دراسات و مقالات

المرأة في خطر

الدكتور محمد القصاص

الكاتب الذي يطرق كل الأبواب من أجل أن يوقظ الضمائر ، وينشر الوعي لدى مجتمعه ، يجب أن يحترم ، وأن يتهافت الناس على مقالاته والاهتمام بكتاباته والاستفادة منها ما أمكنهم ذلك .
إذن .. أخذت على نفسي العهد بأن أحافظ على مبادئي ، وأن أكون دائما باحثا عن الحقيقة بكل ما أستطيعه ، كي ينتفع بها مجتمعي إلى أقصى حد .
واليوم اخترت موضوعا يهم المرأة التي هي نصف المجتمع الأجمل والأهم ، موضوع أعتبره لشدة خطره من منغّصات الحياة وأخطرها على المرأة التي خلقها الله بأجمل صورة ، ومنحها الرقة والجاذبية والمكانة الرفيعة والعظيمة ونالت احترام النصف الآخر في كل المجتمعات ، ولما كانت المرأة في بلادنا العربية ، أنموذجا للجمال والجاذبية والرقة والوداعة ، بما تحمله من أسرار لا يفهمها إلا العارفون ، وبعيدا عن الفوضى والانجراف في تيار الموضة ، فقد رأيت أن أنبه المرأة الجميلة إلى مخاطر استخدام مستحضرات التجميل المغشوشة أو الرخيصة ، بكل أنواعها ، وهي تعلم أكثر مني بتلك المستحضرات واستخداماتها المختلفة .
لهذا السبب ولإيمان العميق بأن المرأة العربية أجمل ألف مرة من أي امرأة في عالم الغرب ، عالم الحضارة كما يسمونه ، بل فهو عالم الانفلات وعالم اللاوعي ، وأكثر من ذلك فهو لا يعير المرأة أي قيمة ولا اعتبار ولا أدنى اهتمام .
المرأة العربية التي سحرت عقول المستشرقين بجمالها الرباني المتميز وبذكائها المطلق ، وفهمها العميق لكل ما يطلب منها في الحياة ، لقد منحت المرأة العربية ابتسامة تكاد أن تنير الكون برقتها وروعتها وسحرها ، دون تدخل من المساحيق وأدوات التجميل الرخيصة ، وخاصة تلك التي تأتي من دول لا يهمها لا قيم ولا أخلاق ولا حتى صحة الإنسان والمجتمعات ، نحن نعلم عنهم الشيء الكثير ، فهم بلا عقيدة ولا أخلاق ولديهم من الغرائب والعجائب ما يقزز النفس ، إنهم يأكلون أدمغة القرود بالملعقة مباشرة من رؤوسها ، ويمكن أن يأكلوا الكلاب والقطط والصراصير والحشرات والزواحف لا يتورعون عن هذا بأي حال من الأحوال .
ومن المؤسف أن تجار العرب الذين جعلوا الصين محط آمالهم رغم ما فيها من مساويء ورداءة وانعدام الجودة في منتجاتهم وبضائعهم ، راحوا يغزون الصين ، وهم الذين يشترون كل شيء رخص ثمنه ، وانعدمت فائدته بل وكان ضرره أكبر من نفعه ، وبأسعار بخسة ، بل لقد أكد لي بعض الأشخاص قائلا : إن هؤلاء التجار ، يذهبون إلى الصين لا يدعون أي شيء من المواد المنتهية الصلاحية أو الرديئة التصنيع في المستودعات المعدة لجمع النفايات الصناعية بكل أنواعها ، يشترونها بلا وازع من ضمير ولا خوف من الله .
وأما في الغرب ، فقد وجدت أن كل البضائع التي تأتي من الصين أو من الدول التي لا تراعي الجودة والإتقان، تتسبب برفض البضاعة كلها ، وتعاد الباخرة بكل محتوياتها ، إلى مصدرها ، وتتحمل الجهة الموردة كل التكاليف على حسابها مع خسارتها لتكاليف النقل وما يصاحب ذلك من إعدادات .
أيتها الجميلات .. إنني أنشر هذا المقال محذرا كل إنسانة تهمها وصحتها ويهمها جمالها وأسرتها ومجتمعها ووطنها ، وأطلب منها أن تراجع حالتها الصحية ، وأن تستذكر ما قد أصابها من أعراض مرضية فجائية أو غير فجائية ، لأنها قد تكون ناتجة عن استخدام أدوات التجميل الرخيصة والتي قد تتسبب بكثير من الأمراض سواء الخطيرة منها أو المؤذية إلى حد ما .
وأنا هنا أسمح لنفسي أن أطلب من كل امرأة وبكل إصرار أن تحافظ على جمالها وصحتها بالحصول على الأشياء التي تهمها من مصادر موثوقة ، على أن تكون أصلية لا تقليدية ، حتى أن دفعت الكثير ، فإن ذلك يعني أنها قد تجعل نفسها بمنأى عن الأضرار والمشاكل الصحية التي ترهق مجتمعاتنا اليوم ، وقد تجنبها الوقوع بالأخطاء الجسيمة ، لسبب بسيط هو أن لا تبحث عن المستلزمات الرخيصة من أدوات تجميل أو أدوية إلا إن كانت مضمونة ، ولو دفعت أكثر فإنها هي الرابحة في النهاية حتما .
وكثير من مستلزمات التجميل تستخدم في أكثر الأمكنة حساسية في جسد المرأة ، ومنها ما يوضع حول العيون ، والحواجب ، وعلى الشفاه ، وكلها أماكن حساسة ، وأي استخدام في تلك المناطق لمثل هذه المواد ، يكمن الخطر ويكون نذير شؤم لا تعرفه المرأة إلا بعد فوات الأوان ، وتبدأ من هناك زياراتها للطبيب الذي عادة ما يستخدم التكهنات والفرضيات التي تكون أقرب إلى قراءة الكف والتنجيم منها إلى الواقع ، ومن ثم يأتي دور الأدوية غير الملائمة ، لتزيد الطين بلة .

