دراسات و مقالات

الطفل هو ذخيرة الأمة

فوزى فهمى محمـد غنيم

 

الطفل ليس أمانة عند أسرته أو عائلته أو مجتمعه فحسب وإنما هو ذخيرة الأمة وعدتها ولبنات غدها ، لذلك احتشدت العلوم الإنسانية ، بل بعض تخصصات العلوم التطبيقية والتجريبية ، كى تبحث فى مراحل الطفولة من جوانبها كافة ، فلا عجب إن وجدنا الهندسة فى مجال صناعة لعب الأطفال والطب فى مجال صحة الأطفال والزراعة فى مجال غذاء الأطفال ، والاقتصاد فى مجال اقتصاديات الأطفال . ولا ننسى أن الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة يحتاج إلى من يحكى له حكاية مسلية ، ولكن إذا دب النعاس فى جفونه ، على إيقاع نبرات حكايات أمنا أو أبينا ، وهما – تحكيان لنا حكاية مخيفة فإنه ينام وهو يحمل فى طياته الخوف ، فبعضهم يلتف حول الأجداد ليتحفوا بحكاياتهم المشوقه ، وربما تراجعت هذه العادات مع ظهور المربيات الأجنبيات فى بيوتنا ، وتغلغل التلفاز والحاسب الآلى فى حياة أطفالنا ، ومع ذلك لا تزال الحكايات للأطفال تحظى بمكانة مميزة فى المجتمعات الريفية والأحياء الشعبية فى المدن ويمكننا أن ننوع مصادر حكايات أطفالنا . ويعد اللعب أحد أهم أسس النمو العقلى والجسمى والنفسى لدى الطفل ، إلى درجة أن بعض المتخصصين فى دراسة سلوك الأطفال قالوا : ( إن الطفل الذى لا يلعب فاقد للحيوية ). وتهدف الألعاب إلى تنمية قدرات الطفل ، ويتم تعرفه إلى عالمه وإثبات ذاته ، وتكوين بعض العلاقات الإجتماعية . ويساعد اللعب على الحد من مشاعر الغضب والغيرة والعدوان ، ويخلص كثيراً من الأطفال من الخوف والخجل والقلق وسوء التربية ، ويمكن من إشباع حاجة الطفل إلى المرح والسرور والرشاقة . وينمى القدرة على التخيل ويقلل من السآمة والضجر والملل . ويعمل اللعب على تقوية الإرادة ونمو الأخلاق وإنشاء علاقات سليمة وصداقات بريئة مع الآخرين . واللعب يفسح المجال أمام الطفل كى يتعلم مهارات جديدة ، وباللعب تتسع العلاقات الودية بين الأطفال مع بعضهم ، وباللعب تظهر القدرات الإبداعية وتتطور المهارات ، وهو من أهم عوامل نمو الطفل ، وبه يتم إيصال المفاهيم والمعلومات ، وبه تتكون هوية الطفل الثقافية . وبإلقاء نظرة متأنية على أدب الطفل العربى فى العصر الحديث نجد من خلالها الانعكاس الإيجابى لمردود الإفادة من موروث الحضارة العربية الإسلامية تجاه الطفل . وأن من الأهداف الرئيسية لأدب الطفل واتجاهاته : تدعيم البناء الروحى والمادى المتوازن فى شخصية الطفل ، وتلقين الطفل القيم والسلوكيات والآداب العامة ، ورعاية الطفل الموهوب وتحفيزه وتشجيعه ، والحفاظ على اللغة العربية على ألسنة الناشئة ، وتشجيع الطفل على حرية التعبير وأساليب التفكير . كما أننى أؤكد أن الطفل رعاية وتربية وتعليماً واهتماماً بكل شؤونه ، اتجاه واضح وهدف بارز من أهداف شريعتنا .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى