إن الدعاجة والحور
من بعض أسلحة القمر
واللين أعظم قوة.
تقضي على جلد البشر
مدت شراكَ فنونها
تيهاً فلم ألقى مفر
بدوية عربية
إن لامست ظهر الحجر
اهتز من شغف بها
وعليه من يدها أثر
وإذا تنحت جانبا
عنه تنهد وانكسر
أنفاسها عطرية
مسكية الجسم الأغر
قابلتها وبمهجتي
قلق تمازج بالضجر
فتبسمت ياقوتة
تحوي بداخلها درر
فغسلت كل مواجعي
وقضيت في السلوى وطر
وتكلمت فكأنها
عزفت على أحلى وتر
رقص الفؤاد صبابة
كالبهلوان ولا استقر
والشوق يعتصر الضلوع
وليس يدري ما اعتصر
ليل سمرت بقربها
كانت له قمر السمر
فيه قطفنا من غصو
ن البان دانية الثمر
فيه اقتبسنا من بنا
ت الشعر ملهمة الفكر
فارقتها ودموعنا
تسقي العوارض كالمطر
والوجد ملﺀ حشاشتي
والطرف حالفه السهر
القرب منها جنة
والبعد أبغض من سقر
ويمر ليل وصالها
كدقيقة بالمختصر
ودقيقة في بعدها
كالعام في حلك الكدر
ويلومني من لو رأى
ما تحتويه لما صبر