ولمزيد من الإيضاح ، تعالين معي لنستعرض ما نشر على صفحات مجلة المرسال:

بسبب ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل الأصلية ، انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المحلات التي تقوم بتسويق و بيع مستحضرات تجميل بأسعار اقل و لكنها بالطبع غير أصلية ، و انتشرت بشكل اكبر عبر الانترنت و التسويق من خلال الشبكة العنكبوتية ، و لكن هذه المستحضرات تحتوي على العديد من المخاطر المخيفة التي قد تؤذي البشرة و الصحة ، فما توفريه من شراء هذه المستحضرات الرخيصة ، قد تصرفينه بشكل اكبر في علاج الآثار الجانبية التي تسببها هذه المستحضرات .
مكونات هذه المستحضرات المغشوشة : كشفت الأبحاث الأخيرة عن العديد من المكونات التي تدخل في صناعة هذه المستحضرات ، للحصول على نفس المظهر الذي تمنحه المستحضرات الأصلية ، و كشفت أيضا عن مدى خطورة استخدام هذه المكونات كما يلي :
1- الرصاص : كشفت الأبحاث العلمية عن ما تحتويه هذه المستحضرات من الرصاص ، فقد أكدت انها تحتوي على 19 ضعف من نسبة الرصاص المسموح بها في مستحضرات التجميل ، و بالتالي مع استمرار استخدام هذه المستحضرات ، تتراكم نسبة الرصاص على البشرة و يمتصها الجسم و في النهاية يؤدي إلى الإصابة بتسمم الرصاص ، حيث تُصاب بفقدان الذاكرة وآلام العضلات ، و إن كانت حامل فقد تتعرض إلى الإجهاض و المشاكل الصحية التي تضر الجنين .
2- الزرنيخ : الزرنيخ واحد من المواد السامة الخطيرة للجسم ، و في الأبحاث العلمية الأخيرة تم اكتشاف نسبة مرتفعة من عنصر الزرنيخ ، بداخل مستحضرات التجميل و خاصة مستحضرات تجميل العيون و بودرة الأساس ، و مع تراكم هذا العنصر على البشرة و امتصاصها له قد يتسبب في حدوث الام مبرحة في البطن و يؤدي إلى السكتة الدماغية التي قد تنتهي بالموت .
3- الزئبق : واحد من المواد الخطيرة و السامة للجسم ، و في الفترات الأخيرة تم اكتشاف عنصر الزرنيخ بكميات كبيرة في مستحضرات تجميل العيون و على رأسهم المسكارا ، و هذا العنصر السام اذا تراكم في الجسم يؤدي الى مشاكل خطيرة في الدماغ و القلب و الرئة كما يؤدي الى الفشل الكلوي و ضعف جهاز المناعة و قد يؤدي الى الموت ، كما ان له أعراض مختلفة مثل الصداع و الطفح الجلدي و يؤثر على الرؤية في حالة استخدامه على العين .
4- الالومونيوم : مستحضرات التجميل التقليدية تحتوي على نسبة كبيرة من عنصر الألمونيوم ، و الذي يسبب العديد من الأضرار الصحية فهو يؤثر بشكل كبير على العقل ، و يؤدي الى فقدان الذاكرة ، كما يؤدي إلى الصداع المستمر و آلام العظام و العديد من المشاكل الصحية الأخرى .
الآثار الضارة التي تسببها المستحضرات التقليدية : بعد استعراض المكونات السامة التي تحتوي عليها و أضرارها على الجسم مع التراكم و استمرار الاستعمال ، ظهرت أيضا العديد من الاثار الجانبية الضارة نتيجة سوء التصنيع و الإهمال نوضحها لكم فيما يلي :
1- البكتيريا : لا يمكن تجاهل عملية التصنيع التي تمر بها هذه المستحضرات ، و التي يكون فيها الإهمال و عدم الاهتمام بالتعقيم و نظافة الأدوات و الأيدي التي تقوم بالصناعة و التحضير و الخلط ، و بالتالي فإنها تحتوي على العديد من البكتيريا الضارة التي تسبب التهابات الجلد و الحساسية و العديد من الأمراض الضارة للبشرة و الجسم أيضا .
2- حروق البشرة : نتيجة احتواء هذه المستحضرات على المواد السامة مع سوء التصنيع ، فإنها تكون مصحوبة بردود أفعال سيئة على البشرة قد تكون طفح جلدي او الحساسية و قد تصل الى الحروق و ظهور البقع و التجاعيد .
3- التهابات العيون : استخدام مستحضرات التجميل التقليدية الخاصة بالعيون مثل المسكارا أو ظلال العيون ، قد يؤدي إلى العديد من الآثار الضارة ، فجميعنا يعلم مدى حساسية العيون و ضرورة تعقيم أي مواد تصل إليها أو تقترب منها ، و لكن مع هذه المستحضرات سيئة الصنع و التي تحتوي على المواد السامة ، فإنها تسبب العديد من الأضرار على العين و قد تضعف الرؤية كذلك .

آمل من جميع الجميلات ، أن يقلعن عن التهور ، والسعي وراء الدعايات الكاذبة المضللة ، لكي تجد نفسها في النهاية على قارعة الطريق ، وبلا جمال وبلا رقة ولا حتى شعور بالأنوثة بعد أن تفقد كل شيء جميل فيها ..
والله ولي التوفيق ،،،،

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى