وظيفة التعليم للغة الإنكليزية في الرمادي، وبعد أن مارسها عدة أشهر فُصل منها بسبب ميوله السياسية وأودع السجن. ولمّا رُدّت إليه حريته اتجه نحو العمل الحر ما بين البصرة وبغداد كما عمل في بعض الوظائف الثانوية، وفي سنة 1952 اضطُر إلى مغادرة بلاده والتوّجه إلى إيران فإلى الكويت، وذلك عقب مظاهرات اشترك فيها.
وفي سنة 1954 رجع الشاعر إلى بغداد ووّزع وقته ما بين العمل الصحافي والوظيفة في مديرية الاستيراد والتصدير.
وفي سنة 1961 بدأت صحة السياب بالتدهور حيث بدأ يشعر بثقل في الحركة وأخذ الألم يزداد في أسفل ظهره، ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده وقدميه، وظل يتنقل بين بغداد وبيروت وباريس ولندن للعلاج دون فائدة.
أخيراً ذهب إلى الكويت لتلقي العلاج في المستشفى الأميري في دولة الكويت حيث قامت هذه المستشفى برعايته وأنفقت عليه خلال مدة علاجه. فتوفي بالمستشفى هناك في 24 كانون الأول عام 1964 عن 38 عاماً ونُقل جثمانه إلى البصرة وعاد إلى قرية (جيكور) في يوم من أيام الشتاء الباردة الممطرة. وقد شيّعه عدد قليل من أهله وأبناء محلته، ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير .
يقول السياب في أنشودة المطر :
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شُرْفَتَان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
يَرُجّه المجذّاف وَهْناً ساعةَ السحر
أتعلمين أي حزن يبعث المطر
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع
بلا انتهاء ـ كالدم المراق، كالجياع
كالحب، كالأطفال كالموتى ـ هو المطر
عودة الي الطفولة :
———————
و تبقي صور الطفولية…
و لم لا فهذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي اسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، ابرزها معركة الزنج ما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون :
منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) شاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الاديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين…
و قد افتتن السياب بـ ” نهر بويب ” الذي شكل وجدانه و امده بالالهام الجمالي و
المتفجر من شط العرب ، و هذا النهر الذي ذكره السياب كثيراً في قصائده…
و الذي له قصة في اروائية بساتين النخيل،
ـ وكانت الراعية (هويله) هي أول امرأة خفق لها قلبه وأحبها، حيث كانت اكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته والسياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقه) التي كانت تسكن علي مقربة من بيت الشاعر.
كان البيت فيه شباكاً مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض مترا أو يطل علي درب قرب من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا، ولم يعرف لحد الآن هل ان وفيقة كانت تبادله الحب أم لا. ولم يكن في جيكور مدرسة في ذلك الوقت، لذا كان علي السياب ان يسير مشيا إلي قرية (آل إبراهيم) الواقعة بالقرب من جيكور بعد ان انهي الصف الرابع بنجاح وانتقل إلي مدرسة المحمودية والتي كانت إدارة المدرسة مطلة علي الشارع، شناشيل ملونة، وكان بيت الجلبي يقع خلف المدرسة، كان الشاعر يجول في هذه الطرقات المؤدية إليه سيما وان له زملاء وهو بعيد عن جيكور، وكانت (ابنة الجلبي) فتاة جميلة كان يراها السياب وهو ماراً بزقاق يؤدي لمسكنها، فان يتغزل بها ويحبها من طرف واحد فقط.
ـ وفي دار المعلمين العالية في بغداد وقع في حب جديد، فتاة بغدادية اخذت حظها من العلم والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالالباب وهي التي يصفها بأن لها في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت عندما تمر به تضع العباءة علي وجهها كي لا تراه وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب) التي احبها الشاعر من جانب واحد وكانت ذكية وجميلة جدا وكان أهلها يوصونها ان تعبس عندما تسير لكي لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد اعرضت عن كل الذين خطبوها.
وأحب زميلة له حبا من طرف واحد أيضا وكان حبا افلاطونيا ارتفع حب الخيال حتي جاوز الحد وتضاءلت فيه رغبة الجسم فما كان منها إلا ان تتزوج رجلا ثريا وتترك السياب بآلامه.
وتعرّف علي الشاعرة (لميعة عباس عمارة) في دار المعلمين العالية، وكانت علاقة…
كانت بادئ ذي بدء ذات طابع سياسي ولكن ـ كعادته ـ وقع في حبها لأنها كانت من اخلص صديقاته، وقال فيها قصائد كثيرة ودعاها السياب لزيارته في جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام كانا يخرجان سوية إلي بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير. ويتعرف
زواجه : ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب زوجته فكان لها الزوج المثالي الوفي، وكانت هي كذلك، فقد انجبت منه غيداء وغيلان والاء، ولمّا اصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه اياما قاسية.
تقول عنها زوجته السيدة اقبال…:
(عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة).
للسياب اثار مطبوعة هي:
ازهار ذابلة (شعر)، اساطير (شعر)، المومس العمياء (ملحمة شعرية)، حفار القبور (قصيدة طويلة)، الاسلحة والاطفال (قصيدة طويلة)، مختارات من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)، انشودة المطر (شعر)، المعبد الغريق (شعر)، منزل الاقنان (شعر)، شناشيل ابنة الجلبي (شعر)، ديوان بجزئين (اصدار دار العودة).
أما اثاره المخطوطة فهي:
زئير العاصفة (شعر)، قلب اسيا (ملحمة شعرية)، القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)، قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث مترجمة عن الانكليزية منها السياسية والادبية.. مقالات وردود نشرها في مجلة الاداب… شعره الاخير بعد سفره إلي الكويت ولم يطبع في ديوانه الاخير (شناشيل ابنة الجلبي) قصائد من ايديث ستويل.
مع رائعة بدر شاكر السياب :
«ابنة الجلبي» كما يحلو للسياب أن يسميها، ليست امرأة حقيقية، ولا تنتمي إلى عالم السياب الواقعي بل هي من صنع خياله ومن بنات أفكاره، إذ انه كان يرقب من بعيد تلك الشناشيل المزخرفة التي تمثل الثراء والجاه بعين الفقير المحروم عندما كان طفلاً، فتبلورت في ذهن السياب فكرة، مفادها إن وراء هذه الشناشيل، فتاة جميلة، وربما توهم في قرارة نفسه إنها تنظر إليه كما ينظر إليها، وإنها تنتظر لقاءه كما ينتظر، ولعله في نهاية قصيدته، حاول أن يراجع حساباته مرة أخرى، فإذا به يخبرنا بما يشبه الإقرار بالواقع، بأن هذه الفتاة لا أساس لها في دنيا الواقع:
ثلاثون انقضَتّ، وكبرتُ: كم حبٍّ وكم وجدِ
توهج في فؤادي!
غيرَ أني كلما صفقت يدا الرَّعْدِ
مدَدّتُ الطرف أرقب: ربما ائتلق الشناشيلُ
فأبصرتُ ابنة الجلبي مقبلةً إلى وعدي!
ولم أرها، هواءٌ كل أشواقي، أباطيلُ
ونبت دونما ثمر ولا وَرْدِ!
شناشيل ابنة الجلبي
وأذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
من خلل السحاب كأنه النغم
تسرب من ثقوب المعزف ارتعشت له الظلم
وقد غنى صباحا قبل .. فيم أعد ؟ طفلا كنت
أبتسم
لليلي أو نهاري أثقلت أغصانه النشوى عيون الحور.
وكنا جدنا الهدار يضحك أو يغني في ظلال الجوسق
القصب
وفلاحيه ينتظرون : “غيثك يا إله”وإخوتي في
غابة اللعب
يصيدون الأرانب والفراش , و(أحمد) الناطور
نحدق في ظلال الجوسق السمراء في النهر
ونرفع للسحاب عيوننا : سيسيل بالقطر.
وأرعدت السماء فرن قاع النهر وارتعشت ذرى السعف
وأشعلهن ومض البرق أزرق ثم اخضر ثم تنطفئ
وفتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
عاد منه النهر وهو ممتلئ
تكلله الفقائع, عاد أخضر , عاد أسمر غص
بالأنعام واللهف
وتحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
تراقصت الفقائع وهي تفجر إنه الرطب
تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه
بجذع النخلة الفرعاء (تاج و ليدك الأنوار لا الذهب
سيصلب منه حب الآخرين سيبرئ الأعمى
ويبعث في قرار القبر ميتا هده التعب
من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما
و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب!)
*
وأبرقت السماء … فلاح, حيث تعرج النهر,
وطاف معلقا من دون أس يلثم الماء
شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
(عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا)
وآسية الجميلة كحل الأحداق منها الوجد والسهر.
*
يا مطرا يا حلبي
عبر بنات الجلبي
يا مطرا يا شاشا
عبر بنات الباشا
يا مطرا من ذهب
*
تقطعت الدروب؛ مقص هذا الهاطل المدرار
قطعها ووراها,
وطوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
كغرقى من سفينة سندباد, كقصة خضراء أرجأها وخلاها
إلى الغد (أحمد ) الناطور وهو يدير في الغرفة
كؤوس الشاي, يلمس بندقيته ويسعل ثم يعبر طرفه
الشرفه
ويخترق الظلام
وصاح “يا جدي” أخي الثرثار:
“أنمكث في ظلام الجوسق المبتل ننتظر
متى يتوقف المطر؟”
*
وأرعدت السماء, فطار منها ثُمّة انفجرا
شناشيل ابنة الجلبي..
ثم تلوح في الأفق
ذرى قوس السحاب . وحيث كان يسارق النظر؛
شناشيل الجميلة لا تصيب العين إلا حمرة الشفق.
*
ثلاثون انقضت , وكبرت كم حب وكم وجد
توهج في فؤادي!
غير أني كلما صفقت يدا الرعد
مددت الطرف أرقب : ربما ائتلق الشناشيل
فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة إلى وعدي!
ولم أرها . هواء كل أشواقي, أباطيل
ونبت دونما ثمر ولا ورد !
هذه كانت تغريدة شعرية فريدة مع صاحب ملحمة ” شناشيل ابنة الجلبي ” التي خلدها بين صفحات النهر و ظلال النخيل و اهداب الجمال في دلالات تكشف رمز الحقائق من خلال البوح الذي يجسد رؤية السياب في تطور مع الحياة برغم رحلة المرض التي عزلته عن التواصل لكن ابدع لنا خلاصة فكره ووجدانه مجددا لحن القصيد في أنشودة العبقرية دائما.